في الآثار الإجمالية: أسماء الرب تبارك وتعالى وأوصافُه التي ثبتَتْ بها النُّصوص الشرعيَّة الواردة في الكتاب والسُّنَّة أنواعٌ، لكلِّ نوعٍ أثرُه على المؤمن: 1- فأسماء وأوصاف العظمة والكبرياء والمجد والجلال: كالعظيم والكبير والواسع والمجيد والجليل؛ تملأ قلوب أهل الإيمان هيبةً لله تعالى وتعظيمًا له وتقديسًا. 2- وأسماء وأوصاف العزَّة والقوَّة والقهر والقُدرة والغلبة؛ تُخضِع القلوب وتذلُّها وتجعلها تنكسر بين يدي خالقها ومُدبِّرها. 3- وأسماء وأوصاف الرحمة والبر والغنى والجود والكرم ونحوها من أسماء وأوصاف الجمال والكمال تملأ القلوبَ محبةً لله تعالى ورغبةً ورجاءً وطمعًا في امتِنانه وفضله وَجُودِه وبرِّه. درس الإيمان بالله تعالى للصف الثالث الابتدائي - بستان السعودية. 4- وأسماء وأوصاف العلم والإحاطة: كالعليم والخبير والحفيظ والمحيط تُوجِب للمؤمن مراقبةَ الله تعالى في جميع حركاته وسكناته. في الثمرات التفصيليَّة: فللإيمان بالله تعالى ثمراتٌ مباركة كثيرة؛ منها: 1- العلم بعظمة الله تعالى وكبريائه وجلاله وجماله ولُطفه وعظمة شأنه وعزِّ سلطانه؛ كما دلَّت على ذلك أسماؤه وصِفاته وأفعاله وإنعامه، وذلك العلم يملأ القلب توحيدًا وإيمانًا، ويَحمِل الجوارح والحواس على الذلِّ لله تعالى والانقِياد له عن رغبةٍ ورهبة ومحبَّة وإجلال.
12- اجتماع الكلمة ووحدة الصف والتعاون على تحقيق الغايات المطلوبة شرعًا، وفي ذلك تحقيق عزَّة المسلمين وكَرامتهم لوحدة عقيدتهم وصحَّتها، فإنَّه لا يجمع الناس جمعًا تامًّا إلا العقيدة الصحيحة التي يلتزم بمُقتضاها الجميع، وضعْف التمسُّك بالعقيدة الصحيحة أو الضلال في الاعتقاد من أسباب الاختلاف والتفرُّق والنِّزاع والتعصُّب لغير الحقِّ من الأهواء والأجناس والألوان والشعارات المصطَنعة، واعتبر ذلك بحال العرب قبل الإسلام؛ فإنهم لما كانوا ضالِّين في عقيدتهم كانوا مختلفين مُتفرِّقين مُتحارِبين، قد فرَّقوا دِينهم وكانوا شِيَعًا، وتقطَّعوا أمرهم بينهم زبرًا كلُّ حزبٍ بما لديهم فرحون.
اهتمام الإنسان بالخالق: مِن العجيب أن فكرة الإله الخالق رغم كونها عميقة جدًّا في الفطرة، ورغم كونها ساطعة للغاية في فكر العقل؛ من حيث الفكرة والجوهر، فما فتئ الإنسان منذ قديم الدهر، حريصًا على عرض أقوى البراهين وأوضح الأدلة على وجود الخالق، رغم ما قلنا آنفًا عن تباين صورة الإله بين هذا الشعب أو ذاك! وفي حسباني لم يكن ذلك أمارةً على مزاحمة الشك حول وجود الخالق جلَّ مجدُه، بل من الجدير أن يكون آيةً على رسوخ حقيقته في جوهر الفطرة ونظام العقل، وأن يكون انعكاسًا لذلك الإدراك والشعور العميق لدى كل الأمم بأهمية وضرورة وجود الخالق! إن تفنن البشر عبر مراحل التاريخ الطويل، ومن مختلف الخلفيات الحضارية، في عرض الأدلة والبراهين على وجود الله تعالى - قريبٌ مِن تفنُّن المحب الدؤوب على تقديم الأدلة تلو الأدلة لمحبوبه على رسوخ حبِّه في قلبه الذي أثْرَى حياته بمعاني الارتقاء والسعادة! شبكة المعارف الإسلامية :: الإيمان بالله تعالى. وكما أن هذا الحرص المتواصل لا يعني تشكُّك المحبوب في محبِّه، فكذلك حرص البشر المتواصل على عرض مختلف الأدلة على وجود الخالق وحقيقة ألوهيَّته، لا يعني تشكك البشر في وجوده سبحانه، بل يعني من جهة العجز عن الانفصال عنه إدراكًا وشعورًا، واعتباره أساس القيم والمعنى في الذات والحياة من جهة أخرى!
8- تَحقُّق الأمن والهـداية للمؤمن في الدنيا والآخِرة؛ قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام: 82]. 9- الفوز بالحياة الطيبة في الدنيا والآخرة والأجر الحسن؛ قال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]. 10- النصر المبين على الأعداء من الكافرين والمنافقين وسائر المناوئين؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴾ [غافر: 51]. الإيمان بالله تعالى - الدراسات الإسلامية 2 - ثالث ابتدائي - المنهج السعودي. 11- الاستِخلاف في الأرض وتمكين الدِّين؛ قال تعالى: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [النور: 55].
وقالَ أحدُ الصحابةِ: كُنَّا مَعَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - وَنَحْنُ فِتْيَانٌ حَزَاوِرَةٌ [8] فَتَعَلَّمْنَا الإِيمَانَ قَبْلَ أَنْ نَتَعَلَّمَ الْقُرْآنَ ثُمَّ تَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ فَازْدَدْنَا بِهِ إِيمَاناً [9]. الايمان بالله تعالى للاطفال. عبادَ اللهِ: اعلمُوا أنَّ المؤمنَ يزيدُ إيمانُهُ، ويرتقِي إحسانُهُ بفِعْلِ الطاعاتِ، وينقصُ بارتكابِ المعاصِي، قالَ تعالَى:﴿ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ﴾ [10] وقالَ عزَّ وجلَّ: ﴿ وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى ﴾ [11]. فلنَحْرِصْ عبادَ اللهِ علَى فِعْلِ كُلِّ مَا يزيدُ إيمانُنَا باللهِ ويُقرِّبُنَا منْهُ، ولنجتَنِبْ كلَّ مَا ينقصُ إيمانَنَا ويُباعدُنَا عَنِ اللهِ سبحانَهُ. نسألُ اللهَ تعالَى أَنْ يرزقَنَا صِدْقَ الإيمانِ بهِ، وحُسْنَ التوكُّلِ عليهِ، وتَمامَ الثقةِ فيهِ، ونسأَلُهُ تعالَى أَنْ يُوَفِّقَنَا جميعًا لطاعتِهِ وطاعةِ مَنْ أمرَنَا بطاعتِهِ, عملاً بقولِهِ:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ﴾ [12]. بارَكَ اللهُ لِي ولكُمْ فِي القرآنِ العظيمِ ونفعَنِي وإياكُمْ بِمَا فيهِ مِنَ الآياتِ والذكْرِ الحكيمِ وبِسنةِ نبيهِ الكريم ِ - صلى الله عليه وسلم - أقولُ قولِي هذَا وأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي ولكُمْ، فاستغفِرُوهُ إنَّهُ هوَ الغفورُ الرحيمُ.
وهم عالم غيبي خلقهم الله عز وجل من نور، وجعلهم طائعين له متذللين، ولكل منهم وظائف خصه الله تبارك وتعالى بها، وقد خلقهم الله تبارك وتعالى من نور، وهذا مصداق ما رواه مسلم في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها من أن المادة التي خلقوا منها هي النور، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ( خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم)، يعني: من طين من حمأ مسنون، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبين لنا أي نور هذا الذي خلقوا منه. ولذلك اختلفت الأقوال والآراء، هل هو من نور الصدر والذراعين، أو غير ذلك؟ فقد ورد عن ابن عمر و عطاء وغيرها، وهو غير صحيح عنهم، ولم يثبت عنهم ذلك. ونحن علينا أن نؤمن بأن الله تبارك وتعالى خلق الملائكة من نور ونسكت، ولا نؤول هذا النور بغير دليل واضح في هذا الأمر.
الإيمان بالملائكة فرع عن الإيمان بالله تعالى، وركن من أركان الإيمان التي لا يقبل إيمان عبد إلا به، ويلزم منه الإيمان بأنهم خلق من خلق الله، خلقهم لعبادته، وتنفيذ أوامره في الكون، والتصديق بما يقومون به من أعمال، وكونهم من عالم الغيب لا يمنع من الإيمان الجازم الذي لا يخالطه شك بوجودهم. خلق الملائكة وصفتهم الحمد لله تعالى، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً. وبعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة. وبعد: فالإيمان بالملائكة وبالكتب وبالرسل وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره فرع عن الإيمان بالله عز وجل. فإذا تكلمنا عن الإيمان بالملائكة فهذا يعني أننا نتكلم عن أحد فروع الإيمان بالله عز وجل؛ لأنا إذا أيقنا أن الملائكة رسل الله عز وجل استلزم هذا أن نؤمن بهم. الملائكة: جمع ملأك بالهمز، أو جمع ملاك بالتسهيل، وأصل ملأك مألك بالتقديم والتأخير في الهمز؛ لأنه من الأَلُوكة أو الأَلْوَكة، والألوكة في اللغة هي الرسالة، قال الله تعالى: جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ [فاطر:1].
وكذلك كان شأن اليهود لما أضاعوا ملكهم ووطنهم وجاوروا أمما أخرى فأصبحوا يكتمون عن أولئك الجيرة مساوئ تاريخهم ، حتى أرسل الله محمدا - صلى الله عليه وسلم - فعلمه من أحوالهم ما فيه معجزة لأسلافهم ، وما بقي معرة لأخلافهم ، وذلك تحد لهم ، ووخز على سوء تلقيهم الدعوة المحمدية بالمكر والحسد. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة الأعراف - القول في تأويل قوله تعالى "واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر "- الجزء رقم13. فالسؤال هنا في معنى التقرير لتقريع بني إسرائيل وتوبيخهم وعد سوابق عصيانهم ، أي ليس عصيانهم إياك ببدع ، فإن ذلك شنشنة قديمة فيهم ، وليس سؤال الاستفادة لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد أعلم بذلك من جانب ربه - تعالى -. وهو نظير همزة الاستفهام التقريري فوزان ( واسألهم عن القرية) وزان: أعدوتم في السبت ، فإن السؤال في كلام العرب على نوعين أشهرهما أن يسأل السائل عما لا يعلمه ليعلمه ، والآخر أن يسأل على وجه التقرير حين يكون السائل يعلم حصول المسئول عنه ، ويعلم المسئول أن السائل عالم وأنه إنما سأله ليقرره. وجملة ( واسألهم) عطف على جملة وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية واقعة معترضة بين قصص الامتنان وقصص الانتقام الآتية في قوله وقطعناهم ، ومناسبة الانتقال إلى هذه القصة أن في كلتا القصتين حديثا يتعلق بأهل قرية من قرى بني إسرائيل.
يَعْدُونَ: يعتدون. حِيتانُهُمْ: سمكهم. شُرَّعاً المراد: ظاهرة على وجه الماء. مَعْذِرَةً: هي العذر، وهو التنصل من الذنب. بَئِيسٍ: شديد. خاسِئِينَ: صاغرين. المعنى: واسألهم يا محمد عن حال أهل القرية التي اعتدى بعضهم يوم السبت ووقف بعضهم موقف الواعظ ووقف فريق آخر موقفا خاصا، وهكذا الحال في كل أمة شاع فيها الفساد.
واختيار صيغة المضارع للدلالة على تكرر ذلك منهم. وتعدية فعل يعدون إلى في السبت مؤذن بأن العدوان لأجل يوم السبت ، نظرا إلى ما دلت عليه صيغة المضارع من التكرير المقتضي أن عدوانهم يتكرر في كل سبت ، ونظرا إلى أن ذكر وقت العدوان لا يتعلق به غرض البليغ ما لم يكن لذلك الوقت مزيد اختصاص بالفعل فيعلم أن الاعتداء كان منوطا بحق خاص بيوم السبت ، وذلك هو حق عدم العمل فيه ، إذ ليس ليوم السبت حق في شريعة موسى سوى أنه يحرم العمل فيه ، وهذا العمل هو الصيد كما تدل عليه بقية القصة. خطبة و بحث عن { واسئلهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر }. وهدف ( في) للظرفية لأن العدوان وقع في شأن نقض حرمة السبت. وقوله إذ تأتيهم حيتانهم ظرف لـ يعدون أي يعدون حين تأتيهم حيتانهم. والحيتان جمع حوت ، وهو السمكة ، ويطلق الحوت على الجمع فهو مما استوى فيه المفرد والجمع مثل فلك ، وأكثر ما يطلق الحوت على الواحد ، والجمع حيتان. وقوله شرعا وهو جمع شارع ، صفة للحوت الذي هو المفرد ، قال ابن عباس: أي ظاهرة على الماء ، يعني أنها قريبة من سطح البحر آمنة من أن تصاد ، أي أن الله ألهمها ذلك لتكون آية لبني إسرائيل على أن احترام السبت من العمل فيه هو من أمر الله ، وقال الضحاك: شرعا متتابعة مصطفة ، أي فهو كناية عن كثرة ما يرد منها يوم السبت.
فالمقصود من الآية الموعظة والعبرة وليست منة عليهم ، وقرينته قوله تعالى: { كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون} أي نمتحن طاعتهم بتعريضهم لداعي العصيان وهو وجود المشتهى الممنوع. وجملة { كذلك نبلوهم} مستأنفة استئنافاً بيانياً لجواب سؤال من يقول: ما فائدة هذه الآية مع علم الله بأنهم لا يَرعوون عن انتهاك حرمة السبت. والإشارة إلى البلوى الدال عليها { نبلوهم} أي مثل هذا الابتلاء العظيم نبلوهم ، وقد تقدم القول في نظيره من قوله تعالى: { وكذلك جعلناكم أمة وسطاً} في سورة البقرة ( 143). إعراب قوله تعالى: واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ الآية 163 سورة الأعراف. وأصل البلوى الاختبار ، والبلوى إذا أسندت إلى الله تعالى كانت مجازاً عقلياً أي ليبلَو الناس تمسكهم بشرائِع دينهم. والباء للسببية و ( ما) مصدرية ، أي بفسقهم ، أي توغلهم في العصيان أضراهم على الزيادة منه ، فإذا عرض لهم داعِيهِ خفُّوا إليه ولم يرقبوا أمر الله تعالى.
وتقدم ذكر القرية عند قوله - تعالى - ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت الآية من سورة البقرة. وهذه القرية قيل ( أيلة) وهي المسماة اليوم ( العقبة) وهي مدينة على ساحل البحر الأحمر قرب شبه جزيرة طور سينا ، وهي مبدأ أرض الشام من جهة مصر ، وكانت من مملكة إسرائيل في زمان داود - عليه السلام - ، ووصفت بأنها حاضرة البحر بمعنى الاتصال بالبحر والقرب منه ؛ لأن الحضور يستلزم القرب ، وكانت ( أيلة) متصلة بخليج من البحر الأحمر وهو القلزم. [ ص: 148] وقيل هي ( طبرية) وكانت طبرية تدعى بحيرة طبرية ، وقد قال المفسرون: أن هذه القصة التي أشير إليها في هذه الآية كانت في مدة داود. وأطلقت القرية على أهلها بقرينة قوله إذ يعدون أي أهلها. والمراد السؤال عن اعتدائهم في السبت بقرينة قوله إذ يعدون في السبت إلخ فقوله إذ يعدون في السبت بدل اشتمال من القرية وهو المقصود بالحكم ، فتقدير الكلام: واسألهم إذ يعدو أهل القرية في السبت. و ( إذ) فيه اسم زمان للماضي ، وليست ظرفا. والعدوان الظلم ومخالفة الحق ، وهو مشتق من العدو بسكون الدال وهو التجاوز. والسبت علم لليوم الواقع بعد يوم الجمعة ، وتقدم عند قوله - تعالى - وقلنا لهم لا تعدوا في السبت في سورة النساء.
(28) * * * واختلفت القرأة في قراءة قوله: " ويوم لا يسبتون ". فقرئ بفتح " الياء " من (يَسْبِتُونَ) =من قول القائل: " سبت فلان يسبت سَبْتًا وسُبُوتًا " ، إذا عظَّم " السبت ". * * * وذكر عن الحسن البصري أنه كان يقرؤه: (وَيَوْمَ لا يُسْبَتُونَ) بضم الياء. =من " أسبت القوم يسبتون " ، إذا دخلوا في " السبت ", كما يقال: " أجمعنا " ، مرّت بنا جمعة, و " أشهرنا " مرّ بنا شهر, و " أسبتنا " ، مرّ بنا سبت. * * * ونصب " يوم " من قوله: " ويوم لا يسبتون " ، بقوله: " لا تأتيهم " ، لأن معنى الكلام: لا تأتيهم يوم لا يسبتون. * * * --------------------- الهوامش: (20) (1) الأثر: 15254 - (( سلام بن سالم الخزاعى)) ، شيخ الطبري ، مضى برقم: 252 ، 6529. و (( يحيى بن سليم الطائفي)) ، مضى برقم: 4894 ، 7831. وانظر هذا الخبر وتمامه فيما سيأتي رقم 15271. (21) (1) (( عينونى)) ، وتكتب أيضاً ( عينونا)) ، و (( عينون)) ، ذكرها ياقوت في معجمه في الباب ، وذكرها البكرى في معجم ما استعجم في (( حبرى)) ، ولم يفرد لها باباً. قال ياقوت: (( من قرى باب المقدس. وقيل: قرية من وراء البثنية من دون القلزم ، في طرف الشام ، ذكرها كثير: إِذْ هُـنَّ فِـي غَلَـسِ الظَّـلامِ قـوارِبٌ أَعْــدَادَ عَيْــنٍ مـن عُيُـونِ أُثَـالِ يَجْــتَزْنَ أَوْدِيَـةَ البُضَيْـعِ جَوَازِعًـا أجْــوَازَ عَيْنُونَــا، فَنَعْــفَ قِبَـالِ وقال يعقوب: سمعت من يقول: عين أنا... وقال البكرى: هي قرية يطؤها طريق المصريين إذا حجوا.