وكان للكاتب الفلسطيني إياد بركات، رداً على الشاعر سمارة: «لا أعتقد أن الموضوع رفض للنقد، أو رفض لفكرة رفض التشخيص، ولا حتى فكرة أن يكون هناك مسلسل، فيلم، كتاب، أو أي عمل، عن محمود درويش. الناس مستاؤون بسبب ضعف المسلسل لا غير، فمثلاً لو كان كتاب يشوه محمود درويش أو غيره لكانت الناس اعترضت. في حضرة الغياب (مسلسل) - ويكيبيديا. من حق الناس أن تعترض بشدة على المسلسل إن كانوا يرون فيه إساءة، فالمسلسلات تؤثر في مجتمعاتنا الحاليـة أكثر بكثير من الكتب وأكثر من الواقع، ألا داعي للاستهزاء بالمعترضين على المسلسل، ولا داعي بالمبالغة الفارغة بحرية الرأي التي نحن كلنا معها، الموضوع ليس حرية رأي لا أحد ينكر على أحد صناعة أي مسلسل كان». وأكد أن «درويش للشعب الفلسطيني هو أكثر من شاعر أو أديب نطرب لقصائده ونردد أشعاره.. محبتنا وعشقنا لدرويش وارتباطنا به غريزي قد لا نفهمه، لأنه الكود الذاتي الذي يحركنا من دون وعي مثلما تحرك جينات إنسان ليدافـع عـن عائلتـه حتى الموت». بيانات إدانة أصدر الكاتب الفلسطيني زياد خداش، بياناً يدين فيه المسلسل، وقال: «نحن الموقعون أدناه من مثقفين ومواطنين وقراء وناشطين في المجالين الأدبي والثقافي في فلسطين والعالم العربي والعاــلم، ندعو تلفزيون فلسطين إلى وقف عرض مهزلة مسلسل فراس ابراهيم، ذي الطابع التجـــاري الذي يسيء بشكل مخز إلى صورة العظـــيم محمود درويش وحقيقة حياته، ونبدي استـــغرابنا الغاضب من تورط تلفزيون فلسطين في عرض هذا المسلسل، الذي تم التحذير من أهدافه ودوافعه التجارية منذ أشهر عدة، كما ندين تورط الفنان مرسيل خليفة، والكاتب حسن يوسف، والمخرج المبدع نجدت أنزور، في هذا العمل السطحي المقيت».
ويود درويش أن يقول لنا في ملحمته أن رواية الفلسطيني أقوى من آلة التدمير العسكري الإسرائيلي، وهي وسيلة حماية الزمن من هيمنة الحاضر؛ لهذا يطالب الفلسطيني أن لا يكف عن الحلم؛ فقد ولد الماضي من الغياب، ويناديك الماضي بكل ما ملكت يداه من أزهار الصبار الصفراء عن طريق يصعد فوق التلال، ومن رائحة الحنين الشبيهة برائحة البلوط المشوي في المواقد. فالإسرائيليون كتبوا روايتهم بأنهم عادوا إلى أرض الميعاد، وكتبوا روايتنا بأننا عدنا إلى الصحراء ثم حاكمونا لأننا ولدنا هنا! كأن درويش يريد أن يقول ليس الأقوياء وحدهم يكتبون التاريخ بل أيضا الضحايا والمحرومون والمعذبون، وان اللغة كفيلة أن تحرر الضحية من سكونها وقبولها بالأمر الواقع. هل صحيح أن من يكتب قصته قبل الآخر يكسب أرض القصة؟ لكن الكتابة تحتاج إلى مخالب كي تحفر الأثر في الصحراء، ومن هذا السؤال يواجه درويش في نصه إشكالية المكان المفقود والزمان المفقود بذاكرة ودلالات لا تكف عن العمل... ذاكرة فيها ما يكفي من أدوات لتثبيت المكان في مكانه لصناعة الأمل؛ لأن الأمل هو قوة الضعيف المستعصية على المقايضة، وفي الأمل ما يكفي من العافية لقطع المسافة الطويلة من اللامكان الواسع إلى المكان الضيق.
كتبوا روايتهم: عدنا. وكتبوا روايتنا: عادوا الى الصحراء.