القرآن الكريم Mp3 سور القرآن الكريم سورة النساء 176 آية 32484 مشاهدة تحميل قراءة سورة النساء استماع و تحميل بصوت أحمد العجمي بصوت سعد الغامدي بصوت عمر القزابري بصوت عبد الباسط عبد الصمد بصوت محمد المحيسني بصوت عبد الباسط عبد الصمد مجود بصوت ماهر المعيقلي بصوت أبو بكر الشاطري بصوت ياسر الدوسري بصوت العيون الكوشي بصوت ناصر القطامي بصوت فارس عباد بصوت عبد الرحمن السديس بصوت سعود الشريم بصوت نبيل الرفاعي بصوت محمد جبريل بصوت عبد الله عواد الجهني بصوت تراويح الحرم المكي 1430 بصوت أبو عبد الله المظفر
الصفحة السابقة الفهرس الصفحة التالية
قوله تعالى: ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فأخذهم الطوفان وهم ظالمون فأنجيناه وأصحاب السفينة وجعلناها آية للعالمين. قوله تعالى: ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما ذكر قصة نوح تسلية لنبيه صلى الله عليه وسلم; أي ابتلي النبيون قبلك بالكفار فصبروا وخص نوحا بالذكر; لأنه أول رسول أرسل إلى الأرض وقد امتلأت كفرا على ما تقدم بيانه في ( هود) وأنه لم [ ص: 306] يلق نبي من قومه ما لقي نوح على ما تقدم في ( هود) عن الحسن وروي عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أول نبي أرسل نوح قال قتادة: وبعث من الجزيرة. واختلف في مبلغ عمره. السنة والعام.. تباين العذاب والرخاء. فقيل: مبلغ عمره ما ذكره الله تعالى في كتابه. قال قتادة: لبث فيهم قبل أن يدعوهم ثلاثمائة سنة ، ودعاهم لثلاثمائة سنة ، ولبث بعد الطوفان ثلاثمائة وخمسين سنة. وقال ابن عباس: بعث نوح لأربعين سنة ، ولبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما ، وعاش بعد الغرق ستين سنة حتى كثر الناس وفشوا. وعنه أيضا: أنه بعث وهو ابن مائتين وخمسين سنة ، ولبث فيهم ألف سنة إلا خمسين ، وعاش بعد الطوفان مائتي سنة. وقال وهب: عمر نوح ألفا وأربعمائة سنة.
وذُكر أنه أُرسل إلى قومه وهو ابن ثلاث مئة وخمسين سنة. كما حدثنا نصر بن عليّ الْجَهْضَمِيّ، قال: ثنا نوح بن قيس، قال: ثنا عون بن أبي شداد، قال: إن الله أرسل نوحا إلى قومه وهو ابن خمسين وثلاث مئة سنة فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما، ثم عاش بعد ذلك خمسين وثلاث مئة سنة، فأخذهم الطوفان، يقول تعالى ذكره: فأهلكهم الماء الكثير، وكلّ ماء كثير فاش طامٌّ؛ فهو عند العرب طوفان، سيلا كان أو غيره، وكذلك الموت إذا كان فاشيا كثيرا، فهو أيضا عندهم طوفان؛ ومنه قول الراجز: أَفْنَاهُـْم طُوفان مَوْتٍ جارِفِ (3) وبنحو قولنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة، قوله: ( فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ) قال: هو الماء الذي أرسل عليهم. حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول: الطوفان: الغرق. وقوله: (وَهُمْ ظالِمُونَ) يقول: وهم ظالمون أنفسهم بكفرهم. فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً....) العنكبوت 14 ( فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً ...)المجادلة أعرب الأعداد وبين تمييزها؟. -------------------------- الهوامش: (3) هذا بيت من مشطور الرجز، وهو من شواهد أبي عبيدة في مجاز القرآن (الورقة 184 - أ) قال: الطوفان: مجازه كل ماء طام فاش، من سبيل كان أم من غيره وهو كذلك من الموت إذا كان جارفًا فاشيًا كثيرًا.
قطعاً هو نبئ على حد الأربعين سنة، لكن أرسل إليهم فدامت مدة دعوته تسعمائة وخمسين سنة، وعاش بعدها ثلاثمائة وخمسين سنة في بعض الروايات وقيل: ستين سنة، وتوفاه الله عز وجل. مدة مكث نوح في قومه وبناؤه للسفينة دلالة الاستثناء في قوله تعالى: (ألف سنة إلا خمسين عاماً) معنى قوله تعالى: (فأخذهم الطوفان وهم ظالمون) قوله تعالى: فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ [العنكبوت:14] والطوفان والمواتان بمعنى واحد، وإلى الآن يسمون الماء إذا أغرق البلاد طوفان، من طاف به إذا أحاط به، ومنه الطواف. فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ [العنكبوت:14] هذه الجملة الحالية، من أجلها نزلت الآية، فأخذهم الطوفان والحال أنهم ظالمون. أي: مشركون كافرون، ظالمون لعبد الله ورسوله نوح عليه السلام، ولهذا الشرك يسمى بالظلم، فكل شرك ظلم، وكل مشرك ظالم. ما وجه ذلك؟ بينوا لنا؟ الجواب: الله جل جلاله -عفا الله عنا وعنكم- خلقني وحده بتدبيره وسنته، ورزقني وأوجد هذا الكون من أجلي، السماء والأرض وما فيهما وما بينهما، أوجدني هذا الإيجاد، وخلقني هذا الخلق، وأنعم علي هذا الإنعام، وأكرمني هذا الإكرام بالسمع والبصر والعقل، والذات بكاملها من أجل أن أعبده فقط، والله ليس من أجل شيء إلا أن أعبده، من أجل أن أذكره وأشكره، فكيف أنصرف عنه وأذكر غيره وأشكر غيره؟ كيف أترك عبادته وأعبد غيره؟ أي ظلم أفظع من هذا الظلم؟ دلوني؟ والله لا ظلم أفظع ولا أبشع من ظلم الشرك!
كما وردت هذه الكلمة في حق فرعون وملئه، وذلك في قوله تعالى: (ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذَّكرون) (الأعراف 130)، وجاءت أيضاً في محنة يوسف عليه الصلاة السلام في السجن، قال تعالى: (فلبث في السجن بضع سنين) (يوسف 42)، وكذلك قال جلَّ شأنه في المدة التي مكث فيها الفتية في الكهف: (فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عدداً) (الكهف 11)، وقال أيضاً: (ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا) (الكهف 25)، كما أن لفظ السنة ورد في سياق مدة العذاب الأخروي، قال تعالى: (ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون) (الحج 47). أضف إلى ذلك كله أنَّ النبي الكريم عليه الصلاة والسلام استخدم لفظ السنين في موضع الشدة، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: (اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف) (رواه البخاري)، ولم يقل عليه الصلاة والسلام أعواماً كأعوام يوسف لأن السنين تدل على الشدة كما قدمنا. أما لفظ (العام) فقد ورد في الخير والرخاء ومنه قوله تعالى: (ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون) (يوسف 49)، وقد ذُكرت هذه الآية بعد سنين الشدة السبع المذكورة آنفاً.
فقال: أموت اليوم أو أموت غدا. وقال وهب بن منبه: مرت بنوح خمسمائة سنة لم يقرب النساء وجلا من الموت وقال مقاتل وجويبر: إن آدم عليه السلام حين كبر ورق عظمه قال: يا رب إلى متى أكد وأسعى ؟ قال يا آدم حتى يولد لك ولد مختون ، فولد له نوح بعد عشرة أبطن ، وهو يومئذ ابن ألف سنة إلا ستين عاما. وقال بعضهم: إلا أربعين عاما والله أعلم فكان نوح بن لامك بن متوشلخ بن إدريس وهو أخنوخ بن يرد بن مهلاييل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم ، وكان اسم نوح السكن. وإنما سمي السكن; لأن الناس بعد آدم سكنوا إليه ، فهو أبوهم. وولد له سام وحام ويافث ، فولد سام العرب وفارس والروم. وفي كل هؤلاء خير وولد حام القبط والسودان والبربر. وولد يافث الترك والصقالبة ويأجوج ومأجوج ، وليس في شيء من هؤلاء خير. وقال ابن عباس: في ولد سام بياض وأدمة وفي ولد حام سواد وبياض قليل وفي ولد يافث - وهم الترك والصقالبة - الصفرة والحمرة وكان له ولد رابع وهو كنعان الذي غرق والعرب تسميه يام وسمي نوح نوحا; لأنه ناح على قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم إلى الله تعالى ، فإذا كفروا بكى وناح عليهم. وذكر القشيري أبو القاسم عبد الكريم في كتاب التخبير له: يروى أن نوحا عليه السلام كان اسمه يشكر ، ولكن لكثرة بكائه على خطيئته; أوحى الله إليه: يا نوح كم تنوح ، فسمي نوحا; فقيل: يا رسول الله فأي شيء كانت خطيئته ؟ فقال: " إنه مر بكلب ، فقال في نفسه ما أقبحه ، فأوحى الله إليه اخلق أنت أحسن من هذا ".
وقال يزيد الرقاشي: إنما سمي نوحا لطول ما ناح على نفسه. فإن قيل: فلم قال: ( ألف سنة إلا خمسين عاما) ولم يقل: تسعمائة وخمسين عاما. ففيه جوابان: أحدهما: أن المقصود به تكثير العدد فكان ذكره الألف أكثر في اللفظ وأكثر في العدد. الثاني: ما روي أنه أعطي من العمر ألف سنة ، فوهب من عمره خمسين سنة لبعض ولده فلما حضرته الوفاة رجع في استكمال الألف ، فذكر الله تعالى ذلك تنبيها على أن النقيصة كانت من جهته. فأخذهم الطوفان قال ابن عباس وسعيد بن جبير وقتادة: المطر. الضحاك: الغرق. وقيل: الموت. روته عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم ومنه قول الشاعر: أفناهم طوفان موت جارف قال النحاس: يقال لكل كثير مطيف بالجميع من مطر أو قتل أو موت: طوفان. وهم ظالمون جملة في موضع الحال و ألف سنة منصوب على الظرف إلا خمسين عاما منصوب على الاستثناء من الموجب ، وهو عند سيبويه بمنزلة المفعول; لأنه مستغنى عنه كالمفعول ، فأما المبرد أبو العباس محمد بن يزيد فهو عنده مفعول محض; كأنك قلت استثنيت زيدا. تنبيه: روى حسان بن غالب بن نجيح أبو القاسم المصري حدثنا مالك بن أنس عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كان جبريل يذاكرني فضل عمر فقلت يا جبريل ما بلغ فضل عمر قال لي: يا محمد لو لبثت معك ما لبث نوح في قومه ما بلغت لك فضل عمر) ذكره الخطيب أبو بكر أحمد بن ثابت البغدادي وقال تفرد بروايته حسان بن غالب عن مالك وليس بثابت من حديثه.