وقال ديفس إن الطرق التي كان يستعملها البحارة الصينيون في عمل الإبرة تدل على أنهم لم يستعينوا بغيرهم من بحارة الأمم، إذ لو استعانوا واطلعوا على الآت غيرهم لاستطاعوا أن يحسنوا صنعها ولما عملوها بالشكل الذي وجدت فيه عندهم، ويقول أيضاً: إن العرب بطريقة غير معروفة اقتبسوا آلة بيت الإبرة عن البحارة الصينيين وأنه عن طريق المسلمين دخل هذا الاختراع أوربا.
جاء في مقال (العرب والبحار) بأن أبن ماجد هو الذي اخترع (الإبرة المغناطيسية) أو أنه هو (مخترع الإبرة المغناطيسية) وهذا النص هو الذي حفزني إلى التعليق. مجلة الرسالة/العدد 306/العالم يتطلع إلى حدودنا المصرية - ويكي مصدر. ما لا ريب فيه أن نسبة اختراع بيت الإبرة إلى ابن ماجد (أحد نوابغ المسلمين في الملاحة) خطأ وليس فيها شيء من الصحة. فقد ثبت لدى العلماء والباحثين أن استعمال الإبرة المغناطيسية كان معروفاً في أواخر القرن الحادي عشر للميلاد بينما ابن ماجد وجُد في القرن التاسع للهجرة أو القرن الخامس عشر للميلاد، فالقول بأنه هو مخترع الإبرة المغناطيسية غلط، ولا يرتكز على منطق عدا كونه خلاف الواقع. وقد تكون هذه النسبة آتية عن مهارته في تسيير السفن وعن براعته في فن الملاحة، وعن وقوفه على أصول الإبرة المغناطيسية، وكيفية استعمالها وفهمه المبادئ المنطوي عليها عملها.
ولدى قراءة تاريخ العرب للعلامة سيديو نجد أنه ينفي كون البحارة الصينيين استعملوا الإبرة المغناطيسية في الأسفار البحرية ويدعم قوله هذا بما يلي: (.... وكيف يظن أنهم (أي أهل الصين) استعملوا بيت الإبرة مع أنهم لم يزالوا إلى سنة 1850م يعتقدون أن القطب الجنوبي من الكرة الأرضية سعير تتلظى... ) وهو القائل أيضاً بأن العرب استعملوا بيت الإبرة في القرن الحادي عشر للميلاد في الأسفار البحرية والبرية وفي ضبط المحاريب يظهر مما مر أنه ما من أحد بحث في هذه الآلة وتاريخ استعمالها واستطاع أن يصل إلى نتائج حازمة شافية تزيل شكاً اكتنف هذا الموضوع، وغموضاً استولى عليه. معلومات عن الحيوانات ! هل تعلم عن الحيوانات ؟ معلومات غريبة عن الحيوانات : animals-wd. وعلى كل حال يمكننا القول بأن العرب عرفوا شيئاً عن المغناطيس، وأنهم عرفوا فيه خاصتي الجذب والاتجاه، وأنهم على الأرجح أول من استعملها في عمل الإبرة في الأسفار البحرية وأن آلة (بيت الإبرة) واستعمالها في الملاحة دخلاً أوروبا عن طريق البحارة المسلمين وبينما أنا أهيئ هذا المقال قرأت مصادفة في أحد أعداد مجلة الهلال (مجلد 30 ج7) مقالاً عنوانه (العرب والبحار) بقلم الأستاذ المحقق عبد الله مخلص، وقد وجدت فيه شيئاً عن اختراع بيت الإبرة المغناطيسية فلم أشأ أن أمر على ذلك دون تعليق.
حمدًا لمن يعلم حال كل محوّل الواحد الأحد، والصلاة والسلام الأكملان الأتمان على أحمد خير من عبد، وعلى آله وصحبه الهادين لإرشاد الطرق وطرق الرشد، ما حصلت في الأذهان ماهية أفراد العدد، وخالف كل فرد من الأفراد الآخر بما يعرض له من العوارض أو معه فيها اتحد. أما بعد فهذه وريقات تشمل على بعض قواعد كلية غريبة وفوائد فريدة عجيبة، مما ابتكرته فكرتنا الجامدة واقتضته قريحتنا الجاهدة في كيفيات تحويلات بعض الأنواع المقدارية إلى بعض كتحويل الأرطال إلى الأقق [1] والأقق إلى الأرطال والأرطال إلى الرطيلات والرطيلات إلى الأرطال والدراهم إلى المثاقيل والمثاقيل إلى الدراهم والأكياس الرومية [2] إلى الأكياس المصرية والأكياس المصرية إلى الأكياس الرومية. وزدت لذلك بعض نكت غريبة مثل كيفية استخراج حصة كامل القرية من حصة بعضها وحصة بعضها من حصة كاملها وغير ذلك من الفوايد الفريدة كتحويل الكسور مطلقا إلى القراريط والقراريط إلى الكسور، خادما بذلك حضرة عين أرباب الأقلام والأرقام وفخر عظماء الكتاب وكتاب عظماء الأنام خادم الدولة العثمانية والكشيدة السلطانية من أعين العين عناية المعيد المبدي غرة جبهة جواد الجهر مولانا عثمان أفندي إسماعيل أفندي لا زالت أقدم الأقلام ساعية في مصادر الخيرات لديه بالإنعام، وأرباب الأفهام مادحة محاسن أوصافه الحسان بالنثار والنظام، ما دامت تستخرج الحساب بقوانين الحساب كل مجهول وتبرهن عليها ببراهين العقول وصحيحات النقول آمين.