والإحسان إلى الوالدين، متحتمٌ ومؤكدٌ، وإن كان الوالدان مشركين كافرين قال اللهُ تعالى: ((وَإِن جَاهَدَا كَ عَلَى أَن تُشرِكَ بِي مَا لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ فَلا تُطِعهُمَا وَصَاحِبهُمَا فِي الدٌّنيَا مَعرُوفاً وَاتَّبِع سَبِيلَ مَن أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرجِعُكُم فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُم تَعمَلُونَ)) (لُقمان: 15). وعن أسماءَ رضي الله عنها قالت: ((قدمت علّي أُمي وهي مُشركة في عهد رسول الله r فاستفتيتُ رسول الله r قلت: قدمت عليَّ أُمي وهي راغبة أي راغبة في مالي أفأصل أمِّي؟ قال نعم صلي أمَّك)) [3]. وأما ثمرات بر الوالدين: فأعظمها رضا الربِ جلَّ جلاله وتقدست أسماؤه، عن عبد الله بن عمرو أن َّّّّ النبي r قال: ((رضا اللهُ في رضا الوالد، وسُخطُ الله ِ في سخطِ الوالد)) [4] صححه ابن حبان والألباني.
بر الوالدين من الأعمال المحببة لرب السموات والأرض، وهو أجلُّ القربات، وأحبها لله تعالى وأزكاها عنده، وإن بر الوالدين من أكبر الأسباب لكسب الثواب والحسنات، وتكفير الذنوب، كما أنه أقرب طريق يُوصلنا لله عز وجل، والفوز برضاه وجنته، كما أن الله ألصق رضا الوالدين برضاه عز وجل، وإن سخطهما من سخطه، وجعل الجنة تحت أقدامهما، كما جعل الوالدين أوسط أبواب الجنة [٤].
فضل بر الوالدين وثمرات ذلك في الدنيا والآخرة إسلامية تاسع ف2 نقدمه بشكل جميل ومبسط وبشرح كافي بدون استطراد، يضمن للمتعلم سهولة الفهم ووصول الفكرة للمتلقي بدون عناء ، حيث سيكون السؤال بالخط الثخين، أما الجواب فيسكون بالخط الرفيع، متمنين لكم دوام النجاح و التوفيق.
ما أشدَّ صرخاتِها!! ويا لهول ما تَرىَ وتُقاسي!! حتى فرَّج الله كربَتها بخروجِ طفلهِا، الذي كاَد يقتلُها، لتبدأ بعد ذلك مشواَرها الطويل، لإرضاعِ صبيها الذي ظلَّ عامين كاملين، وهو يمتص عُصارةَ غذائِها وخُلاصةَ صحتها، حتى أنهك بدنَها، وأتعبَ روحها، وهكذا تظل الأم العَمر كلَه، وهي تشفقُ على وليدها ترعاه، وتغُدقُه بعطفها، وتحيطهُ بحنانها، تسهرُ لسهرِه، وتبكي لبكائهِ، وتتقطعُ لألمهِ ومرضه، ولا يزال هذا دأبهُا مع ابنها، مهما كبرَ سنهُ واشتدَّّّ عودُه، فيظل شجرةَ فؤادهِا، وقطعةَ كبدِها.