ويعلن ذلك على الملإ. روى البخاري عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه) قال: بينما النبيّ (ص) يقسّم قسما إذ جاءه "ذو الخُويصر التّميمي" فقال: أعدل يا رسول الله! ؟! فقال (ص): "ويلك؛ ومن يعدل إذا لم أعدل". فقال عمر بن الخطاب (رضي الله عنه): ائذن لي فاضرب عنقه، فقال رسول الله (ص): "دعْه، فإنّ له أصحابا يحقر أحدُكم صلاته مع صلاتهم، وصيّامه مع صيّامهم، يمرقون من الدّين كما يمرق السّهم من الرّمية". قال أبو سعيد: فنزلت: "وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ" التّوبة: 58. قلت: صدق رسول الله، فبعد ربع قرن صار من أصحاب "ذي الخويصر" خوارجُ قتلوا المسلمين بالشّبهة، وحكموا على فرق كثيرة من أهل القبلة بالكفر والردّة والخروج عن الإسلام!! ومرقوا من دينهم كمروق السّهم من قوسه. قال أبو سعيد الخدري: "فأشهد أنّي سمعت هذا من رسول الله (ص). وأشهد بأنّ عليّ بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه، وأمر بذلك الرّجل فالتُمس فأُتيّ به حتّى نظرت إليه على نعت رسول الله (ص) الذي نعت. رواه الشيخان أ. هـ. الزبد يذهب ويبقى ما ينفع الناس. والقصّة بتفاصيلها في ابن كثير: البداية والنّهاية، الجزء الرّابع. هم أقوام إذا أعطوا من الغنيمة رضوا وسكتوا وعدّوا ذلك عدلا، فالعطاء يرضيهم ولو كان جائرًا.
هل الأمر الطبيعي أن يتعلم المرء أن عمله الجاد غالباً لن يراه أحد، ويفترض منه أن يوطن نفسه على هذا الأمر حتى لا يصيبه اليأس؟ هذا التساؤل مبرر، وربما هو نفسه السبب الذي يجعل أغلب الناس ينجرفون للأسهل المرئي الذي يحصد النتائج العاجلة. فأما الزبد فيذهب جفاء اسلام ويب. أي إنسان "طبيعي" سوف يميل لما يشعر أن له تاثيراً آنياً ومباشراً على حياته أكثر بكثير لما له تأثير مؤجل، وإن كان أعمق وأكثر استدامة، هذه هي طبيعة النفس البشرية لذلك فأحد الاختبارات في الحياة هو كيف نوازن بين الآني العاجل والزائل وبين المؤجل شبه الدائم، هذا الاختبار يسقط فيه كثير من الناس خصوصاً في العمل التعليمي الأكاديمي. أحد الدروس المهمة المستفادة من الآية الكريمة هو "الصبر" وأعتقد أن الفرق بين الجري وراء "الزبد" والفقاعات التي قد تبهر العيون ولا تفيد الناس وبين العمل الدؤوب هو القدرة على تحمل الصبر. هذا ما يحدد أن يكون المرء قصير أو بعيد الأفق، الصبر فيه مكابدة ومعاناة خصوصاً أن المرء يرى من حوله يقطفون ثمار الطرق السهلة ويتمتعون بنتائج الفقاعات التي تجلب لهم المصالح العاجلة، المشكلة الأساسية في عصرنا هذا أن الناس فقدوا القدرة على الصبر وصاروا يستعجلون النتائج فلم يعد هناك أعمال حقيقية يعتد بها إلا ما ندر، فعندما يفقد الناس القدرة على الصبر فلا نتوقع أن يكون هناك إمكانية حقيقية لبناء مستقبل مطمئن لان الصبر فضلاً عن أنه يعطينا القدرة على مواجهة التحديات، فهو يمكننا من رؤية الأشياء ببطء ووضوح، ولا يوجد بحث علمي مؤثر يمكن أن يحدث تغييراً دون صبر.
ولي ملاحظة ارجو ان تكون موضع بحث وهي: مادام ان شعبنا كله يطالب بمكافحة الفساد فإنه بذلك يرفض الصيغة النمطية الراهنة في مكافحة الفساد ويعلن عجزها عن طمأنة الناس الى كفاية وقدرة ما هو متبع ومعتمد لمكافحة الفساد!! وكما تم في اصلاح مرفق القضاء فيجب عقد ملتقى متخصص لاصلاح مرفق مكافحة الفساد وتطويره وإخراجه من نمطيته الراهنة. فأما الزَّبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس. عندما اغلقوا ديوان المظالم في خريف سنة 1982 كتبت مقالة في مجلة الأفق كان عنوانها: «عمّ العدلُ فأغلقوا ديوانَ المظالم». كل عام وسيدنا وولي عهدنا بخير. كل مئوية وشعبنا ومملكتنا اقوى واصلب. الدستور
مضادات الرشد يطرح القرآن على متصل الرشد مضاداته أو مقابلاته لجذبية البيان وتثبيت المعنى المراد توضيحه، فأسلوب التقابل من الأساليب التي اعتمدها القرآن في بناء الهوية القرآنية لدى المؤمنين. والمقابلة في اللغة بمعنى التضاد، ويعرفها الباقلاني بقوله " المقابلة هي أن يوفق بين معان ونظائرها والمضاد بضده" [5] فالهدى –كإطار لمفهوم الرشد- يقابله/يضاده: الضلال أو الغيِّ (قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ). فأما الزبد فيذهب جفاء سورة الرعد. والغيُّ من يغوي غَيًّا غواية: انْهَمَكَ فِي الْجَهْلِ وَهُوَ خِلَافُ الرُّشْدِ، والغيُّ – أيضًا – واد في جهنم (فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) أي جزاء الغي أو يدخلون وادي الغي في جهنم. [6] والبلوغ العقلي أو السداد في الرأي والتصرف، يقابله/يضاده السفه: أي الذين يسيئون التصرف لجهلهم أو نقص عقولهم (وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ). وهذا المعنى أيضًا – السفه- مضاد لمفهوم العلم: سفَه نَفْسَه: حملها على السَّفَه أي الخِفَّة والطَّيش، فكأنه حمل نفسه سفيها، وهو ما يبدو واضحًا في قوله تعالى (قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ) أي جهلاً وحمقًا. و"النفع" – الركن الرابع لمفهوم الرشد- يقابله/يضاده الضرر، و الضَّرَرُ من الضُّر وهو: سوء الحال إما في نفسه لقلة العلم والفضل والعفة، وإما في بدنه لعدم جارحة ونقص، وإما في حالة ظاهرة من قلة مالٍ وجاه.
وليس كأداة للقهر الإنساني والحروب وصرف الإنسان عن الهدى والحياة الطيبة، كما ارتبط بالمذاهب الوضعية القائمة على المرجعية المادية وتجاوز الخالق. فأما الزبد فيذهب جفاء - موقع مقالات إسلام ويب. ومن ناحية أخرى فإن مكانة الخلافة الإنسانية تعتمد أساساً على "العلم" الذي علمه الله لآدم، فلم يكن من الممكن أن يعطي الخلافة الجاهل، ولقد ذكرت – في حوار الله مع الملائكة -كلمة خليفة مرة واحدة، بينما ذكر مشتقات العلم سبع مرات، وكانت مقدمات إلهية لاختيار الإنسان خليفة على الأرض يبلغ رسالات الله وأوامره ونواهيه. 5 – أما مبدئية " النفع " فهي فعل رئيس في تحقيق غاية العمران في الكون التي هي ملازمة لتحقيق فعل "العبودية" وغاية الخلق، والتي هي – أيضًا – وظيفة الاستخلاف (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [ الذاريات/56]. فالنفع مبدأ رئيس وقيمة للعمران بصفته الملازمة له وهي "المكوث" في الأرض، فالنافع دائمًا يمتد أثره في البناء الإيجابي ويفيد الإنسان في وراثة الأرض وتعميرها، على نقيض الفساد الذي يقف عائقًا أمام حركة الكون والمخلوقات في سيرها إلى الله تعالى (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ) [الرعد/17].