مما يساعد الناس على فهمها بكل سهولة. كما يتسم شعره بالعاطفة العقلية والبعد عن العاطفة القلبية، حيث كانت قصائده تخاطب العقل لا القلب في إطار من الحكمة والرزانة في اختيار الألفاظ. كذلك ضرورة تعزيز مكارم الأخلاق، لذلك يتسم شعره بالأسلوب التعليمي. معلقة زهير بن أبي سلمى يعتبر زهير واحدًا من شعراء المعلقات العشر في العصر الجاهلي. كذلك كتب الشاعر الحكيم زهير بن أبي سلمى معلقة تتكون من تسعة وخمسون بيتا بدأها بالوقوف على أطلال زوجته الأولى أم أوفى. ثم مدح هرم بن سنان والحارث بن عوف وذلك لدورهم الكبير في التصالح والسلام بين قبيلتي عبس وذيبان ووقف الحرب بينهما، ثم تحدث في نهايتها عن الحكم، ومن هذه الأبيات؛ أمن أم أوفى دمنة لم تكلم بخومانة الدراج فالمتثلم ودار لها بالرقمتين كأنها مراجع وشم في نواشر معصم بها العين والأرام يمشين خلفة وأطلاؤها ينهض من كل مجثم وقفت بها من بعد عشرين حجة فلأيا عرفت الدار بعد التوهم أثافي سفعا في معرس مرجل ونؤيا كجذم الحوض لم يتثلم وفاة الشاعر الحكيم زهير بن أبي سلمى توفي زهير بن أبي سلمى في عام ٦٣١م عن عمر ما يقرب لمائة عام. كما قد كتبت أخته الخنساء رثاء لأخيها زهير قائلة؛ وما يغني توقي المرء شيئا وعلا عقد التميم ولا الغضار إذا لاقى منيته فأمسى يساق به وقد حق الحذار ولاقاه من الأيام يوم كما من قبل لم يخلد قدار شاهد أيضًا: بحث عن خباب بن الأرت واثره في الاسلام قدمنا لكم الآن أهم معلومات عن زهير بن ابي سلمى ، ونتمنى أن نكون وفينا سرد المعلومات كاملة ومعرفة خصائص شعر زهير بن أبي سلمى.
[١] كان زهير بن أبي سلمى من المعمّرين، فقد عاش قرابة مئة عام، تشير الروايات إلى أنَّه ولد عام 530م وهذا التاريخ محل شكٍّ فليس ثمَّة ما يؤمد صحة هذا التاريخ، كما أنَّ وفاته أيضًا متوقّعة وليس مؤكدة، وقد قيل إنَّه توفِّي بين عام 611 و627م، أي إنَّ وفاته كانت قبل بعثة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بوقت قليل، ويُقال إنَّ زهير بن أبي سلمى كان على ملِّة نبي الله إبراهيم -عليه السَّلام- وهذا ما أشارت إليه قصائده، وقد وردتْ عنه مقولة قال فيها في آخر أيام حياته: "إني لا اشكّ أنَّه كائنٌ من خبرِ السَّماء بعدي شيء، فإنْ كان فتمسّكوا به، وسارعوا إليه"، والله تعالى أعلم.
وقد جمعت أخباره وأقواله في كتاب الأغاني، في ديوانه الستة الجاهليين، وخزانة الأدب، والشعر والشعراء، وجمعت معلقته مع سائر المعلقات، وفي الجمهرة، وقد شرحها كثيرون منهم النحاس وهو أهم شروحها، وقد نشره "هوسهير" الألمانيّ سنة 1905م في برلين مع مقدمة ألمانية مفيدة.
وأشهر شعره معلّقته التي مطلعها: "أمِنْ أُمّ أوْفى دمنة لَمْ تكلَّم"، ويتميز بمتانة لغته وقوة تركيبه، وكثرة الغريب في شعره، وبتطلبه حقيقة المعنى الوضعي ليخرجه على ماديته الحقيقية، وبتحكيمه عقله ورويته في تصوراته وخياله، فلا يبتعد، إلا في النادر، عن الحقائق الواقعية المحسوسة. وهو أشهر شعراء الجاهلية في إعطاء الحكمة وضرب المثل، وعرف في حياته بالرصانة والتعقّل، وهو شخصية ممتازة من شخصيات الشعر الجاهليّ، شخصية فيها بر ورحمة وفيها نزعة قوية إلى الخير. وآراؤه ليست إلا من أوليات التفكير الإنساني وتفكير الشعب، وهذه الآراء هي التي جعلته قريبًا من الشعب؛ لأنه كان يكلمه فيها بما يعرف ويألف. وتحكيمه عقله في شعره، وإعماله تفكيره فيه، أضعفا عمل خياله، وعمل عاطفته، فلا تجد لهما عنده من الحّظ إلا يسيرًا، ومما يدل على تعقله وحنكته وسعة صدره حكمه في معلقته. وقد جمع خلاصة التقاضي في بيت واحد وهو: وإنَّ الحق مَقطَعُهُ ثلاثٌ … يمين أو نفارٌ أو جِلاءُ ولا ريب أنَّ لكبر سنة تأثيرًا في خمود عاطفته وضعف خياله، فكل شعره يدلنا على أنه نظمه في حرب داحس والغبراء، وبعدها خاصة عندما بلغ الثمانين على حدّ قوله، أو تجاوزه، فمن البديهي أن يغلب عليه التعقل والترصن، وأن يكون للعقل العمل المهيمن في نتاجه الشعريّ.