يمر اليوم 22 فبراير لهذا العام على السعوديين ليس ككل عام، يستذكرون فيه يوم أشرقت الشمس لأول مرة على الدولة السعودية الأولى، دولة أسسها الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون، استمد فيها ولاء الشعب، وحكمة القيادة، ليضع اللبنة الأولى للمملكة العربية السعودية، أكبر دول المنطقة في المساحة والتأثير، وأقواها في عيون أبنائها، وأكرمها على المحتاجين، وحامية حمى أهم مسجدين في تاريخ المسلمين. – البداية من الدرعية كانت المنطقة قبل تاريخ 22/ 2/ 1727 ميلادية 30/ 6/ 1139 هجرية، منطقة تسودها الفوضى، وكان لكل بلدة وإقليم حاكم مستقل، بشكل لا يسمح بتدشين أي رؤية مستقبلية للتطوير، وكان للإمام محمد بن سعود، حاكم الدرعية آنذاك، رؤية أوسع للجزيرة العربية، وهو ما أهبه بعد ذلك للإعلان عن قيام الدولة السعودية الأولى. في اي عام تأسست الدوله السعوديه الأولى. كان الإمام محمد بن سعود شخصية عبقرية، وذا عقلية جبارة فيما يتعلق بالتخطيط والسياسة، كان يحلم بدولة كبيرة، وحكم موحد، يسمح أولا بإيقاف الحروب بين البلاد والأقاليم، ثم بعد ذلك يؤهب لوضع خطة تطوير عملاقة، وقد كان له ما أراد. وحد الإمام محمد بن سعود شطري مدينة الدرعية، وعمل على توحيد المجتمع وتقوية أواصره، وتنظيم الموارد الطبيعية، واهتم بالمظهر الحضاري للدولة، كانت الانطلاقة من الدرعية، ليكون للإمام ما أراد.. انتهت الحروب بين تلك البلدان والأقاليم، وانقضى شعار الفرقة وحل بديلا عنه شعار الوحدة.
وبذلك انتهت الدولة السعودية الثانية. "الدرعية" مرآة التاريخ البشري.. جدرانها اختزلت تاريخ الدولة السعودية لـ3 قرون. استرداد الرياض وتأسيس المملكة العربية السعودية: وفي الـ5 من شوال عام 1319هـ الموافق 15 يناير (1902م) تمكن الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود من استرداد الرياض والعودة بأسرته إليها لكي يبدأ صفحة جديدة من صفحات التاريخ السعودي ويعد هذا الحدث التاريخي نقطة تحول كبيرة في تاريخ المنطقة نظراً لما أدى إليه من قيام دولة سعودية حديثة تمكنت من توحيد معظم أجزاء شبه الجزيرة العربية، وتحقيق إنجازات حضارية واسعة في شتى المجلات. ولقد توفرت في الملك عبد العزيز الصفات القيادية العظيمة التي مكنته من حمل مسؤولية تأسيس دولة حديثة كانت المنطقة في أمس الحاجة إليها، فقد عرف عن الملك عبد العزيز تمسكه بالعقيدة ودفاعه عنها وإيمانه الشديد بالله وتطبيق شرع الله في جميع جوانب الحياة ومن صفاته بره بوالده وأسرته ومحبته للخير والعلم وشجاعته وفروسيته وكرمه. استطاع الملك عبد العزيز أن يوحد بلداناً وقبائل وشعوبًا، وأن ينشر الأمن والاستقرار في منطقة شاسعة واعتمد في ذلك على الله عز وجل ثم على أبناء شعبه، ومن صفاته أيضاً صبره على المكاره وإنسانيته ورحمته بالغير رغم قوته، وعفوه عند المقدرة، وعرف عنه أنه لم يحقد على أحد حتى تجاه من ناصبه العداء أو أساء إليه، بل تمكن من تحويل خصومه إلى أصدقاء مخلصين وعاملين له.
تحتفي المملكة العربية السعودية اليوم الثلاثاء 21 رجب 1443 الموافق 22 فبراير 2022 بذكرى يوم تأسيس الدولة السعودية الأولى في منتصف عام 1139هـ الموافق لشهر فبراير من عام 1727م على يدي الإمام محمد بن سعود، بناء على الأمر الملكي الكريم، وذلك اعتزازا بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة، وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى قبل أكثر من ثلاثة قرون وعاصمتها الدرعية ودستورها القرآن الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم حتى وقتنا الحاضر.
وأضاف " السماري " ، في تصريح نقلته وكالة الأنباء السعودية، أن " يوم التأسيس " يعد أفضل استذكار لتاريخ المملكة العريق، وثقافتها الراسخة، وحضارتها المتجذرة على مر السنين، بعد مرور أكثر من 300 عام على تأسيسها، وسط رفعة ثقافية وحضارية مستمدة من الماضي، ومستمرة في زيادة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهد الأمير محمد بن سلمان.
وتأتي ذكرى الاحتفال الأول بـ" يوم التأسيس " بعد صدور الأمر الملكي السعودي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الشهـر المـاضي بـأن يكـون الـ 22 من فبراير من كل عام يوما لذكرى تأسيس الدولة ويصبح إجازة رسمية. وأصدرت المملكة بهذه المناسبة هوية بصرية مميزة ليوم التأسيس تحت شعار "يوم بدينا" يظهر في منتصفه أيقونة رجل يحمل راية في إشارة الى بطولة وتضحيات رجال المجتمع السعودي والتفافه حول الراية التي حماها عبر الزمن للدفاع عن الوطن بكل حكمة وعزيمة وإصرار. من جانبه، قدم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تهنئة للسعودية على حسابه في "تويتر" جاء فيها: "أتقدم بالتهنئة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والشعب السعودي الشقيق، بمناسبة يوم التأسيس الذي يعبّر بصدق عن العمق التاريخي للمملكة العربية السعودية".