كل نفس ذائقة الموت ثُم إلينا ترجعون | عبدالرحمن مسعد - YouTube
قوله تعالى:{كل نفس ذائقة الموت هذي الاية تعتبر من كنوز القران الكريم ففي قوله تعالى: كل نفس ذائقة الموت و انما توفون اجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار و ادخل الجنة فقد فاز و ما الحياة الدنيا الا متاع الغرور [ال عمران: 185]. فى هذي الاية اخبار من الله عز و جل بحصول الموت لكل نفس، وانة بعد الموت يجازي جميع بما عمل، ان خيرا فخير، وان شرا فشر، والموت هو الفاصل بين الدنيا و الاخره وكل من ما ت جاءت ساعتة و قامت قيامته، وانتقل من دار العمل الى دار الجزاء، ومن كان موجودا فاخر الزمان يموت عند النفخ فالصور النفخة الاولي و بذلك يصبح الموت ربما حصل للاولين و الاخرين. ومثل هذي الاية قول الله عز و جل: كل نفس ذائقة الموت بعدها الينا ترجعون [العنكبوت: 57]، وقوله: {كل نفس ذائقة الموت و نبلوكم بالشر و الخير فتنة و الينا ترجعون [الانبياء: 35] وقد اورد البخارى فكتاب الرقاق من صحيحة باب فالامل و طوله اثرا عن على رضى الله عنه فقال: ( و قال على بن ابي طالب: ارتحلت الدنيا مدبره، وارتحلت الاخرة مقبله، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من ابناء الاخرة و لا تكونوا من ابناء الدنيا، فان اليوم عمل و لا حساب، وغدا حساب و لا عمل)).
قال ابن كثير فتفسير هذي الايه: يخبر تعالى اخبارا عاما يعم كل الخليقة بان جميع نفس ذائقة الموت، كقوله تعالى: {كل من عليها فان و يبقي و جة ربك ذو الجلال و الاكرام} فهو تعالى و حدة هو الحى الذي لا يموت، والجن و الانس يموتون، وايضا الملائكة و حملة العرش، وينفرد الواحد الاحد القهار بالديمومة و البقاء، فيصبح اخرا كما كان اولا).
وقد نقل النووي تفسير جملة (أو خاصة أحدكم) بأنها الموت يأتي فيحول بين المرء وبين العمل حتى يتمنى المرء أن يرجع إلى الدنيا ليتمكن من عمل صالح طالما أعرض عنه في دار الدنيا. وقال عونُ بنُ عبد الله: ما أنزل الموتَ كُنْهَ منْزلته مَنْ عدَّ غداً من أجله. كم من مستقبل يوماً لا يستكمِلُه، وكم من مؤمِّل لغدٍ لا يُدرِكُه، إنَّكم لو رأيتم الأجلَ ومسيرَه، لأبْغَضتُم الأمل وغُرورَه، وكان يقولُ: إنَّ من أنفع أيام المؤمن له في الدنيا ما ظن أنَّه لا يدرك آخره. وكانت امرأةٌ متعبدة بمكة إذا أمست قالت: يا نفسُ، الليلةُ ليلتُك، لا ليلةَ لكِ غيرها، فاجتهدت، فإذا أصبحت، قالت: يا نفس اليومُ يومك، لا يومَ لك غيره فاجتهدت. تفسير قوله تعالى: كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون. وقال بكرٌ المزنيُّ: إذا أردت أنْ تنفعَك صلاتُك فقل: لعلِّي لا أُصلِّي غيرها، وهذا مأخوذٌ مما رُوي عن النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال (صلِّ صلاة مودِّع). وأقام معروفٌ الكرخيّ الصّلاةَ، ثم قال لرجل: تقدَّم فصلِّ بنا، فقال الرجل: إنِّي إنْ صليتُ بكم هذه الصلاة، لم أُصلِّ بكم غيرَها، فقال معروف: وأنتَ تحدِّث نفسك أنّك تُصلِّي صلاةً أخرى؟ نعوذُ بالله من طولِ الأمل، فإنَّه يمنع خيرَ العمل.