حديث: مَن نام عن الوتر أو نسِيه فليُصلِّ إذا أصبح أو ذكر وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن نام عن الوتر أو نسِيه فليُصلِّ إذا أصبح أو ذكر))؛ رواه الخمسة إلا النسائي. المفردات: وعنه؛ أي: وعن أبي سعيد رضي الله عنه. نام عن الوتر أو نسِيه؛ أي: فاته وقت الوتر بسبب النوم أو النسيان. حديث: من نام عن الوتر أو نسيه فليصل إذا أصبح أو ذكر. فليصلِّ؛ أي: فليوتر. إذا أصبح؛ أي: لو كان تركه بسبب النوم. أو ذكر؛ أي: لو كان تركه بسبب النسيان. البحث: في سند هذا الحديث عند أبي داود: عثمان بن محمد بن سعيد الرازي الدشتكي الأنماطي، نزيل البصرة، قال الحافظ في التقريب: مقبول، ونقل في تهذيب التهذيب عن الذهبي أنه قال: تكلموا فيه؛ اهـ. ولم يروِ عنه أحد من أصحاب الكتب الستة غير أبي داود. أما الترمذي، فقد رواه من طريق عبدالرحمن بن زيد بن أسلم، ثم أخرجه من طريق عبدالله بن زيد بن أسلم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم، دون ذكر أبي سعيد، ثم قال: وهذا - يعني المرسلَ - أصحُّ من الحديث الأول، سمعت أبا داود السجزي - يعني سليمان بن الأشعث - يقول: سألت أحمد بن حنبل عن عبدالرحمن بن زيد بن أسلم، فقال: أخوه عبدالله لا بأس به، وسمعت محمدًا - (يعني البخاري) - يذكر عن علي بن عبدالله أنه ضعَّف عبدالرحمن بن زيد بن أسلم، وقال عبدالله بن زيد بن أسلم ثقة.
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قام في شهر رمضان، ثم انتظروه من القابلة فلم يخرج، وقال: ((إني خشيتُ أن يُكتَب عليكم الوتر))؛ رواه ابن حبان. المفردات: انتظروه من القابلة؛ أي: مِن الليلة التي بعد الليلة التي قام فيها. خشيت؛ أي: خِفْتُ وكرِهت. يُكتَب؛ أي: يُفرَض. البحث: روى البخاري رحمه الله في (باب تحريضِ النبي صلى الله عليه وسلم على صلاة الليل والنوافل من غير إيجابٍ)، من حديث عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلَّى ذات ليلةٍ في المسجد، فصلَّى بصلاته ناس، ثم صلى من القابلة، فكثر الناس، ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة، فلم يخرج إليهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فلمَّا أصبح قال: قد رأيتُ الذي صنعتُم ولم يمنَعْنِي من الخروج إليكم إلا أني خشِيتُ أن تُفرَض عليكم، وذلك في رمضان. وفي لفظ للبخاري من حديثها رضي الله عنها، فقال: ((إني خشيتُ أن تكتب عليكم صلاة الليل)). حديث عن صلاة الوتر مكتوب. فرواية ابن حبان هذه: ((إني خشيتُ أن يكتب عليكم الوتر))، إن صحَّت، كان المراد من الوتر في هذا الحديث هو صلاةَ الليل. وقد فسرها بذلك البغوي في شرح السنة؛ نقلًا عن إسحاق بن إبراهيم، قال: كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أَوتِروا يا أهل القرآن))، إنما عنَى به قيام الليل، يقول: إنما قيام الليل على أصحاب القرآن؛ اهـ.
الحنفيّة: ذهبوا إلى أنّ صلاة الوتر واجبة، وليست فرضاً؛ واستدلّوا على وجوبها بقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ اللهَ تعالى قدْ أمدكمْ بصلاةٍ هي خيرٌ لكمْ من حمرِ النعمِ، الوترُ جعلَها اللهُ لكمْ فيما بين صلاةِ العشاءِ إلى أنْ يطلعَ الفجرُ) ، [٢١] وهذا الأمر يقتضي الوجوب، وقد جاء عن أبي حنيفة أنّها سُنّة، وأنّها فَرض، وقال ابن الهُمام إنّ المقصود من قوله سُنّة؛ أي أنّها ثبتَت في السُنّة، وأنّها فرض؛ أي أنّها من الفُروض العمليّة الواجبة. المراجع ↑ عبد الله بن صالح القصير ، تذكرة الصوام بشيء من فضائل الصيام والقيام وما يتعلق بهما من أحكام (الطبعة الثانية)، السعودية: وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 49-55. بتصرّف. ↑ سورة السجدة، آية: 15-16. ↑ سورة الذاريات، آية: 15-17. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1145، صحيح. ↑ محمد بن إبراهيم بن عبدالله التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية ، صفحة 609-610، جزء 2. بتصرّف. حديث عن صلاة الوتر كامل. ↑ "المختصر المفيد في صلاة الوتر" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 9-5-2020. بتصرّف. ↑ الوليد بن عبدالرحمن بن محمد آل فريان (2009)، القنوت في الوتر (الطبعة الأولى)، السعودية: دار ابن الأثير للنشر والتوزيع، صفحة 7-9، جزء 1.
↑ مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم ، صفحة 508. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:997، صحيح. ^ أ ب محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب ، صفحة 660. بتصرّف. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1178، صحيح.