مطعم و منتزه ملتقى الضيافة #عسفان #جده - YouTube
ومن الآداب: حُسن استقبال الضَّيف, وذلك بملاطفته وإيناسه والتبسم في وجهه, وعبارات الترحيب, والإقبال إليه بالوجه إذا تحدَّث, والحذر من الإشاحة عنه, أو السُّخرية بحديثه, وبعضُ الناس لا يبتسم في وجوه الضيوف, فربما لم يُكرِّروا زيارته؛ بل ربما رجع بعضهم لسوء الاستقبال, ومهما قَدَّم لضيوفه من واجبات الضِّيافة؛ فلا غِنى عن حُسن الاستقبال, وقد أحسن النبيُّ صلى الله عليه وسلم استقبالَ الوفود لمَّا جاءته, فقال - لِوَفْد عبد القيس: « مَرْحَبًا بِالْوَفْدِ الَّذِينَ جَاءُوا؛ غَيْرَ خَزَايَا وَلاَ نَدَامَى » رواه البخاري. اماكن مصرف الراجحي بالمدينة المنورة. وقالت أمُّ هانِئٍ - رضي الله عنها: جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: « مَرْحَبًا بِأُمِّ هَانِئٍ » رواه البخاري. ومن الآداب: إجلاس الضَّيف في مكانٍ يليق به, وهذا من كرم الضيافة, بحيث يكون مُرتاحاً في المجلس, ولا يُجلسه في آخر المجلس, أو في مكان قد تروح منه رائحة كريهة, أو في مكان مُتَّسخ, أو في مكان غير لائق. ومن الآداب: المبادرة بتقديم واجب الضيافة؛ من شرابٍ وطعامٍ ونحوه, ولا يتأخَّر في ذلك, قال الله تعالى: { هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلاَمًا قَالَ سَلاَمٌ قَوْمٌ مُنكَرُونَ * فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ * فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلاَ تَأْكُلُونَ} [الذاريات: 24-27].
فوصفهم بأنهم أُكرِموا؛ لأنَّ إبراهيم - عيه السلام - انسل خُفْيةً دون أن ينتبه الضَّيف, وأعدَّ الطعامَ اللائق, وبادر بذلك. وإكرامُ الضَّيف واجب, وهو من خِصال الإيمان؛ لذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: « مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ؛ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ » رواه البخاري. ومن آداب الضيافة: عدم التكلف فوق طاقته, فالبعض يستلف مالاً كثيراً؛ لأجل المباهاة في إكرام الضيوف, بل يُقدِّم لهم في حدود الموجود عنده مع إكرامهم, ولا ينبغي أن يقلب المُضيِّفُ بيته رأساً على عَقِب لاستقبال الضيف, ويتجشَّم الكثير من النفقة, فإن هذا ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه, وهذا ما يؤدي بالناس إلى كراهية استقبال الضيوف في البيوت. ولنتأمل في تصرُّف أبي طلحة وامرأته – رضي الله عنهما – لمَّا نزل بهما ضَيْفٌ: قال لامرأته: أَكْرِمِي ضَيْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم, فَقَالَتْ: مَا عِنْدَنَا إِلاَّ قُوتُ صِبْيَانِي. فَقَالَ: هَيِّئِي طَعَامَكِ، وَأَصْبِحِي سِرَاجَكِ، وَنَوِّمِي صِبْيَانَكِ إِذَا أَرَادُوا عَشَاءً. فَهَيَّأَتْ طَعَامَهَا, وَأَصْبَحَتْ سِرَاجَهَا، وَنَوَّمَتْ صِبْيَانَهَا، ثُمَّ قَامَتْ كَأَنَّهَا تُصْلِحُ سِرَاجَهَا فَأَطْفَأَتْهُ، فَجَعَلاَ يُرِيَانِهِ أَنَّهُمَا يَأْكُلاَنِ، فَبَاتَا طَاوِيَيْنِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ؛ غَدَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم, فَقَالَ: « ضَحِكَ اللَّهُ اللَّيْلَةَ - أَوْ عَجِبَ - مِنْ فَعَالِكُمَا », فَأَنْزَلَ اللَّهُ تعالى: { وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9] رواه البخاري.
هل من المعتاد في الرجل أن يفزع في نصف الليل ليضم ابنه في حضنه، أو يبكي أربعًا وعشرين ساعة؛ لأن ضناه - بسلامته - ارتفعت حرارته شرطتين؟!. هل يمكن للرجل (الطبيعي) أن يحب ظلال الجفون، وأحمر الشفاه، وألوان الخدود، والإكسسوارات المفرطة، والأقمشة النسائية الزاهية، وعالي الكعوب من الأحذية؟. وهل ترضى المرأة الطبيعية أن (تتمتع) بصوت غليظ مثل صوت حضرتي، وأيد خشنة، وكعوب متشققة، وعدم مبالاة بالجسم كما نملك؟. وهل يمكن للمرأة الطبيعية أن تعافس الحياة في الشارع... وسط قسوة طلب المعاش، وصعوبة انتزاع اللقمة.. وتبقى - مع ذلك - امرأة ذات رموش ناعمة.. وأنوثة فاغمة.. تفسير وليس الذكر كالأنثى. ورقّة فاتكة؟ إن الله تعالى يقول لنا إن ذلك غير ممكن { وليس الذكر كالأنثى}! وإن الله تعالى يقول للمرأة: اعتزي بما أنت عليه من الرقة، وحب الزينة والتأنق. ويقول للرجل: كن رجلا بحق.. وحافظ على ما أنت عليه.. ويقول لكليهما: { وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْض}! وإن الله تعالى يقول: إن الرجل إذا حاول أن يكون أنثى الطبع، وإن المرأة إذا حاولت أن تصير ذكرية السمات، حلت عليهما بذلك الفتنة واللعنة والفساد العريض: ففي الحديث الشريف ( لعن الله المتشبهين).
أيها المسلمون: هذا هو حكم الله القدري: أن الذكر ليس كالأنثى، وهذا حكم الأعلم بالحِكَمِ والمصالح -سبحانه وتعالى-، هذا كلام الذي خلق الخلق، وعَلِمَ ما بينهم من التفاوت والاختلاف: ( أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) [الملك: 14]، وقد تفرع على ذلك: اختلاف بين الذكر والأنثى في جملة من الأحكام الشرعية - وإن كانا في الأصل سواء -. وليس الذكر كالأنثى. وهذا الاختلاف في الأحكام الشرعية بين الذكر والأنثى راجع إلى مراعاة طبيعة المرأة من حيث خِلقتها، وتركيبها العقلي والنفسي، وغير ذلك من صور الاختلاف التي لا ينكرها العقلاء والمنصفون من أي دين. ومن توهم - من الجهال والسفهاء - أنهما سواء فقد أبطل دلالة القرآن والسنة على ذلك: أما القرآن فإن هذه القاعدة المحكمة ( وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى)[آل عمران: 36]، دليل واضح على هذا، وأما السنة فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- لعن المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال - كما ثبت ذلك في البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنه (أخرجه البخاري ح: 5885). فلو كانا متساويين لكان اللعنُ باطلاً، ومعاذ الله أن يكون في كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لغو أو باطل!
جاء في الآية 36 من سورة آل عمران: " فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ... ". اللافت أنّ القرآن الكريم قدّم الذكَر على الأنثى. والمتبادر لدى البشر القاصرين المتحيزين للذكورة أن يُقال: " وليس الأنثى كالذكر... "؛ لأنّ وجه الشبه يكون أقوى في المشبّه به. فما الحكمة المتحمّلة في جعل الأنثى مشبهاً به ؟! لو قيل: " وليس الأنثى كالذكر... وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى.. – الموقع الرسمي للأستاذ أحمد الريسوني. "، لوافق ذلك ميل الناس إلى تفضيل الذكر على الأنثى، ولأصبحت الآية من مستندات من يريد أن يُفاضل بين متكاملين. ونحن لا نشك أنّ المرأة تفضل الرجل في أمور، وأنّ الرجل يفضل المرأة في أمور، وكل ذلك من مقتضيات الوظيفة التي شاءها العزيز الحكيم. وعليه لا يمكن المفاضلة بين الرجل والمرأة بالمطلق، ولكن لا بد عند كل مفاضلة أن تُحدد الوظيفة؛ فالمرأة مُفضّلة إذا كان المطلوب رعاية الطفل، مثلاً. والرجل مفضل إذا كان المطلوب نقل الأحمال الثقيلة. جاء في تفسير ظلال القرآن لسيد قطب: "... وكأنها تعتذر أن لم يكن لها ولد ذَكر ينهض بالمُهمّة: " وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأنْثَى "، ولكنها هي تتجه إلى ربها بما وجدت، وكأنها تعتذر أن لم يكن لها ولد ذكر ينهض بالمهمة... ".