[11] شاهد أيضًا: انتشار الدين الاسلامي هو الموضوع الرئيسي لسورة في ختام مقال شروط الجهاد في سبيل الله ، نكون قد بيّنا معنى الجهاد ومفهومه وذكرنا شروطه، وقد تمّ في المقال بيان من يسقط عنهم الجهاد وحكم الجهاد ومتى يكون فرض عين، وختم المقال ببيان فضل الجهاد وأهميّته وعقوبة ترك الجهاد.
شروط الجهاد في سبيل الله هي ما حددّها الشرع الحكيم لمشروعية الجهاد ووجوبه ولزوم القيام به، فالدين الإسلامي يقوم على أركانٍ خمسة، وهي الشهادتين والصلاة والصيام والزكاة وحجّ البيت لمن استطاع إليه سبيلًا، وإنّ الجهاد هو ذروة سنام الإسلام الذي يعين على تطبيقه ويساعد في انتشاره، كما أنّه لا يسمح للمتطاولين بالتطاول عليه، وعبر موقع المرجع سيتمّ بيان وتوضيح الشّروط اللازمة للجهاد، وتعريفه وحكمه وفضل الجهاد في سبيل الله.
لقد حث الله سبحانه وتعالي جميع المسلمين على ضرورة القتال و الجهاد في سبيل الله من أجل نشر كلمة الحق وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، ولقد عظم الله من مكانة الجهاد وذلك نظرًا للأهمية الكبيرة له في حماية الدين والمسلمين، وقام الدين الإسلامي بوضع شروط معينة للجهاد وواجبات يجب على الجميع الإلتزام بها، ونلاحظ أن جميع غزوات وفتوحات المسلمين ساعدت في الكشف عن سماحة الدين الإسلامي وذلك حينما دخل الكفار في الإسلام، وسوف نتعرف من خلال المقال على المفهوم الحقيقي للجهاد في الإسلام وأهم أنواعه والمكانة العظيمة لمن يجاهد في سبيل المثال. مفهوم الجهاد في سبيل الله يعد الجهاد من أعظم الأمور التي أكد عليها الدين الإسلامي وهو يدور في جميع ومختلف ميادين الحياة السياسية المختلفة وكذلك في ميادين الحياة الإجتماعية والإقتصادية، فمن الناحية اللغوية نلاحظ أن الجهاد يقصد به استفراغ جميع ما في وسع الإنسان من قول وفعل أيضًا، فعلي سبيل المثال يقال جاهد شخص ما أي أنه قام ببذل جميع ما في وسعه من أجل السعي لهدف معين ومن الملاحظ أن مجاهدة النفس يقصد بها جهاد النفس بمنعها عن فعل المنكر والشهوات وسعيها دائمًا لإرضاء الله سبحانه وتعالى.
الآيات التي تحدثت عن الجهاد بلفظ: النفير و هي ست آيات: النساء 71، التوبة 38-39-41-81-122. فالجهاد مكانته عالية جدا في الإسلام، و لذلك ذكره الله في القرآن الكثير من المرات و أثنى على المجاهدين و وعدهم بالجنة و النعيم المقيم، و الجهاد في سبيل الله بالنفس و بالمال. فهؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم إذا نودي للجهاد وجدتهم يبذلون النفس و المال غير آبهين بالدنيا، و هذا عثمان رضي الله عنه يعبأ الجيش في غزوة حنين، الجيش الذي عرف بجيش العسرة. عبأه ب1000 دينار و 750 من الإبل و 50 من الخيل و غير ذلك مما رواه أهل السير. متى وجب الجهاد على المسلمين ؟ لما هاجر رسول الله ﷺ من مكة إلى المدينة المنورة، ثم حدثت بعض الأحداث في تلك السنة، أنزل الله الآية: << أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) >> الحج. فهنا جاء الإذن بالقتال، و لكن ليس على سبيل الوجوب، ثم نزلت آيات أخرى توجب القتال على المسلمين في نفس السنة، و اختلف العلماء في الوقت الذي وجب فيه الجهاد بالضبط، لكنه وجب، و الراجح أنه في آخر السنة الأولى من الهجرة. و كان أول الجهاد في الإسلام غزوة بدر، و إن كان قبلها بعض السرايا لكن لم يقع فيها القتال.
رأي الشافعيّة وسعيد بن المسيّب وابن قدامة: قال هؤلاء بأن الجهاد هو فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل. رأي ابن عمر وعطاء والثوري وابن شبرمة: قالوا إن الجهاد ليس فرض عين ولا فرض كفاية ولكنه مندوب، ولكن هذا الرأي هو غاية في الضعف ولم يقبله الكثير من علماء المسلمين. الحِكمة من الجهاد في سبيل الله هناك حكمة عظيمة لأجلها شرّع الله الجهاد، تعرف عليها فيما يلي: [٦] عبادة الناس لله تعالى وحده وترك ما يعبدون من دونه، فقال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّـهِ فَإِنِ انتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ} [٧]. ردّ المعتدين عن الإسلام والمسلمين، فقال تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [٨]. إزالة الفتنة عن الناس، والفتنة نوعان؛ فتنة ما يمارسه الكفار على المسلمين من التضييق والتعذيب ليرتدوا عن دينهم، وفتنة الكفار أنفسهم لأنهم يرفضون سماع الحق واتباعه. حماية الدولة الإسلاميّة من شر الكفر والكُفار. إذلال الكفار وتخويفهم وإرهابهم، فقال تعالى: {وَأَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَّةٍ وَمِن رِباطِ الخَيلِ تُرهِبونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّـهِ وَعَدُوَّكُم} [٩].
الحمد لله الذي أمر بالجهاد. لتطهير الأرض من الكفر والفساد. ووعد المجاهدين بعظيم الأجر والثواب. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله جاهد في الله حق جهاده بالقلب واللسان. والدعوة والبيان. وبالسيف والسنان. فكان كل عمره في الجهاد. وكل ساعاته صلاح ورشاد. صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين بذلوا نفوسهم وأموالهم في الجهاد في سبيل الله طاعة لله وطلباً لثوابه، وسلم تسليماً كثيراً.
وقال صلى الله عليه وسلم: « الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة » (رواه البخاري رقم 2849، ومسلم رقم 1871).