[تعس عبد الدينار] عبد الدينار له صفات يعرف من خلالها، وقد تحدث عنها الشيخ في هذا الدرس، وتطرق إلى مسألة المال في الشرع من حيث امتلاكه، ففرق بين الامتلاك وبين العبودية لهذا المال. وفي الجزء الثاني من الدرس تكلم عن صفات بشَّر النبي صلى الله عليه وسلم من اتصف بها بالجنة. فإلى هذا الدرس لعل الله أن ينزع حب المال من القلوب، ويقذف فيها حب الآخرة والبذل من أجلها.
موقع آثار الصوتيات خطب الجمعة تعس عبد الدينار القائمة الرئيسية لوحة تاريخ العالم العربي أرشيف المقالات الأسبوعية القائمة البريدية الاستفتاء ماتقييمك لمحتوى الموقع ؟ القسم: خطب الجمعة الزيارات 1552 تاريخ الإضافة: 3/11/2013 حفظ المحاضرة: ( 0) جميع الحقوق محفوظة لموقع Powered by: Islamec magazine V6 -
وكان الحسن – رحمه الله – يحلف بالله: "ما أعز أحد الدرهم إلا أذله الله" 8. وجاء في كتاب (عدة الصابرين) لابن القيم أنه قال: "جميع الأمم المكذبة لأنبيائهم إنما حملهم على كفرهم وهلاكهم حب الدنيا، فإن الرسل لما نهوهم عن الشرك والمعاصي التي كانوا يكسبون بها الدنيا حملهم حبها على مخالفتهم وتكذيبهم؛ فكل خطيئة في العالم أصلها حب الدنيا، فحب الدنيا هو الذي عمر النار بأهلها". وأقل ما في حبه أن يلهي عن حب الله وذكره، ومن ألهاه ماله عن ذكر الله تعالى فهو من الخاسرين 9. ولا ينسى أحدنا ما فعله المال الحرام بقارون حتى جعله يتكبر بنفسه، وأنه لم يأته الله هذا المال إلا لأنه يستحقه، وأنه لم يأته إلا من طُرُقه الحكيمة، فأخزاه الله في الدنيا والآخرة، {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ} (81) سورة القصص. على أنَّ الإنسان لا يستغني عن المال، بل هو عصب الحياة الذي لا تقوم معايش الناس إلا به، ولكن المذموم من ذلك ما ألهى عن الله والدار الآخرة، وأدى إلى الظلم والغش والخداع، وترك الواجبات من صلاة وزكاة وصيام وغير ذلك. أسأل الله العظيم أن يصلح منا ما فسد، وأن يجعلنا من عباده المؤمنين المخلصين، آمين.
، ولكن النفس والقلب إذا كان فارغاً من معرفة الله تعاظمت هذه الأمور في قلبه، فصارت حُجبًا تحجبه عن الله والدار الآخرة. وهكذا الذين يتعلقون بالصور قد يرسل لصاحبه في الجوال الذي يعشقه ويظنها أخوّة في الله، أو البنت ترسل لصاحبتها، أو شاب يتعلق بفتاة، عبارات لا تصلح أبداً من جهة العقيدة، بل بعضهم يقول: ليتني أحب الله كما أحبكَ، وآخر يقول: ليتني أحب النبي ﷺ كما أحبكَ، وآخر يقول: لا أريد أن أدخل الجنة إذا ما كنتَ معي فيها، إلى هذا الحد؟! ، فهذا ماذا يقال له؟ يقال له: عبد الصورة. هذه الأمور التي ذكرها النبي ﷺ تعلَّقَ القلب بها من نتيجة ذلك قال: إن أُعطي رضي، وإن لم يُعطَ لم يرضَ بمعنى: أن الرضا عنده والسخط ليس متعلقاً بمحابّ الله ومساخطه، ليس متعلقاً بانتصار الإسلام، وظهور الدين على سائر الأديان أو نحو ذلك، إنما ذلك مرتبط عنده بالأخذ والمنع، كما قال الله عن المنافقين: أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ [الأحزاب:19] بمعنى: أنهم لا يقدمون شيئاً على قول الجمهور في تفسير الآية، لا يقدمون لكم شيئاً لا مالا، ولا رأيًا، ولا غير ذلك مما تنتفعون به.