بل لقد استطاع الرسم أن يؤثر في الواقع الاجتماعي بشكل عام. فأصبحت مصطلحاته هي المصطلحات الأدبية، وأصبحت مدارسه كذلك عناوين للمدارس الأدبية.. وهكذا أخذ من فن الكلمة وأعطاه، وكان التفاعل بينهما كبيرًا. كما كان للنظريات العلمية والاجتماعية والنفسية أثرها الواضح في اتجاهات مدارس الرسم والأدب على حد سواء. وفي هذا الفصل نحاول التعرف على بعض هذه المدارس أو النزعات في العصر الحديث، محاولين قدر الإِمكان تتبع تسلسلها الزمني، وإن كانت في كثير من الأحيان تتداخل وتتزامن مع بعضها بعضًا. وقد آثرت أن أبدأ بهذه المدارس قبل الحديث عن الرسم في الفن الإِسلامي ليكون القارئ على صلة بما تعنيه تلك الأسماء، وما ترمز إليه من مضمون. المدارس: 1 - فن البلاط: شهد القرن السادس عشر الميلادي قمة عصر النهضة في إيطاليا، وقد تمثلت هذه القمة بالفنانين الثلاثة: ليوناردو دافنشي (1452 - 1519) ومايكل انجلو (1475 - 1564) ورفائيل (1483 - 1520) وبعد أفول هذا القرن في إيطاليا، تمركزت معظم النشاطات الفنية في باريس. إستفتاء .. من يريد تعلمّ الرسم على السيراميك ؟؟؟. وقد اهتم البلاط الفرنسي بالفن منذ عهد الملك فرنسيس الأول الذي استقدم الرسام الشهير دافنشي من ايطاليا عام 1516، وكان الفن يسمى بـ«فن البلاط» أو «فن الركوكو» وكان يمثل الرفاهية بكل أبعادها.
حول بلاط عرفان الدولي تصميم، تصنيع و تركيب البلاط الإيراني المصنوع يدويا لاعمال الديكور الداخليه والخارجيه
من مدارس الرسم ومذاهبه في العصر الحديث فن البلاط والكلاسيكية الغاية من هذا الباب، أن نلم بفكرة عامة عن الفنون الإِسلامية، وأثر الإِسلام فيها، وكان حديثنا عامًا ضمن إطار من الخطوط العريضة. إذ ليست الغاية الحديث عن الجزئيات وإنما عن الكليات. وقد آثرت أن أتوسع في فن الرسم باعتباره الفن التشكيلي الأول، ولذا كان من الضروري أن يكون لدينا فكرة ما عن تلك الأسماء والمسميات، فكان الفصل الأول عن مدارس الرسم الغربية. وفي نهاية الحديث عن الرسم كان لنا وقفة مع تلك المطاعن والانتقادات التي توجه إلى الفن الإِسلامي عمومًا وإلى فن الرسم منه خاصة. وأما فن المعمار والفنون التطبيقية فالغاية الوقوف على فكرة عامة.. وأما فن السماع فقد أردنا الانتقال به من المفهوم الضيق إلى المفهوم الواسع الذي رعاه المنهج الإِسلامي. 50 الأفكار الأصلية كيفية رسم البلاط!. وفن الكلمة له كتبه.. ولكن ما قصدناه هو التنبيه على أن تكون النظرة إليه نظرة شمولية. وبهذا نكون قد استوفينا الحديث عن الخارطة العامة للفنون الإِسلامية. مدارس الرسم ومذاهبه في العصر الحديث: استطاع الرسم في الآونة الأخيرة أن يستحوذ على القسط الأكبر من كلمة «الفن» حتى كادت هذه أن تكون مرادفة لكلمة الرسم، وأضحت كلمة فنان تساوي تقريبًا كلمة رسام.
وقد وصل إلى ذروته في عهد لويس السادس عشر وماري انطوانيت. 2 - الكلاسيكية: وجاءت الثورة الفرنسية.. التي امتد تأثيرها إلى التصوير، فخرج من بلاط الملوك ليلتقي بالناس والطبيعة والحياة اليومية. وهكذا نشأت النزعة الكلاسيكية الجديدة على يد الفنان «دافيد» (1748 - 1825)، وكان قد ساعد على ظهورها اكتشاف بعض التماثيل الرومانية، في ايطاليا، وهي تحاكي الفن الإِغريقي القديم، وذلك في عهد لويس الخامس عشر. وترى الكلاسيكية الجديدة في الفن اليوناني المثل الأعلى للجمال، وتحترم القواعد الفنية التي التزمها الفنان اليوناني القديم، من وحدة وإيقاع وانسجام وتنسيق. وبانتهاء حياة دافيد انتهى تقريبًا عهد الكلاسيكية الجديدة. وقد كان لهذه المدرسة قواعدها الصارمة، ومنها: • نبل الموضوع: الذي يعني موقفًا أسطوريًا، أو يصور آلهة إغريقية، أو الأبطال القدامى أو الملوك أو المواقف الدينية. • انتفاء الجانب العاطفي: فهي كالكلاسيكية القديمة ينبغي ألا تظهر العواطف والانفعالات ولا بد أن تكون الوجوه رصينة هادئة.. مهما كان الشأن. • مثالية الهدف: بحيث تعبر الأعمال الفنية عن الجلال والجمال والعظمة. وفي سبيل ذلك يتم تحوير الطبيعة حتى تبدو مثالية.