يلقى هذا الكتاب الضوء على شعراء الطائف فى العصرين الجاهلي والاسلامي مقدما دراسة مستقلة لكل شاعر تكشف عن مدى ارتباطه ببيئته وترصد الفوارق التى تميزه عن غيره موضحا تجلى اثر البيئة فى شعر الطائفين بمستويات مختلفة فشعر كل امة قطعة من حياتها يقتطعه الشعراء مما ينتابها ويلم بها من حوادث الدهر وعوادى الزمان. التحميل غير متوفر حفاظا على حقوق المؤلف و دار النشر شارك الكتاب مع اصدقائك
وكان عمر جميلاً، ولم يلبث أن تفجر في نفسه هذا الينبوع العذب، ينبوع الشعر، مع فتنة في الحديث ورِقَّة شعور ومزاج، فأصبح حديث الشباب، وكانت موجة الغناء حادة كما قدمنا، وكان الشعر هو القطرات التي تعقدها في أسماع الناس، وكان عمر يحسن إرسال هذه القطرات النفسية، فتعلّق به مجتمع مكة تعلقًا شديدًا. غزل في الطايف اراضي للبيع. لا غرو، فقد حشد ثراءه لفنه، فهو يصنع المقطوعة من شعره، ثم يطلب لها أروع المغنين في عصره، ليغنوه فيها لحنًا خالدًا، ويجيزهم جوائز مختلفة، فهذا ابن سريج يعطيه في تلحينه لإحدى مقطوعاته ثلاثمائة دينار، وهذا الغريض يعطيه في تلحين مقطوعة أخرى خمسة آلاف دينار، ويعطي جميلة في تلحين مقطوعة رابعة عشرة آلاف درهم. وهكذا كانت حياة عمر في مكة حياة شعر وغناء خالص، ولم يكن للناس حينئذ من لهو سوى هذا الغناء وما يصاحبه من شعر، فدار اسم عمر على كل لسان. نذر عمر حياته لهذا اللون من الغزل الصريح وأخضعه لفن الغناء الذي عاصره، إذ يستخدم الأوزان الخفيفة والمجزوءة، حتى يحملها المغنون والمغنيات ما يريدون من ألحان وإيقاعات كما يستخدم لغة سهلة، فيها عذوبة وحلاوة، حتى تفسح لهم في روعة النغم. كان مجتمع مكة حينئذ تسوده ضروب من الحرية المهذبة في لقاء الرجال بالنساء، فبرزت المرأة للشباب ولكنها تحتفظ بحجاب من الوقار، وقد كانت هناك مواسم تكثر فيها هذه الطلبات- الظهور في مرآة شعره - على عمر وغيره من شعراء مكة، وذلك في مواسم الحج وإذ كانت تحشد فيها نساء العرب وفتياتهم، وكان الذوق العربي العام لا يمنع أن يشيد شاعر بجمال امرأة، بل لعل في هذه الإشادة ما يعرف بها وبجمالها، ولذلك كانت تطلبها المرأة العربية ولا تجد فيها غضاضة، بل على العكس كانت تجد فيها طرافة وإعلاناً عنها وتمهيدًا لأن يطلبها الأزواج.
إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (30) الهدهد فدخل من كوّة, فألقى الصحيفة عليها, فقرأتها, فإذا فيها: ( إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) وكذلك كانت تكتب الأنبياء لا تطنب, إنما تكتب جملا. قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, قال: لم يزد سليمان على ما قصّ الله في كتابه إنه وإنه. حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ فمضى الهدهد بالكتاب, حتى إذا حاذى الملكة وهي على عرشها ألقى إليها الكتاب. وقوله: (قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلأ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ) والملأ أشراف قومها، يقول تعالى ذكره: قالت ملكة سبأ لأشراف قومها: (يَاأَيُّهَا الْمَلأ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ). واختلف أهل العلم في سبب وصفها الكتاب بالكريم, فقال بعضهم: وصفته بذلك لأنه كان مختوما. وقال آخرون: وصفته بذلك لأنه كان من ملك فوصفته بالكرم لكرم صاحبه. هل لهذه الآية تأثير معين على الشياطين (أنه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم) ؟؟؟ - منتدى الرقية الشرعية. وممن قال ذلك ابن زيد. حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: (إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ) قال: هو كتاب سليمان حيث كتب إليها.
إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فيه ست مسائل: الأولى: قوله تعالى: {قالت يا أيها الملأ} في الكلام حذف؛ والمعنى: فذهب فألقاه إليهم فسمعها وهي تقول {يا أيها الملأ} ثم وصفت الكتاب بالكريم إما لأنه من عند عظيم في نفسها ونفوسهم فعظمته إجلالا لسليمان عليه السلام؛ وهذا قول ابن زيد. وإما أنها أشارت إلى أنه مطبوع عليه بالخاتم، فكرامة الكتاب ختمه؛ وروي ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل: لأنه بدأ فيه بـ{بسم الله الرحمن الرحيم} وقد قال صلى الله عليه وسلم: (كل كلام لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أجذم). وقيل: لأنه بدأ فيه بنفسه، ولا يفعل ذلك إلا الجلة. وفي حديث ابن عمر أنه كتب إلى عبد الملك بن مروان يبايعه. من عبد الله لعبد الملك بن مروان أمير المؤمنين؛ إني أقر لك بالسمع والطاعة ما استطعت، وإن بني قد أقروا لك بذلك. وقيل: توهمت أنه كتاب جاء من السماء إذ كان الموصل طيرا. وقيل {كريم} حسن؛ كقول {ومقام كريم} الشعراء 58 أي مجلس حسن. وقيل: وصفته بذلك؛ لما تضمن من لين القول والموعظة في الدعاء إلى عبادة الله عز وجل، وحسن الاستعطاف والاستلطاف من غير أن يتضمن سبا ولا لعنا، ولا ما يغير النفس، ومن غير كلام نازل ولا مستغلق؛ على عادة الرسل في الدعاء إلى الله عز وجل؛ ألا ترى إلى قول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة} النحل 125 وقوله لموسى وهرون {فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى} طه 44.
ثالثاً: تستحب عند قراءة القرآن، والحديث، ومجالس الذكر. رابعاً: تجب عند الذبح. خامساً: تستحب عند الأكل لما جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لربيبه عمر بن أبي سلمة: "يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك". وهذا توجيه نبوي عظيم وأدب من آداب النبوة أسأل الله عز وجل أن يوفقنا لاتباعه والعمل به. سادساً: تستحب عند الجماع لما جاء في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن يقدر بينهما ولد لم يضره الشيطان أبداً". وأسأل الله العلي العظيم أن يوفقنا جميعاً للعمل بذلك والمحافظة عليه، وتعليمه لأمة الإسلام؛ وأن يجعل فيه الخير والبركة وحفظ النفس والذرية في الحاضر والمستقبل من الشيطان الرجيم، وتنشئة الأجيال على القرآن والسنة، والفوز بالأجر العظيم، وأن نحفظ أنفسنا وذرياتنا من الشيطان الرجيم. سابعاً: إنما شرعت البسملة لذكر الله العلي العظيم قياماً أو قعوداً أو قرآناً أو صلاة أو وضوءاً أو أكلاً أو شرباً، فذكر الله سبحانه وتعالى في الشروع بها تبركاً وتيمناً واستعانة على إتمام العمل، وطلب القبول والإخلاص لله تعالى في الأقوال والأعمال فيه الخير والبركة، وينبغي للمسلمين عموماً قول ذلك وفعله، والحرص عليه، والبسملة لا تزيد المسلم إلا كل خير وبر وبركة وحفظ ورعاية وعناية من الله سبحانه وتعالى، فنسأل الله العلي العظيم أن يرزقنا الاستقامة على دينه، ويهدينا صراطه المستقيم، ويجعلنا هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، اللهم آمين.