المساجد الأربعة الملعونة 1 هي المساجد التي جُددت بالكوفة فرحا بقتل الامام الحسين بن علي عليه السلام، و هي: مسجد الاشعث بن قيس 2. مسجد سماك 3 مسجد جرير بن عبد الله البجلي مسجد شبث بن ربعي 4. فقد رَوى إبْنُ عَرْعَرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيّاً أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام يَقُولُ: "وَ اللَّهِ لَتَفْعَلُنَّ مَا تُؤْمَرُونَ أَوْ لَتَرْكَبَنَّ أَعْنَاقَكُمُ الْيَهُودُ وَ النَّصَارَى، إِنَّ بِالْكُوفَةِ مَسَاجِدَ مُبَارَكَةً وَ مَسَاجِدَ مَلْعُونَةً ــ الى أن قال ــ... وَ أَمَّا الْمَسَاجِدُ الْمَلْعُونَةُ فَمَسْجِدُ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ، وَ مَسْجِدُ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ، وَ مَسْجِدُ ثَقِيفٍ، وَ مَسْجِدُ سِمَاكٍ، بُنِيَ عَلَى قَبْرِ فِرْعَوْنٍ مِنَ الْفَرَاعِنَةِ" 5. وَ رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السَّلام أنهُ قَالَ: "إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ صلوات الله عليه نَهَى بِالْكُوفَةِ عَنِ الصَّلَاةِ فِي خَمْسَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ، وَ مَسْجِدِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ، وَ مَسْجِدِ سِمَاكِ بْنِ مَخْرَمَةَ، وَ مَسْجِدِ شَبَثِ بْنِ رِبْعِيٍّ، وَ مَسْجِدِ التَّيْمِ" 6.
أما دوره في الإفراغ العقائدي من الكوفة فيمكن ملاحظته في الشواهد الآتية: أولاً: روى ابن عساكر عن أبي إسحاق السبيعي قال: حججت أنا وغلام فمررت بالمدينة فرأيت الناس عنقاً واحداً فاتبعتهم فأتوا أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسمعتها وهي تقول: يا شبث بن ربعي؟، فأجابها رجل جلف جاف: لبيك يا أمتاه، فقالت: أيسب رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) في ناديكم؟، قال: وأنّى ذلك؟ قالت: فعلي بن أبي طالب، قال: إنا لنقول أشياء نريد عرض الدنيا. فقالت: سمعت رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) يقول: «من سبَّ عَلِيًّا فقد سبّني، ومن سبّني فقد سبّ الله»([20]). ثانيًا: اتخاذه مسجدًا في الكوفة لسب الإمام عَلِيّ (عليه السَّلَام) وهو في الكوفة فلم يعاقبه لذلك وانما اكتفى عليه السلام بالنهي عن الصلاة في هذا المسجد وثلاثة أخرى بنيت لهذا الغرض، أي سبب الإمام عليه السلام عبر مآذنها وأئمتها فكانت انموذجاً لانحراف المسهين الذين تركوا الثقلين وتمسكوا بأئمة الضلال فكانوا من الملعونين كما قالت ام سلمة وهي تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا}[21].