تحية الإسلام هي: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" وهذا أكملها، وأقلها: "السلام عليكم". وقد شرع الله ورسوله ﷺ لنا تحية تميزنا عن غيرنا، ورتب على فعلها الثواب، وجعلها حقاً من حقوق المسلم على أخيه. فلا يصح أن تبدل هذه التحية العظيمة بعبارات أخرى لا تؤدي ما تؤديه تحية الإسلام المباركة، مثل: صباح الخير، أو مساء الخير، أو مرحباً، أو غير ذلك، مما قد يستعمله بعض الناس جهلاً أو إعراضاً.
ففي هذا الحديث دليل على أن ( السلام) هو ما شرعه الله تعالى لآدم وذريته جميعًا. آداب تحية الإسلام إفشاء السلام: فإن هذا مما أمر به الرسول ، فقد قال: (( أفش السلام ، وأطعم الطعام ، وصل الأرحام ، وقم بالليل والناس نيام ، وادخل الجنة بسلام)). أن يبدأ المرء من لقيه بالسلام: فإن هذا من حق المسلم على أخيه المسلم ، كما قال (حق المسلم على المسلم ست " وذكر منها ": إذا لقيته فسلم عليه)). الحرص على استعمال تحية السلام: وهي التحية التي شرعها الله تعالى لعباده ، والتي تعد شعارا ً للمسلمين ، وهي تحية الملائكة ، وتحية أهل الجنة ، وهي قول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحرص على إلقاء السلام كاملا ً ، فكلما كان السلام أكمل كلما كان الأجر أعظم. السلام تحية أهل الجنة - عالم حواء. وجوب رد السلام لمن ألقي عليه السلام: فيجب على الإنسان إذا اُلقي عليه السلام أن يرد السلام ، قال عليه الصلاة والسلام: ((حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام ، وعيادة المريض ، وإتباع الجنائز ، وإجابة الدعوة ، وتشميت العاطس)) ويجزئ عن الجماعة الجالسين أن يرد أحدهم لقوله ﷺ: ((يجزئ عن الجماعة إذا مروا أن يسلم أحدهم، ويجزئ عن الجلوس أن يرد أحدهم)). رد التحية بأحسن منها أو ردها: وذلك لقوله تعالى وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها.
ماهي تحية أهل الجنة ؟؟؟ الشيخ نبيل العوضي - YouTube
وإذا كان الماشي كبيرا والقاعد صغيرا ًسلم الماشي على القاعد. السلام عند مفارقة المجلس والخروج منه: وبعض الناس يغفل عن هذا الأدب ، فإذا دخل المجلس سلم ، ثم إذا خرج لحاجة فإنه لا يسلم ، وهذا خلاف السنة ، فإن الرسول عليه السلام قال: ((إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم ، فإذا أراد أن يقوم فليسلم ، فليست الأولى بأحق من الآخرة)) وهكذا من باب أولى أن يعيد السلام إذا عاد إلى المجلس ثانية وإفشاء السلام يزيد المحبة. التصافح مع السلام عند التقابل: وهذا من آداب السلام التي ندب إليها الإسلام ، فإذا لقي المؤمن أخاه المؤمن فينبغي له إضافة على السلام أن يأخذ بيده ، ويصافحه ، فإن فعل هذا فله أجر كبير ، وهو مما يقوي المودة بين المسلمين ، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ((ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان ، إلا غفر لهما قبل أن يفترقا)) وقال عليه السلام: ((إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه ، وأخذ بيده فصافحه ، تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر)). تحية أهل الجنة السلام في القرآن الكريم. إعادة السلام إذا حال حائل بين الشخصين: وهذه سنة عظيمة ، لا يفعلها كثير من الناس ، وهي إنه لو كان شخصان يمشيان ، ثم افترقا حول جدار ، أو شجرة ، أو عمود ، أو غيره ، ثم التقيا بعد أن يجتازا الحائل ، فينبغي لهما أن يتبادلان السلام ثانية ، وقد قال النبي: (( إذا اصطحب رجلان مسلمان ، فحال بينهما شجر أو حجر ، أو مدر ، فليسلم أحدهما على الآخر ، ويتبادلوا السلام)).
ويؤيده ما أخرجه مسلم ، وقد تقدم للبخاري أيضا في المبعث من وجه آخر عن أبي ذر في قصة إسلامه أنه قام يلتمس النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا يعرفه ويكره أن يسأل عنه فرآه علي فعرفه أنه غريب فاستتبعه حتى دخل به على النبي - صلى الله عليه وسلم - فأسلم
والدعاء إلى الله يقع بأمور شتى من جملتها تعليم القرآن وهو أشرف الجميع لأن الأمر يدور على النفع المتعدى، ولابد مع ذلك مراعاة الإخلاص وترك طلب الشهرة والسمعة، أو الرياء أو ليقال فلان قارئ أو مقرئ؛ لأن هذا العمل من العبادة التي يجب فيها الإخلاص لله. ومن فضل وسعة رحمته أن هذه الخيرية عامة لمن تعلم ولمن عَلَّم فالذي يسعى إلى بذل الأسباب لتعليم الناس القرآن والعمل به واتباعه ويضع لذلك الحوافز والجوائز فهو داخل في هذه الخيرية وهذا الفضل، ونرى الآن هذا العمل الجليل في تعليم القرآن منتشراً في بلادنا في حلقات تحفيظ القرآن في المساجد لتعليم الصغار والكبار لتلاوة القرآن وحفظه، وتقام لذلك المسابقات لإحياء روح التنافس بين الطلاب، ومن دلائل الخير لهذه الأمة إقبالها على القرآن تلاوة وحفظاً وعملاً واتباعاً. ولما علم بعض السلف بحث النبي صلى الله عليه وسلم على تعليم القرآن كما في الحديث السابق بذلوا جهدهم وصرفوا وقتهم لتدريس وتعليم القرآن كما فعل أبو عبد الرحمن السلمي لما وقف على حديث الخيرية، فقد جلس لإقراء القرآن في إمرة عثمان حتى تولى الحجاج على العراق، وهي مدة طويلة في تعليم القرآن ولما سئل عن ذلك قال حديث الخيرية هو الذي حملني على أن قعدت هذا المقعد الجليل في تعليم القرآن، أشار إلى هذا ابن حجر في فتح الباري.
وعن عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه قال: خرج رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلم ونحنُ في الصُّفَّة، فقال: ((أيُّكم يحبُّ أن يَغدو كلَّ يومٍ إلى بُطحان أو إلى العقيق، فيأتي منه بناقتين كوماوين، في غير إثمٍ ولا قطع رحِمٍ؟))، فقلنا: يا رسول الله، نحبُّ ذلك، قال ((أفلا يَغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عزَّ وجل خيرٌ له من ناقتين، وثلاثٌ خيرٌ له من ثلاثٍ، وأربعٌ خيرٌ له من أربعٍ، ومن أعدادهنَّ من الإبل))؛ (مسلم). في الحديث الشريف بيان عَظيم لفَضل تعليم القرآن الكريم للمسلمين في المسجد؛ فمن أراد أن يَحصل على خير أفضَل من حصوله على مليون ناقَة، فليتَّبع نهجَ الحديث النبوي، وليبادِر بتعليم وقراءة القرآن الكريم، وبإمكان المسلم بفَضل الله تعالى أن يَحصل على خير أفضل من حصوله على مليون ناقة؛ فالمسلم يستطيع أن يتعلَّم ويقرأ في المسجد يوميًّا الكثيرَ من الآيات الكريمة، وفي كلِّ مرة يتعلَّم أو يقرأ آية يَحصل على خير أكبر من حصوله على ناقَة، فلو قرأ يوميًّا مائتي آية، سيحصل على خير أكبر من حصوله على مائتي ناقة، ويتزايد اغتِنام الخير بالمثابرة على التعلُّم وقراءة القرآن الكريم. مَن شارك بالدلالة على فَضل الحديث الشريف، وقام بتعليمه للغير، فله أجر ما يترتَّب على ذلك من حُسن الاتباع؛ فعن معاذ بن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن علَّم علمًا، فله أجرُ مَن عمل به، لا يَنقُصُ من أجر العامل))؛ (ابن ماجه وحسنه الألباني)، وفي هذا خير كثير؛ فمَن أرسل أطفاله ليتعلَّموا القرآنَ الكريم ويتلوه، فله أجر كبير، ومَن أسهَمَ في تهيئة تعلُّم القرآن الكريم، له نصيب عظيم، ومَن قام بالدلالة على فضل الحديث الشريف، له فَضل الدلالة على الخير؛ له مثل أجورهم ولا ينقص من أجورهم شيئًا، فهنيئًا لمن كانت الدلالة على الخير سبيله.
وكما قال تعالى: { وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ}[الأنعام: 26]. فهذا شأن شرار الكفار، كما أن شأن الأخيار الأبرار أن يكمل في نفسه وأن يسعى في تكميل غيره، كما قال عليه السلام: (( خيركم من تعلَّم القرآن وعلَّمه)). فضل تعليم وقراءة القرآن الكريم في المسجد. بل إن من العلماء مَنْ فَضَّل تعليم القرآن وتعلمه وقدَّمه على الجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام، فقد سئل الثوري عن الجهاد وإقراء القرآن أيهما أفضل؟ فرجح الثاني محتجًا بالحديث السابق. ولهذا فقد حرص الصالحون من عباد الله والراغبون في الخير على تعلم القرآن وتعليمه، فاستثمروا في ذلك أوقاتهم وعمروا به مجالسهم وبذلوا جهودهم من أجله، والأمثلة على أقوالهم وأحوالهم في ذلك كثيرة، فقد كان أبو موسى الأشعري رضي الله عنه يعلم الناس القرآن بمسجد البصرة مع كثرة مسؤولياته؛ لأنه أمير البصرة، يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: "بعثني الأشعري إلى عمر, فقال عمر: كيف تركت الأشعري؟ فقلت: تركته يعلم الناس، فقال عمر: إنه كيِّس، ولا تسمعها إياه" 9. وهذا أبو عبد الرحمن السلمي أحد أئمة الإسلام، التابعي الجليل، اشتغل معظم حياته بتعليم القرآن بعد أن تعلمه ممن أدركه من الصحابة رضي الله عنهم فقد بدأ يعلم الناس في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه إلا أيام الحجاج، وكان مقدار ذلك الذي مكث فيه يعلم القرآن سبعين سنة, وكان يقول: -هو الراوي عن عثمان حديث ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه)- وذاك الذي أقعدني مقعدي هذا" 10.