تفسير السعدي: { فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ} أي: الشدة التي وقع فيها. { وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} وهذا وعد وبشارة، لكل مؤمن وقع في شدة وغم، أن الله تعالى سينجيه منها، ويكشف عنه ويخفف، لإيمانه كما فعل بـ " يونس " عليه السلام. تفسير القرطبي قوله تعالى: وكذلك ننجي المؤمنين أي نخلصهم من همهم بما سبق من عملهم. وذلك قوله: فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون وهذا حفظ من الله - عز وجل - لعبده يونس رعى له حق تعبده ، وحفظ زمام ما سلف له من الطاعة. وقال الأستاذ أبو إسحاق: صحب ذو النون الحوت أياما قلائل فإلى يوم القيامة يقال له ذو النون ، فما ظنك بعبد عبده سبعين سنة يبطل هذا عنده! لا يظن به ذلك. من الغم أي من بطن الحوت. دعاء المجير - شبكة مدينة الحكمة. قوله تعالى: وكذلك ننجي المؤمنين قراءة العامة بنونين من أنجى ينجي. وقرأ ابن عامر ( نجي) بنون واحدة وجيم مشددة وتسكين الياء على الفعل الماضي وإضمار المصدر أي وكذلك نجي النجاء المؤمنين ؛ كما تقول: ضرب زيدا بمعنى ضرب الضرب زيدا وأنشد [ للشاعر جرير]: ولو ولدت قفيرة جرو كلب لسب بذلك الجرو الكلابا أراد لسب السب بذلك الجرو. وسكنت ياؤه على لغة من يقول بقي ورضي فلا يحرك الياء.
تاريخ الإضافة: 9/11/2017 ميلادي - 20/2/1439 هجري الزيارات: 6309 ♦ الآية: ﴿ ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾. الدعاء بدعوة ذي النون - الإسلام سؤال وجواب. ♦ السورة ورقم الآية: يونس (103). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ ثمَّ ننجي رسلنا والذين آمنوا ﴾ هذا إخبارٌ عما كان الله سبحانه يفعل في الأمم الماضية من إنجاء الرُّسل والمُصدِّقين لهم عما يعذِّب به مَنْ كفر ﴿ كذلك ﴾ أَيْ: مثل هذا الإِنجاء ﴿ ننج المؤمنين ﴾ بمحمد صلى الله عليه وسلم من عذابي. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنا ﴾، قَرَأَ يَعْقُوبُ نُنَجِّي خَفِيفٌ مُخْتَلِفٌ عَنْهُ، ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا ﴾، مَعَهُمْ عِنْدَ نُزُولِ الْعَذَابِ مَعْنَاهُ: نَجَّيْنَا مُسْتَقْبَلٌ بِمَعْنَى الْمَاضِي، ﴿ كَذلِكَ ﴾، كَمَا نَجَّيْنَاهُمْ، ﴿ حَقًّا ﴾ وَاجِبًا، ﴿ عَلَيْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾، قَرَأَ الْكِسَائِيُّ وَحَفْصٌ وَيَعْقُوبُ نُنَجِّي بِالتَّخْفِيفِ والآخرون بالتشديد، ونجا وَأَنْجَى بِمَعْنًى وَاحِدٍ. تفسير القرآن الكريم
قال أبو جعفر: والصواب من القراءة التي لا استجيز غيرها في ذلك عندنا ما عليه قرّاء الأمصار ، من قراءته بنونين وتخفيف الجيم ، لإجماع الحجة من القرّاء عليها وتخطئتها خلافه. زر الذهاب إلى الأعلى
كذلك حقا علينا أي واجبا علينا; لأنه أخبر ولا خلف في خبره. وقرأ يعقوب. ثم ننجي مخففا. وقرأ الكسائي وحفص ويعقوب. ننجي المؤمنين مخففا; وشدد الباقون; وهما لغتان فصيحتان: أنجى ينجي إنجاء ، ونجى ينجي تنجية بمعنى واحد.
واختلفت القراء في قراءة قوله ﴿نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾ فقرأت ذلك قراء الأمصار، سوى عاصم، بنونين الثانية منهما ساكنة، من أنجيناه، فنحن ننجيه، وإنما قرءوا ذلك كذلك وكتابته في المصاحف بنون واحدة، لأنه لو قرئ بنون واحدة وتشديد الجيم، بمعنى ما لم يسم فاعله، كان "المؤمنون" رفعا، وهم في المصاحف منصوبون، ولو قرئ بنون واحدة وتخفيف الجيم، كان الفعل للمؤمنين وكانوا رفعا، ووجب مع ذلك أن يكون قوله "نجى" مكتوبا بالألف، لأنه من ذوات الواو، وهو في المصاحف بالياء.
وإن استفتح به في الدعاء ثم دعا بعد ذلك بحاجته فهو حسن أيضا؛ لأن الدعاء بالحاجة مشروع؛ والاستكثار من الأدعية والجمع بينها الأصل فيه المشروعية أيضا. وهذا هو أحد الوجهين لأهل العلم في فهم معنى الدعاء الوراد في هذا الذكر. قال الأمير الصنعاني رحمه الله تعالى: " فإن قيل: هذا ذكر لا دعاء! قلنا: هو ذكر يفتح به الدعاء ثم يدعو بما شاء " انتهى من "التنوير" (6 / 98). والله أعلم.