الطبعة الأولى 1418هـ. [6] هو الدكتور محمد عبد الله دراز ولد سنة 1894 الميلادي في قرية (محلة دياي) بمصر بمحافظة كفر الشيخ، كان يعرف اللغات المتعددة وحصل على الدكتوراه من جامعة السربون بفرنسا وله مؤلفات كثيرة منها: الأخلاق في القرآن، الدين، النبأ العظيم، المسؤولية في الإسلام توفي سنة 1958. انظر كتاب الدين لعبد الله دراز ص 7 – 8. [7] دستور الأخلاق. لدكتور عبد الله دراز. ص: 136. تعريف وتحقيق وتعليق الدكتور عبد الصبور الشاهين ط: الرابعة، 1402هـ - 1982م، مؤسسة الرسالة بيروت. [8] موقف البشر تحت سلطان القدر للشيخ مصطفى صبري، ص: 171 ط: 1 سنة 1352هـ. المطبعة السلفية بالقاهرة. [9] المسؤولية الخلقية والجزاء عليها. لدكتور أحمد بن عبدالعزيز الحليبي. ص: 71. مكتبة الرشد بالرياض، ط: الأولى 1417هـ/ 1994م. [10] المعجم الوسيط. 1/ 411. [11] سورة البقرة. آية 30. [12] تفسير القرآن العظيم، لإمام ابن كثير، ص: 109، دار ابن حزم، بيروت. الطبعة الأولى 1420هـ. [13] الجامع لأحكام القرآن، لإمام القرطبي، 1/ 263، دار إحياء التراث العربي، بيروت. ط: 1405هـ. [14] سورة البقرة. آية 286. [15] سورة الأحزاب. آية 72. [16] هو عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي ولد سنة 701هـ حافظ مؤرخ فقيه مفسر وله مؤلفات كثيرة منها: البداية والنهاية، تفسير القرآن العظيم، توفي سنة 774هـ انظر طبقات الحفاظ 533 – 534 والنجوم الزاهرة 11/ 123.
اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا قصص عن تحمل المسؤولية في الإسلام حرص الإسلام على إعلاء قيمة المسؤولية؛ فكل إنسان مسؤول بقدر استطاعته ونطاق تحمّله المهام الموكلة إليه، وقد خاطب الإسلام بهذه المسؤولية كل فرد وأسرة ومجتمع وأمة، وجعل القيام على حقها سبيلًا لكل تقدُّم ورقيّ، وسببًا لحياة سعيدة وآخرة طيبة ورغيدة. وقد وضح الرسول -صلى الله عليه وسلم- ذلك فعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-، أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (كُلُّكُمْ رَاعٍ ومسؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالإِمَامُ رَاعٍ ومسؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مسؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مسؤولة عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَهُوَ مسؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ). [١] ولقد جاءت العديد من قصص الصحابة التي تدلُّ على تحمّل المسؤولية وتبّين كيفيتها، وبيانها ما يأتي: [٢] السيدة خديجة -رضي الله عنها- إنَّ السيدة خديجة -رضي الله عنها- من الأوائل الذين تحمّلوا المسؤولية مع رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-، فآمنت به عندما كفر به الناس وصدَّقتهُ عندما كذّبه الناس وواستهُ بمالها عندما حرمهُ الناس، فقد تقاسمت مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- المسؤولية وكانت معه جنبًا إلى جنب وضحّت بكل ما تملك في سبيل هذه الدعوة.
وعندما كانت أمة الإسلام تعي مسؤوليتها سادت الأمم وحكمت العالم وأسست حضارة لم يعرف لها التاريخ مثيلاً، فكل مسلم من سلفنا الصالح كان يعرف دوره ومسؤوليته فيقوم بواجبه ولا ينتظر أن يأمره غيره، ولا يُلقي المسؤولية على الآخرين مهما كانت ظروفه، ولا يرضى أن يكون على هامش الحياة ليس فيه نفع للأمة الإسلامية، وبسبب هذا الشعور العالي بالمسؤولية نصرهم الله وأعزهم. ثم انحط المسلمون وضعفوا وصاروا غثاء كغثاء السيل، وإن من أعظم أسباب ضعفهم انتشار ثقافة التبرير واختلاق الأعذار وإلقاء المسؤولية على الآخرين، وهذا الأمر من أخطر العلل والأمراض التي أصابت الكثير من المسلمين اليوم، فقد ظهر ضعف الشعور بتحمل المسؤولية في أغلب شرائح المجتمع وفئاته. لقد طُبع أكثر المسلمين اليوم على قلة الاهتمام بشأن الأمة والعزوف عن القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والاحتجاج بأن المسؤولية تقع على العلماء والدعاة والأمراء فقط، وهذا الطابع وهذه المعاني أخطر ما يهدد الأمة الإسلامية، وهذه هي العدو الحقيقي والعقبة الكبرى التي تواجه المسلمين، أما العدو الخارجي فأمره يهون إذا استطعنا أن نغير ما بأنفسنا. وإن أخطر ما يترتب على ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إصابة الأمة المهملة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالعذاب العام، وعدم إجابة الدعاء، واستحقاق اللعنة من الله، وعدم الاستقرار وانعدام الأمن والأمان.
رابعاً: المسؤولية المدنية في القرآن الكريم: قال تعالى: (ٱلشَّهۡرُ ٱلۡحَرَامُ بِٱلشَّهۡرِ ٱلۡحَرَامِ وَٱلۡحُرُمَٰتُ قِصَاصٞۚ فَمَنِ ٱعۡتَدَىٰ عَلَيۡكُمۡ فَٱعۡتَدُواْ عَلَيۡهِ بِمِثۡلِ مَا ٱعۡتَدَىٰ عَلَيۡكُمۡۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِينَ ١٩٤)(7) خامساً:المسؤولية المدنية في السنة النبوية: قول رسول الله صل الله عليه وسلم فيما رواه أحمد وابو داود وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما: (لا ضرر ولا ضرار). (8) والضرر: الضر والفرق بينه وبين الضرار أن الضرر فعل الشخص الواحد والضرار فعل الإثنين فصاعداً. وقيل: الضرار هو أن تضر من غير أن تنتفع والضر أن تضر وتنتفع أنت به. وقيل الضرار: الجزاء على الضر؛ فالضر يكون إبتداء والضرار جزاء له. (9) وتشمل هذه القاعدة على حكمين الأول انه لا يجوز الاضرار ابتداء أي لا يجوز للانسان ان يضر شخصاً آخر في نفسه وماله لأن الضرر هو ظلم والظلم ممنوع في كل دين وجميع الكتب السماوية قد منعت الظلم. أما حكم الفقرة الثانية من هذه المادة وهو أنه لا يجوز مقابلة الضرر بمثله وهو الإضرار كما لو أضر شخص آخر في ذاته أو ماله لا يجوز للشخص المتضرر ان يقابل ذلك الشخص بضرر بل يجب عليه أن يراجع الحاكم.