ناقشت آية عبدالعاطي، يوم الأحد، عبر برنامج "فيلم السهرة"، على نجوم إف إم، فيلم "الباب المفتوح".. وهو فيلم درامي رومانسي سياسي مهم، تناول فترة ما قبل ثورة 1952 حتى العدوان الثلاثي 1956، وطرح حرية المرأة في الاختيار على المستويات العاطفية والفكرية والثقافية، وناصر ضرورة أن تنفتح أبواب الحرية أمامها.
وأوضحت: "فاتن حمامة عشان تمثل دور الطالبة ذهبت إلى مدرسة مصر الجديدة النموذجية اللي اتمثل فيها مشاهد المدرسة.. فضلت تروح أسبوعين كاملين.. المشاهد اتصورت من غير كومبارس.. كل دول كانوا طلبات المدرسة.. في أول ساعة ليها في المدرسة مضت أكثر من 200 إتوجراف واتصوروا معاها وقالوا لها هندخل بالصورة دي مسابقة النشاط المدرسي، دور أخو ليلى كان زية زي شباب كثير هذا الوقت لديه حماس وإقدام وسط بيت رافض لأفكاره". ورسمت الرواية لملامح الوصاية داخل أسرة "ليلى" مقارنة دقيقة بين "ليلى" وأخيها "محمود"، في أسلوب الخطاب الموجه لكل منهما، ومقدار الحرية الممنوحة لهما في طريقة التعبير وفي السماح بالتواجد في المجال العام، واعتبار مشاركتها في مظاهرات سياسية سوء تربية وخروج عن الآداب كما ورد على لسان والدها، وتعرضها للضرب كأداة للتأديب وللعقاب للخروج إلى المجال العام، وعتاب والدتها لها عقب ضرب والدها بكون ما قامت به: "فضيحة في الحتة". وهي كلها دلالات لطرق تعاطي المجال الخاص مع المرأة في تشكيل وعيها وإدراكها عن دورها في المجال العام. فيلم الباب المفتوح youtube. ويطرح "الباب المفتوح" تصاعدًا تدريجيًا للمواجهات طوال رحلة "ليلى" البحث عن الحرية، فتطرح أول مواجهة بينها وبين أخيها عن مدى صدقية المعايير ومن يحددها، ما الصواب وما الخطأ، ما وضع المرأة، ما حقوقها وواجباتها، وعن صدقه هو معها في إيمانه بالمرأة كما يردد دائمًا، وينكص عن المواجهة وقت الأزمات الحقيقية، فيعترف لها بكونه هو الآخر عاجزًا عن جعل نظرياته واقعية، وهو ما يجسد إحدى أبرز المشكلات التي تواجه ما يعرف بتمكين المرأة الذي لا يتجاوز كونه خدعة لتعجيزها.
أن تثق بأنها الأفضل لأنها كذلك وليس لأن أحدهم يعتقد ذلك، فلا تستمد ثقتها بنفسها وصورتها الذاتية من الشخص الذي تحبه، لكن تحب نفسها في كل الأحوال، وأن تلمع عينيها دائمًا بالحب، ولكن الحب الحقيقي الواقعي وليس كما تقرأه في الروايات. "الركود موت لا حياة" هذه الجملة التي جاءت على لسان "محمود" شقيق "ليلى" في خطاباته، كانت هي أيضًا رسالة هامة لكل فتاة تحلم بالحياة الهادئة المستقرة، وتراها هي الحياة المثالية، رغم أن المغامرة هي سبب استكشافنا لكل جديد، ومصدر خبراتنا في الحياة، فهناك فرق كبير بين الركود والاستقرار. "كل السكة دي لوحدي! أطلقي جناحيكِ وحلقي في السماء.. رسائل "الباب المفتوح" للفتيات من كل جيل - أراجيك - Arageek. دي السكة اللي ضروري تمشيها لوحدك" رسالة أخرى هامة، حيث تعيش الفتيات حياتهن بين الاعتماد على الأب والأخ، ثم الاعتماد على الزوج، دون الاهتمام بالاعتماد على أنفسهن، أو أن يعشن مغامرة الحياة دون الاعتماد على أحد، فتمر حياتهن دون اكتشاف قوتهن الحقيقية، ودون أن يجدن أنفسهن. لم يهمل الفيلم أهمية أن تعيش الفتاة واقعها وتفعل ما تؤمن به دون خوف، وألا تفكر في العوائق التي يضعها في طريقها المجتمع تحت مُسمى العادات والتقاليد، فتضيع سنوات عمرها في التمني والتحسر على ما فاتها، فلا تكبري أبدًا على الحب والسعادة والاستمتاع بالحياة، لا تتوقفي عن ارتداء الألوان المشرقة خوفًا من أنها لا تناسب سنك، لا تتوقفي عن الحلم والحب، فكانت هذه وصية أخرى من (حسين) اختصرها بأن يقول "الواحد أحسن له ما يكبرش من إنه يضيع إيمانه بالحب".