رواه الترمذي ( 2477) وصححه ، وصححه الألباني. فقوله ( فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقَدَحَ فَوَضَعَهُ عَلَى يَدَيْهِ): يدل على أن الإناء كان كبيراً فاحتاج لكلتا اليدين لأن يوضع فيهما ، ويُفهم منه: جواز استعمالهما للشرب منه. 2. عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَرِبَ مِنْ زَمْزَمَ مِنْ دَلْوٍ مِنْهَا وَهُوَ قَائِمٌ. رواه البخاري ( 1556) ومسلم ( 2027). ويقال فيه ما قيل في الإناء ، وإذا كان في الآنية ما هو صغير ويحمل بيد واحدة: فإنه لا يقال ذلك – غالباً – في " الدلو " ، فالذي يظهر أنه صلى الله عليه وسلم حمل الدلو بكلتا يديه ، وشرب منه. 3. الاكل باليد اليسرى حكم. عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عُمَر عَنْ جَدَّته كَبْشَة قَالَتْ: (دَخَلَ عَلَيَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي الْبَيْت قِرْبَة مُعَلَّقَة فَشَرِبَ قَائِمًا فَقُمْت إِلَى فِيهَا فَقَطَعْته). رواه الترمذي(1892) وصححه ، وابن ماجه ( 3423) ، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي ". 4- وقد جاء في حديث صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم همَّ أن يشرب بيديه ، وهو تفسير " الكِراع " الذي جاء في الحديث عند بعض العلماء.
لذا فما حكم الأكل بالشمال ؟ الذي عليه جماهير أهل العلم أن الأمور التي مايسمى فيها بالآداب مثل حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي أوصى فيه الأكل باليمنى ، إذا أعطى أحدكم فليعطي بيمينه ، وكل مايتعلق بالآداب يقول أهل العلم الأصل فيما أمر به من الآداب أنه مستحب ، والأصل فيما نهي عنه من الآداب أنه مكروه ولا يصل إلى التحريم. وبعض أهل العلم ذهب إلى التحريم لقول الرسول صلى الله عليه وسلم فإن الشيطان يأكل بشماله ، من باب عدم التشبه بالشيطان. والأقرب والعلم عند الله أن الأكل بالشمال مكروه ولا يصل إلى التحريم ، ومع هذا الإنسان لا ينبغي أن يأكل بشماله ، إلا إذا احتاج إلى ذلك فلا بأس ، إذا احتاج أن يأكل بشماله أو يشرب فجائز ، ولكن تركه هو الأصل ، فالإنسان لا يفعل المكروه ، ونحن كمسلمين يجب أن نتبع أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى " و مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" (الحشر، الآية 7) ، سواء كان على سبيل التحريم أو سبيل الكراه ، أو على سبيل الوجوب أو سبيل الاستحباب.