وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن حميد قال: ثنا يعقوب ، عن جعفر عن سعيد بن جبير في قوله: ( الله يتوفى الأنفس حين موتها)... الآية. قال: يجمع بين أرواح الأحياء وأرواح الأموات ، فيتعارف منها ما شاء الله أن يتعارف ، فيمسك التي قضى عليها الموت ، ويرسل الأخرى إلى أجسادها. حدثنا محمد بن الحسين قال: ثنا أحمد بن المفضل قال: ثنا أسباط [ ص: 299] عن السدي في قوله: ( الله يتوفى الأنفس حين موتها) قال: تقبض الأرواح عند نيام النائم ، فتقبض روحه في منامه ، فتلقى الأرواح بعضها بعضا: أرواح الموتى وأرواح النيام ، فتلتقي فتساءل. التفريغ النصي - تفسير سورة الزمر [42-46] - للشيخ المنتصر الكتاني. قال: فيخلى عن أرواح الأحياء ، فترجع إلى أجسادها ، وتريد الأخرى أن ترجع ، فيحبس التي قضى عليها الموت ، ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى قال: إلى بقية آجالها. حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله: ( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها) قال: فالنوم وفاة ( فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى) التي لم يقبضها ( إلى أجل مسمى). وقوله: ( إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) يقول - تعالى ذكره -: إن في قبض الله نفس النائم والميت وإرساله بعد نفس هذا ترجع إلى جسمها ، وحبسه لغيرها عن جسمها لعبرة وعظة لمن تفكر وتدبر ، وبيانا له أن الله يحيي من يشاء من خلقه إذا شاء ، ويميت من شاء إذا شاء.
قال علي رضي الله عنه: فما رأته نفس النائم وهي في السماء قبل إرسالها إلى جسدها فهي الرؤيا الصادقة، وما رأته بعد إرسالها وقبل استقرارها في جسدها تلقيها الشياطين، وتخيل إليها الأباطيل فهي الرؤيا الكاذبة. وقال ابن زيد: النوم وفاة والموت وفاة. وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كما تنامون فكذلك تموتون وكما توقظون فكذلك تبعثون). وقال عمر: النوم أخو الموت. وروي مرفوعا من حديث جابر بن عبدالله قيل: يا رسول الله أينام أهل الجنة؟ قال: (لا النوم أخو الموت والجنة لا موت فيها) خرجه الدارقطني. وقال ابن عباس: (في ابن آدم نفس وروح بينهما مثل شعاع الشمس، فالنفس التي بها العقل والتمييز، والروح التي بها النفس والتحريك، فإذا نام العبد قبض الله نفسه ولم يقبض روحه). الله يتوفى الأنفس حين موتها فماذا يفعل ملك الموت ؟ - كتابات. وهذا قول ابن الأنباري والزجاج. قال القشيري أبو نصر: وفي هذا بعد إذ المفهوم من الآية أن النفس المقبوضة في الحال شيء واحد؛ ولهذا قال: "فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى" فإذاً يقبض الله الروح في حالين في حالة النوم وحالة الموت، فما قبضه في حال النوم فمعناه أنه يغمره بما يحبسه عن التصرف فكأنه شيء مقبوض، وما قبضه في حال الموت فهو يمسكه ولا يرسله إلى يوم القيامة.
قضية عقدية والحق سبحانه وتعالى حين يطرح قضية عقدية للعقول فيها عمل، لكن قد تقف العقول في أشياء منها يكمل ما تقف فيه العقول بالسماع، السماع مِمَّنْ؟ ممن اعتقدتَ به بعقلك، إذن: ليس بالضرورة أن يقتنع عقلك بكل شيء إنما يترك لك مسائلَ لا تقتنع بها إلا لأنها خبر ممَّنْ اقتنعت به. لذلك قلنا في أول سورة (يس): إن المسائل كلها عقائد وأمور لسانية وأمور وأحكام، كل منها تأخذ العمل العقلي والعمل الغيبي، لكن العمل الغيبي دليله من العمل العقلي. الحق سبحانه وتعالى حينما أخبرنا عن قصة الخلق قال: إن الإنسان خُلِقَ من تراب اختلط بالماء فصار طيناً، ثم صار هذا الطين حمأ مسنوناً، ثم صار الحمأ المسنون صلصالاً كالفخار، ثم نفخ فيه الحق سبحانه من روحه فدبَّت فيه الحياة وتحرك. هذه أطوار الخَلْق التي أخبرنا بها الخالق سبحانه ونحن لم نرها، لكن أوجد في مُحسَّاتنا وفي مُدركاتنا ما يؤدي الصدق بهذه المراحل، وعلينا نحن أنْ نأخذ مما نشاهده دليلاً على صدق ما غاب عنَّا. كيف؟ الخالق سبحانه كما خلق الحياة خلق الموت، ولما أخبرنا بهما جعل الموت أولاً فقال: { ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلْمَوْتَ وَٱلْحَيَاةَ} [الملك: 2]. وقدَّم الموت حتى لا نستقبل الحياةَ ببطر وغرور، إنما نستقبلها ونحن نعلم أننا صائرون إلى الموت، منتهون إليه.
أما أن يسمع ذكر الله بسوء، ويسمع الإعلان بالكفر بالله والاشمئزاز من ذكره، فيقولون له: تلك حرية، تلك أشياء شخصية لا دخل لك فيها؛ فلا حول ولا قوة إلا بالله! كل هذا في هذا الوقت السوء، في هذا العصر عصر الشيطان واليهود، وعصر الصليبية والنفاق بكل أشكاله، أعاذنا الله والمسلمين جميعاً منه، ومن وساوس إبليس. تفسير قوله تعالى: (قل اللهم فاطر السماوات والأرض... )
ومِن ذلك يتَّضح أنَّ التوفِّي ليس هو الموت وليس هو النوم وإنَّما هو أمرٌ يقعُ عند الموت ويقعُ عند النوم، ويُؤيِّد ذلك قولُه تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا﴾ (4) فالموتُ يقعُ على الإنسان فإذا وقع توفَّته رسلُ الله وهم الملائكة، فالموتُ شيءٌ آخر غير التوفِّي، فالموتُ هو تلك الحالة التي يفقدُ معها الإنسان الحياة، وأمَّا التوفِّي فقد يقعُ عند فقدِ الإنسان للحياة وقد يقعُ دون أنْ يفقدَ الإنسانُ حياتَه في هذه الدنيا كما في النائم فإنَّه متوفَّى ولكنَّه لم يمُتْ ولم يفقدْ حياته. وعليه لا يكونُ بالضرورة معنى قوله: ﴿تَوَفَّيْتَنِي﴾ هو أمتني فلا يكونُ ذلك منافيًا لما هو معروف من أنَّ عيسى (ع) لم يمُت حين فارق قومه وإنَّما رُفع إلى السماء وسوف يعودُ إلى الأرض ثم يموتُ بعدها. ولمزيدٍ من البيان نقول: التوفِّي في الإستعمال اللُّغوي -من الإستيفاء- يأتي بمعنى الإنهاء والإتمام فيُقال استوفى السجينُ مدَّته أو عقوبتَه أي أنَّه أنهى وأتمَّ مدَّة الحكم والعقوبة المقرَّرةِ عليه، ويأتي الإستيفاء بمعنى أخْذِ الشيء تامًّا كاملًا غير منقوص فيُقال: استوفى زيدٌ حقَّه أو دينَه من غريمِه بمعنى أنَّه أخذه تامًّا كاملًا غير منقوص، ويُقال لمَن قبضَ بضاعته أو بيتَه الذي اشتراه أنَّه استوفاه وتسلَّمه، فالتوفِّي والإستيفاء يأتي بمعنى القبض والتسلَّم.
وقَرَأهُ حَمْزَةُ والكِسائِيُّ وخَلَفٌ "﴿قُضِيَ عَلَيْها المَوْتُ﴾" بِبِناءِ الفِعْلِ لِلنّائِبِ وبِرَفْعِ المَوْتِ وهو عَلى مُراعاةِ نَزْعِ الخافِضِ. والتَّقْدِيرُ: قُضِيَ عَلَيْها بِالمَوْتِ، فَلَمّا حُذِفَ الخافِضُ صارَ الِاسْمُ الَّذِي كانَ مَجْرُورًا بِمَنزِلَةِ المَفْعُولِ بِهِ فَجُعِلَ نائِبًا عَنِ الفاعِلِ، أوْ عَلى تَضْمِينِ "قُضِيَ" مَعْنى كُتِبَ وقُدِّرَ.
يا سيدي ما لي على الحب سلطان إنت الذي تآمره بأمرك و تنهاه كلٍ له اصحابٍ و ربعٍ و خلان ناسٍ تبي بعده و ناسٍ تمناه إلا أنت كل الخلق في حبك انسان قلبه معك دايم صباحه و ممساه يا اللي وسع صدرك لنا دار و اوطان و يا اللي الصخى و الجود فعلك تعداه ما اقولها مدحٍ ترى اللطف له شان و العطف مثل الجود تحمد سجاياه أنت البخيل بمنتك وقت الاحسان و انت اللذي لطفه يباري عطاياه ما كل من فارق غدى مثل سلطان كلٍ يبي شوفه و كلٍ ترجاه لو المرض جيشٍ نطحناه بسنان و لو الكدر بحرٍ شربناه لرضاه أنا أحمد اللي مبدّل الجهل بايمان اللي حمى عمي و صانه و شافاه
محمد عبده - يا سيدي مالي على الحب سلطان.. Mohammed Abdu - YouTube
يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة على موقعنا.