وللنابغة الذبياني قصيدة يقول فيها: بانت سعاد وأمسى حبلها انجذما.. واحتلت الشرع فالأجزاع من إضما. ولطفيل الغنوي لامية يصف فيها محبوبته "شماء" بصفاتٍ تتطابق مع صفات سعاد كعب حيث يقول: هل حبل شماء قبل البين موصول.. أم ليس للصرم عن شماء معدول إذ هي أحوى من الربعي حاجبه.. والعين بالإثمد الحاري مكحول إن تمسِ قد سمعت قيل الوشاة بنا.. وكل ما نطق الواشون تضليل فما تجود بموعود فتنجزه.. قصيده كعب بن زهير في مدح الرسول للسنه الثالثه ثانوي. أم لا فيأسٌ وإعراض وتجميلُ ولا نريد الاسترسال في هذا الميدان الذي تكثر فيه الشواهد؛ لأن التأثير المتبادل بين شعراء العصر الواحد ظاهرة محسوسة تمليها طبائع الأمور؛ حيث تتشابه البيئة وتشترك التجارب وتفرض الأوزان والقوافي صبغتها على الموضوعات. 3 - "بانت سعاد" تتفرد بين فرائد الشعر العربي بما أحدثته من تأثير على مر العصور. وظهر هذا التأثير في حرص عشرات الشعراء، إما على معارضة القصيدة أو الاستفادة من صورها أو ألفاظها حتى تكونت مكتبة شعرية وافرة وثرية بتأثير قصيدة كعب.
على أية حال؛ فالمتوافر الآن من هذه الشروح حوالي خمسين، اختلفت في منطلقها ومنظورها إلى القصيدة؛ فمنها الشروح اللغوية مثل شرحِ السكري وشرح الخطيب التبريزي وشرح الأنباري وغيرها... والشروح النحوية كشرح البغدادي وشرح ابن هشام وغيرهما... صوت العراق | كعب بن زهير: قصيدة ( البردة) في مدح الرسول (ص)، نظرة تحليلية، حياته.. والشروح الأدبية وأهمها شرح السيوطي المسمى "كنه المراد في بيان بانت سعاد" وشرح جمال الدين بن هشام، ثم الشروح التي جنحت إلى النهج الصوفي مثل شرح الشيخ القدسي "الإسعاد في تحقيق بانت سعاد" وكذلك شرح محمد القاري وغيرهما... ولكم أن تتخيلوا حجم ما أضافته هذه الشروح للمكتبة العربية من مسائل وشواهد وآراء.
ويقول له: انج وما أرى أن تنفلت. ثم كتب إليه بعد ذلك يأمره أن يسلم ويقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقول له: إنه من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، قبل منه رسول الله وأسقط ما كان قبل ذلك. فأسلم كعبٌ وقال القصيدة التي اعتذر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها: " بانت سعاد فقلبي اليوم متبولُ " ، ثم أقبل حتى أناخ راحلته بباب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وكان مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه مكان المائدة من القوم ، حلقةً ثم حلقة ثم حلقة ، وهو في وسطهم، فيقبل على هؤلاء فيحدثهم، ثم على هؤلاء ثم هؤلاء، فأقبل كعبٌ حتى دخل المسجد، فتخطى حتى جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، الأمان. قال: ومن أنت؟ قال: كعب بن زهير. قصيدة كعب ابن زهير في مدح الرسول. قال: أنت الذي تقول ، كيف قال يا أبا بكر؟ فأنشده حتى بلغ: سقاك أبو بكر بكأسٍ روية *** وأنهلك المأمور منها وعلكا فقال: ليس هكذا قلت يا رسول الله ، إنما قلت: سقاك أبو بكرٍ بكاسٍ روية *** وأنهلك المأمون منها وعلـكا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مأمونٌ والله " ، وأنشده:: " بانت سعاد فقلبي اليوم متبول " ، حتى أتى على آخرها. "
وقد أسندها الحاكم فقال: أخبرني أبو القاسم عبد الرحمن بن حسين بن أحمد حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثني الحجاج بن ذي الرقيبة عن عبد الرحمن بن كعب بن زهير بن أبي سلمى المزني عن أبيه عن جده قال: "خرج كعب وبجير ابنا زهير حتى أتيا أبرق العرّاف فقال بجير لكعب: أثبت في عجل هذا المكان حتى آتي هذا الرجل -يعني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) - فأسمع ما يقول، فثبت كعب وخرج بجير فجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعرض عليه الإِسلام فأسلم فبلغ ذلك كعبًا فقال: ألا ابلغا عني بُجيرًا رسالة، (وذكر الأبيات المتقدمة) فلما بلغت الأبيات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أهدر دمه فقال: من لقي كعبًا فليقتله. فكتب بذلك بجير إلى أخيه يذكر له أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أهدر دمه ويقول له: النجا وما أراك تفلت، ثم كتب إليه بعد ذلك: اعلم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يأتيه أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله - إلا قبِل ذلك فإذا جاءك كتابي هذا فأَسْلِم، وأَقْبِلْ، فأسلم كعب، وقال القصيدة التي يمدح فيها رسول الله... (3) ". كعب بن زهير: قصيدة ( البردة) في مدح الرسول (ص)، نظرة تحليلية، حياته لــ الكاتب / كريم مرزة الأسدي. ورواه البيهقي في (الدلائل (4)) من طريق الحاكم، والحجاج بن ذي الرقيبة وأبوه وجده لم أقف لهم على ترجمة.
(2) م. ن. (3) (تاريخ الأدب العربي): حنا فاخوري – المطبعة البولسية – بيروت. (4) (مجالس ثعلب): أبو العباس ثعلب النحوي الكوفي – – الوراق – الموسوعة الشاملة. (5) (البداية والنهاية): الامام الحافظ ابي الفداء اسماعيل بن كثير الدمشقي – تح علي شيري – الطبعة الاولى 1408 هـ 1988 م – دار احياء التراث العربي. (6) (مجالس ثعلب) م. س. (7) ( البداية والنهاية): ابن كثير – موقع اليعسوب – الموسوعة الشاملة. قصيده كعب بن زهير في مدح الرسول تحضير. (8)(خزانة الأدب): عبد القادر البغدادي – – تح عبد السلام محمد هارون – مكتبة الخانجي بالقاهرة. (9) (ثلاثية البردة بردة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم): حسن حسين – ط1 1400 هـ – دار الكتب القطرية – الدوحة. (10) (خزانة الأدب): – م. س. تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
(4) ويذكر ابن كثير في (بدايته ونهايته) رواية أخرى ، وعلى العموم الروايات عن سيرة الرسول (ص) ، وأحاديثه ، تـُمحّص كثيرا ، ويُبحث عن سندها، وثقة رجالها ، فهي أقرب لواقع حالها، وإن اختلف بعض مضامينها، إليك ملخص ابن الكثير، وقارن: في موسم حج سنة ثمان هـ ، بقى أهل الطائف على شركهم من ذي القعدة حتى رمضان سنة تسع هـ، ولمّا قدم رسول الله (ص) من منصرفه عن الطائف ، كتب بجير بن زهير ابن أبي سلمى إلى أخيه لابويه كعب بن زهير يخبره أن الرسول لا يقتل أحدا جاءه تائبا ، وإن أنت لم تفعل فانج إلى نجائك من الارض. وكان كعب قد قال: ألا بلغا عني بجيرا رسالة ***فويحك فيما قلت ويحك هل لكا فبين لنا إن كنت لست بفاعل ٍ**** على أي شئٍ غير ذلك دلكا على خلق لم ألف يوماًاً أباً له ***عليه وما تلقى عليه أبا لكا فإن أنت لم تفعل فلست بآسف ٍ**** ولا قائل إما عثرت لعالكا سقاك بها المأمون كأسا روية ** فأنهلك المأمون منها وعلكا قال ابن إسحاق: وبعث بها إلى بجير، فلما أتت بجير أكره أن يكتمها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنشده إياها، فقال رسول الله (ص) لما سمع (سقاك بها المأمون): " صدق وإنه لكذوب أنا المأمون ، ولما سمع (على خلق لم تلف أما ولا أبا … عليه) – كذا – قال: " أجل لم يلف عليه أباه ولا أمه ".