وفى علوم الحديث شهد له يحيى بن معين بأنه "ثِقَة"أى أن ما يرويه من الأحاديث صحيح المتن والإسناد.. وقال سلمة بن كهيل: "ما رأيت أحدًا يريد بهذا العلم وجه الله إلا هؤلاء الثلاثة عطاء ومجاهد وطاووس". وفاة مجاهد بن جبر. وقال عنه ابن سعد -فى"الطبقات الكبرى"-: (مجاهد ثقة فقيه عالم كثير الحديث). وأثنى عليه الإمام الذهبى -فى"سِير أعلام النبلاء"- بقوله: (مجاهد بن جبر الإمام شيخ القُرّاء والمُفسّرين، روى عن ابن عباس فأكثر وأطاب، وعنه أخذ القرآن والتفسير والفقه).. رضى الله عنه وأرضاه.
كان مجاهد بن جبر، أحد أنجب تلاميذ الحَبْر عبد الله بن عباس -رضى الله عن الجميع- وروى عنه كثيرًا من الأحاديث، وأخذ عنه التلاوة والفقه والتفسير كاملًا. وذكر أنه عرض القرآن الكريم على ابن عباس 3 مرات، وكان يتوقّف عند كل آية ليُفسرّها له أستاذه، ويخبره بسبب نزولها، وأحكامها.. إلخ.
قلت: مثل الرفض والقدر والتجهم. يحيى بن سليم: حدثنا عبد الوهاب بن مجاهد ، قال: كنت عند أبي فجاء ولده يعقوب ، فقال: يا أبتاه ، إن لنا أصحابا يزعمون أن إيمان أهل السماء وأهل الأرض واحد. فقال: يا بني ، ما هؤلاء بأصحابي ، لا يجعل الله من هو منغمس في الخطايا كمن لا ذنب له. وبإسناد حسن ، عن مجاهد ، قال: كنت في جنازة رجل ، فسمعت رجلا يقول لامرأة الميت: لا تسبقيني بنفسك. قالت: قد سبقت. قلت: ولمجاهد أقوال وغرائب في العلم والتفسير تستنكر. تحميل كتاب تفسير الإمام مجاهد بن جبر PDF - مكتبة نور. وبلغنا أنه ذهب إلى بابل ، وطلب من متوليها أن يوقفه على هاروت وماروت. قال: فبعث معي يهوديا ، حتى أتينا تنورا في الأرض ، فكشف لنا عنهما ، فإذا بهما معلقان منكسان ، فقلت: آمنت بالذي خلقكما. فاضطربا ، فغشي علي وعلى اليهودي ، ثم أفقنا بعد حين ، فلامني اليهودي ، وقال: كدت أن تهلكنا. قال أبو عمر الضرير: مات مجاهد سنة مائة. قلت: هذا قول شاذ; فإن مجاهدا رأى عمر بن عبد العزيز يموت. وقال أبو نعيم: مات مجاهد وهو ساجد سنة ثنتين ومائة. وكذا أرخه الهيثم بن عدي ، والمدائني ، وجماعة. وقال حماد الخياط ، وأبو عبيد ، وجماعة: مات سنة ثلاث ومائة. وقال [ ص: 456] ابن المديني وغيره: سنة أربع ومائة.
ولقد نعلم انك يضيق صدرك بما يقولون تلاوة تريح القلب ❤️ حالات واتس اب دينية - YouTube
و من ذلك: 1- معرفة أن الكثرة و القلة ليست حكماً على الأفعال و الأوصاف و الآراء بأنها حق أو باطل, فما عرف التاريخ الحق كان مع الكثرة مطلقا و لا مع القلة مطلقاً, و لكن إذا عرفت الحق, ستعرف رجاله, و هل هم قليل أو كثير, و الحق يعرف بالوحي (فماذا بعد الحق إلا الضلال), و الحق واحد لا يتجزأ ولا يتغير, و اعلم أن ما يقدره الله من هذا التدافع إنما هو ابتلاء واختبارا فلا يستهويك زبد الباطل فإنما هو جفاء, و " لا يغرنك في دروب الباطل كثرة الهالكين, و لا يوحشنك في طريق الحق قلة السالكين ". 2- اعلم أن المسلم صاحب منهج قويم و صراط مستقيم فلا مرجعية مطلقة إلا للوحي, و لذا فإن وصف الواصفين و سخرية المستهزئين ليس لها قيمة و لا وزن, و هذا بالنظر إلى قائليها و منزلتهم في الشرع, و ذلك عين العقل، إذ ما مصداقية هذه الأوصاف و هذه الأحكام و الآراء, فإن كانت كلاماً فالكل يجيد الكلام!, و لكن من يجيد الاستنباط و الاستدال من الوحي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه ؟، و ذلك هم أهل العلم الذين لقولهم وزن يراعى. 3- أن هذه الدنيا دار ممر و ليست دار مقر, فالأذى مرتبط فيها لا محالة و الأحزان و المصائب لا شك نازلة, و لكن إذا كانت في سبيل الله فأبشر بالأجر: ( ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين), و لذا فإن ما يصيب الداعية من هم و نصب و أذى فهو بأجره إن شاء الله, و هذا هو طريق أنبياء الله الذين هم أصفياؤه و أولياؤه و من بعدهم من خيرة الخلق من الصديقين و الشهداء, فلا بد من التضحية و الصبر, إن ذلك لمن عزم الأمور.
اسمعوا معي إلى هذا الموقفِ.. تقولُ أمُ المؤمنينَ عائشةُ رَضِيَ اللهُ عَنهَا وهي تحدِّثُ ابنَ أختِها عُروةَ، أَنَّهَا قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ؟، قَالَ: (لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا لَقِيتُ، وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ، إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلالٍ فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ، فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي، فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلا وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ.. ). يا اللهَ.. مسافةٌ طويلةٌ قد قطعَها رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلمَ وهو لا يشعرُ بنفسِه، قد ضاقَ صدرُه بتكذيبِ النَّاسِ للقُرآنِ، وأصابَه الحزنُ بسببِ إعراضِ القَومِ عن عبادةِ الرَّحمانِ، وتغشَّاهُ الهمُّ في مُجانبةِ البشرِ عن طَريقِ الجِنانِ، فما أعظمَه وما أرحمَه وما أشفقَه من إنسانٍ. لقد وصفَ اللهُ تعالى شُعورَ النَّبيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ عندما يُعرِضونَ عن الحقِّ والهُدى، وهو يعتريه الحُزنُ الشَّديدُ، (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ)، وتكادُ تقتلُه الحَسرةُ بسببِ ضَلالِهم، (فُلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ)، ويُوشكُ أن يُهلكَ نفسَه أسفَاً وغَمَّاً بسببِ تكذيبِهم، (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الحَدِيثِ أَسَفاً).