وإنما هذا تقدّم من الله إلى هؤلاء الأعراب بالنهي, عن أن يكذّبوا ويقولوا غير الذي هم عليه في دينهم. يقول: الله محيط بكلّ شيء عالم به, فاحذروا أن تقولوا خلاف ما يعلم من ضمائر صدوركم, فينالكم عقوبته, فإنه لا يخفى عليه شيء.
سورة الهمزة: من الوحي الذي نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سورة الهمزة مكتوبة بسم الله الرحمن الرحيم وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ الَّذِي جَمَعَ مَالا وَعَدَّدَهُ يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ كَلاَّ لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ صدق الله العظيم سورة الهمزة فيديو تفسيرسورة الهمزة فيديو تفسير السعدي ويل لكل همزة لمزة " شر وهلاك لكل مغتاب للناس, طعان فيهم. " الذي جمع مالا وعدده " الذي جمع مالا, وأحصاه. " يحسب أن ماله أخلده " يظن أنه ضمن لنفسه بهذا المال الذي جمعه, الخلود في الدنيا والإفلات من الحساب " كلا لينبذن في الحطمة " ليس الأمر كما ظن, ليطرحن في النار التي تهشم كل ما يلقى فيها. " وما أدراك ما الحطمة " وما أدراك -يا محمد- ما حقيقة النار؟ " نار الله الموقدة " إنها نار الله المرقدة " التي تطلع على الأفئدة " التي من شدتها تنفذ من الأجسام إلى القلوب. " إنها عليهم مؤصدة " إنها عليهم مطبقة " في عمد ممددة " في عمد ممددة; لئلا يخرجوا منها
سورة العصر: من الوحي الذي نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سورة العصر مكتوبة بسم الله الرحمن الرحيم وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ صدق الله العظيم سورة العصر فيديو تفسيرسورة العصر فيديو تفسير السعدي " والعصر " أقسم الله بالدهر " إن الإنسان لفي خسر " على أن بني آدم لفي هلكة ونقصان. ولا يجوز للعبد أن يقسم إلا بالله, فإن القسم بغير الله شرك. " إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر " إلا الذين آمنوا بالله وعملوا عملا صالحا, وأوصى بعضهم بعضا بالاستمساك بالحق, والعمل بطاعة الله, والصبر على ذلك
فهذا مؤشّر على خللٍ كبيرٍ، ما أجدر العقلاء بالانتباه إليه، والعمل على تجاوزه. يُحدّثني أحدُ المشائخ الّذين فتح الله عليهم بحفظ كلام الله، فيقول: زرتُ وصاحبٌ لي رجلاً مريضاً منذ عدة سنوات، فسأل هذا الرجل المريض صاحبي: في كم تختم القرآن؟ فقال له صاحبي: في كلّ عشرة أيامٍ مرّةً. فقال له متعجّباً: في عشرة أيامٍ كاملة، ألا تخاف أن يُنتزع القرآن من صدرك، ألا تخشى أن تكون ممّن يهجر القرآن؟! الباحث القرآني| محرك بحث قراني. وأخذ يكرّرها، يقول ذلك الشيخ: فخشيتُ أن يسألني، لأنّي لا أختمه إلا كلّ أسبوعينِ مرّةً! فماذا إذن يُقال لأولئك الّّذين يمرُّ عليهم شهرٌ كاملٌ، بدون أن يختموا القرآن؟ بل ربما أكثر من ذلك كما حدّثني أحد حفّاظ القرآن عن نفسه، فكيف بغير الحافظين؟! وهم بالمقابل عاكفون على ذلك، فيما قلّ نفعه وكثر ضرره، ولا ريب أنّ حصانتهم في هذه الحالة، على ما يُبثُّ عبر هذه الشبكة من السّموم تكون واهيةً، وبالتّالي يكون تبريرهم لبقائهم عاكفين على الإنترنت، بأنّهم يستثمرون هذا الوقت في الدّعوة وما إليها، دعوى عريضةً تفتقر إلى البرهان! فلنراجع أنفسنا، ونقتدِ بمن أمرنا الله عزّ وجلّ بالاقتداء بهم، ولنقرأ من سيرهم، ولنغترف من سيرة أبي بكرٍ الصِّدِّيق، تلك المعاني التي جعلته يتّصف بوصف الأتقى، ولا ريب أنّ من جملتها تعهُّدَ القرآن بالرّعاية والتدبّر والعناية، ومن أدنى الدرجات في ذلك: أن يلتزم المسلم بتلاوة القرآن وتدبّره مرّةً واحدةً كلّ شهر، والعمل قرين التّدبّر.
ومن اللفات هنا أن يوسف - عليه السلام - من أهل بيت آتاه الله الحكمة، وعرف بتأويل الرؤى صغاره وكباره، ولهذا قال يعقوب - عليه السلام-: "لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلَى إِخْوَتِكَ" (يوسف: من الآية5)، فعَلِم أنهم سوف يعلمون تأويلها فربما نزغهم الشيطان إلى الكيد، فأمره بعدم قصها عليهم. يا بني! توجيه رفيق | موقع المسلم. ومن اللفتات أيضاً مبالغة يعقوب – عليه السلام - في تحذيره فهو لم يقل: فيكيدوك، بل قال: "فَيَكِيدُوا لَكَ" (يوسف: من الآية5) فضَمَّن معنى فعل يتعدى باللام، ليفيد معنى فعل الكيد، مع إفادة معنى الفعل المضمن، فيكون آكد وأبلغ في التخويف، وذلك نحو: فيحتالوا لك. واللفتات التربوية في هذه الآية كثيرة، ولعل من أهمها ما يلي: 1- البدء بما يسترعي انتباه الابن أو الطالب أو المقصود بالتوجيه، وهنا استرعى يعقوب سمع ابنه يوسف - عليهما السلام - بعبارة حانية محببة يقول فيها: (يا بني)! وفرق بين أن تجذب انتباه من تريد توجيهه بعبارة تلفت انتباهه نحو ما تقول فيلتفت إليك بوجهه وعقله، وبين أن تجذب انتباهه بعبارة زاجرة تجعل جل همه التفكير فيما يخلصه من الصراخ أو الزجر أو التوبيخ، فيترك ما نهي عنه للحظة، ثم يعود بعد مدة؛ لأنه ما تنبه إلى الحكم والأسباب، وإنما كان همه التخلص من العبارة المرعدة المرعبة: "يا ولد"!
وتأمّلوا هذا الحديث العظيم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديّين من بعدي، تمسّكوا بها وعضّوا عليها بالنواجذ) فمن أخذ به هُديَ ونجا، في خضمّ هذه الفتن التي تزلزل القلوب. ألا رضي الله عنهم، ووفّقنا إلى اتّباع هديهم، واحتذاء سبيلهم، وحشرنا يوم القيامة في زمرتهم!
مدير عام موقع الجريدة