:: نفحات إيمانيّة انتقل الى:
بالأخير إذا أعجبتك مقالتنا فيمكنك مشاركتها علي مواقع التواصل الإجتماعي لتعم الفائدة بإذن الله.
رشوان حسن - قصيدة اللقاء. رشوان حسن كاتب وشاعر مصري. نص القصيدة رَتِّبْ هُدُوُمَكَ ألآنَ وَاعْرِفْ مَوَاقِيْتَ الجَدْوَلْ حَبِيْبَتُكَ فَاَقَتْ مَنَ النَّوْمِ شَمْسًا تَشْغَلُ الصَّفَ الأَوَّلْ اضْبِطْ مَوَاعِيْدَكَ وَلَا تَنْسَىٰ فَارِسًا كُنْ تُصْبِح الأفْضَلْ وَتَأمَّلِ الحُبَّ مِنْ عَيْنَيْهَا فَمِنْ سِوَاهَا لَا حُبٌّ يُقْبَلْ وَدُنْيَا النِّسَاءِ بَلَاهَا لَا مَفْصَلٌ فِيْهَا وَلَا مُجْمَلْ هِي الشَّمْسُ إِذَا طَلَعَتْ يَا صَاح وَالقَمَر إِنْ تَخَجَلْ
لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ ✏قال القرطبي في تفسيره. قال علماؤنا: أول ما يكابد قطع سرته، ثم إذا قمط قماطا، وشد رباطا، يكابد الضيق والتعب، ثم يكابد الارتضاع، ولو فاته لضاع، ثم يكابد نبت أسنانه، وتحرك لسانه، ثم يكابد الفطام، الذي هو أشد من اللطام، ثم يكابد الختان، والأوجاع والأحزان، ثم يكابد المعلم وصولته، والمؤدب وسياسته، والأستاذ وهيبته، ثم يكابد شغل التزويج والتعجيل فيه، ثم يكابد شغل الأولاد، والخدم والأجناد، ثم يكابد شغل الدور، وبناء القصور، ثم الكبر والهرم، وضعف الركبة والقدم، في مصائب يكثر تعدادها، ونوائب يطول إيرادها، من صداع الرأس، ووجع الأضراس، ورمد العين، وغم الدين، ووجع السن، وألم الأذن. وخلقنا الانسان في كبد تفسير ابن كثير. ويكابد محنا في المال والنفس، مثل الضرب والحبس، ولا يمضى عليه يوم إلا يقاسي فيه شدة، ولا يكابد إلا مشقة، ثم الموت بعد ذلك كله، ثم مساءلة الملك، وضغطة القبر وظلمته؛ ثم البعث والعرض على الله، إلى أن يستقر به القرار، إما في الجنة وإما في النار؛ قال الله تعالى: «لقد خلقنا الإنسان في كبد» ، فلو كان الأمر إليه لما اختار هذه الشدائد. ودل هذا على أن له خالقا دبره، وقضى عليه بهذه الأحوال؛ فليمتثل أمره.
فالقرآن الكريم آخر الكتب السماوية وأعظمها ومحمد صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء والرسل وأفضلهم. وقد نسخ الله جميع الكتب السماوية بالقرآن فمن لم يتبع القرآن ويدخل في الإسلام, ويؤمن بالرسول صلى الله عليه وسلم ويتبعه فلن يقبل منه عمله: ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) آل عمران/85. والدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم مؤكد لما جاء به الأنبياء, قبله في أصول الدين ومكارم الأخلاق كما قال سبحانه: ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه) الشورى/13.
الحمد لله. خلق الله آدم بيده ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته. وقد خلق الله آدم من تراب كما قال سبحانه: ( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال كن فيكون) آل عمران/59. ولما أتم الله خلق آدم أمر الملائكة بالسجود له فسجدوا إلا إبليس فقد كان حاضراً ولكنه أبى واستكبر عن السجود لآدم: ( إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشراً من طين ، فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ، فسجد الملائكة كلهم أجمعون ، إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين) ص/71-74. ثم أخبر الله الملائكة بأنه سيجعل آدم خليفة في الأرض بقوله: ( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) البقرة/30. خلق الإنسان - الإسلام سؤال وجواب. وعلم آدم جميع الأسماء: ( وعلم آدم الأسماء كلها) البقرة/31. ولما امتنع إبليس من السجود لآدم طرده الله ولعنه: ( قال فاخرج منها فإنك رجيم ، وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين) ص/77-78. ولما علم إبليس بمصيره سأل الله أن ينظره إلى يوم البعث: ( قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون ، قال فإنك من المنظرين ، إلى يوم الوقت المعلوم) ص/79-81. ولما أعطاه الله ذلك أعلن الحرب على آدم وذريته يزين لهم المعاصي ويغريهم بالفواحش: ( قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين ، إلا عبادك منهم المخلصين) ص/82-83.
ليس في حياة العبد وقت يضيعه في البكاء والتباكي. وإن كان لا بد أن نبكي أن نتألم، أن نصرخ في دواخلنا وقد يكون أعلى من ذلك، فلا يدرك هذا المعنى إلا من اشتد به الألم رغم قوته. لكن لستُ أقصد ذلك إنما قصدتُ لا تجعل ألمك يقعدك ،حسبك ما تروي به لوعة ألمك، فقد بكى نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ وغيره. لكن هل قعد أو عجز! لا تجعل مدة حزنك تطول، فالعمر قصير. لا تعجز عن العمل ولا تضعف ولا تقصر. لا تغلق بابك؛ إن لزم اجعلها هنيهة يسيرة ثم افتحه وانطلق لمهمتك. لا تترك التعبد فهو زادك للتصبر. لا تترك العلم والدعوة فكم تجد من الأنس رغم شدة الألم حين تتعلم وعندما تعلم أو تدعو إلى الله. كم تتحول هذه الدموع إلى طمأنينة تجدها بعدُ. قد تكون في قمة آلامك فتقف مع مكلوم أو ثكلى فتجد في بَردَتِه بَردتك وهذا من لطف الله بك. لقد خلقنا الإنسان في كبد| قصة الإسلام. نعم تجد لطفًا حين تشعر أنك بقيت شامخا كالنخلة أو راسياً كالجبل مدة ابتلائك. لطف عظيم من رب العالمين إن لم تهن أو تزغ. ناهيك عن ألطاف أخر تحياها في الشدة، فقط أحسن ظنك بالله وكن قويًا، وتحر ألطاف الله في كل شيء، لا تجعل نظرتك للأمور سوداوية كالحة. أفق من سباتك ومن عجزك ومن يأسك. وتقدّم بما ينفعك في دنياك وآخرتك.
{ { ثُمَّ جَعَلْنَاهُ}} أي: جنس الآدميين { { نُطْفَةً}} تخرج من بين الصلب والترائب، فتستقر { { فِي قَرَارٍ مَكِينٍ}}وهو الرحم، محفوظة من الفساد والريح وغير ذلك. { { ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ}} التي قد استقرت قبل { { عَلَقَةً}} أي: دما أحمر، بعد مضي أربعين يوما من النطفة، { { فخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ}} بعد أربعين يوما { { مُضْغَةً}} أي: قطعة لحم صغيرة، بقدر ما يمضغ من صغرها.
ومع طول الحياة وعرضها يواجه بخيارات وامتحانات ، يفاضل فيها بين أنواع من الألام ، وكل امرئ وما اختار:- - فهل يأكل الحرام ، ويتعامل بالربا ، ويغش في المعاملات ، ويقبل أي وظيفة ولو كانت محرمة ليجني المال والثروة أم يصبر على الفقر وقلة المال مع العفاف والأمانة. - وهل يبيع مبادئه ، ويوالي الباطل وأهله ، ليحظى بالمناصب ، أم يستمسك بالحق والمبادئ ولو بقي مقصيا عن المغانم. وخلقنا الانسان في كبد. - وهل يطلق بصره في الحرام ، ويتسكع كيفما شاء ، ويرتع في الشهوات ، أم يصبر ، ويتعفف ، وينهى النفس عن الهوى ، حتى يرزقه الله الحلال الطيب. - وإن كان عنده شيء من علم ، فهل يصفق للباطل ، ويشرعن للفساد ، ويبحث عن الشهرة ، ويقدم ما يطلبه المستمعون ، أم يستمسك بالحق ، ويصبر على تكاليفه ، حتى يلقى الله غير مبدل ولا مغير. - وهكذا تستمر المكابدة والاختبارات المتوالية في التعامل مع النفس والناس والأحداث ، حتى تأتي أخيرا لحظات مفارقة الروح للبدن ، وسكرات الموت وشدته ، وتلك الآلام التي لابد منها ليترك ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ، وكبد الحياة ونصبها إلى جنات النعيم حيث لا تعب ولا نصب ولا لغوب. قال تعالى {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ.