وفي لفظ للإمام مسلم عن أبي موسى رضي الله عنه، قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أشياء كرهها. فلما أكثر عليه غضب، ثم قال للناس: (سلوني عما شئتم…) الحديث. الرواية الثانية: روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: كان قوم يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم استهزاء، فيقول الرجل: من أبي؟ ويقول الرجل تضل ناقته: أين ناقتي؟ فأنزل الله فيهم هذه الآية: {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} حتى فرغ من الآية كلها. الرواية الثالثة: روى الإمام أحمد، والترمذي، وابن ماجه عن عليٍّ رضي الله عنه، قال: لما نزلت هذه الآية {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا} (آل عمران:97) قالوا: يا رسول الله! أفي كل عام؟ فسكت، فقالوا: أفي كل عام؟ فسكت، ثم قالوا: أفي كل عام؟ فقال: (لا، ولو قلت: نعم، لوجبت) فأنزل الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} إلى آخر الآية. وفي رواية في "صحيح ابن حبان" عن أبي هريرة رضي الله عنه، جاء فيها: (فإنما هلك الذين قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء، فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم) وذكر أن هذه الآية التي في المائدة نزلت في ذلك: {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم}.
ثم قال البخاري: حدثنا الفضل بن سهل ، حدثنا أبو النضر ، حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا أبو الجويرية ، عن ابن عباس قال: كان قوم يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استهزاء ، فيقول الرجل: من أبي؟ ويقول الرجل تضل ناقته: أين ناقتي؟ فأنزل الله فيهم هذه الآية: ( يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم) حتى فرغ من الآية كلها. تفرد به البخاري. وقال الإمام أحمد: حدثنا منصور بن وردان الأسدي ، حدثنا علي بن عبد الأعلى ، عن أبيه ، عن أبي البختري - وهو سعيد بن فيروز - عن علي قال: لما نزلت هذه الآية: ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا) [ آل عمران: 97] قالوا: يا رسول الله ، كل عام؟ فسكت. فقالوا: أفي كل عام؟ فسكت ، قال: ثم قالوا: أفي كل عام؟ فقال: " لا ولو قلت: نعم لوجبت " ، فأنزل الله: ( يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم) إلى آخر الآية. وكذا رواه الترمذي وابن ماجه ، من طريق منصور بن وردان ، به وقال الترمذي: غريب من هذا الوجه ، وسمعت البخاري يقول: أبو البختري لم يدرك عليا. وقال ابن جرير: حدثنا أبو كريب ، حدثنا عبد الرحيم بن سليمان ، عن إبراهيم بن مسلم الهجري ، عن أبي عياض ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الله كتب عليكم الحج " فقال رجل: أفي كل عام يا رسول الله؟ فأعرض عنه ، حتى عاد مرتين أو ثلاثا ، فقال: " من السائل؟ " فقال: فلان.
قالوا: يا رسول الله أفي كل عام ؟ فسكت ، فقالوا: أفي كل عام ؟ قال: لا ولو قلت نعم لوجبت ، فأنزل الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم إلى آخر الآية. وأخرج الدارقطني أيضا عن أبي عياض عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس كتب عليكم الحج فقام رجل فقال: في كل عام يا رسول الله ؟ فأعرض عنه ، ثم عاد فقال: في كل عام يا رسول الله ؟ فقال: ومن القائل ؟ قالوا: فلان; قال: والذي نفسي بيده لو قلت نعم لوجبت ولو وجبت ما أطقتموها ولو لم تطيقوها لكفرتم فأنزل الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم الآية. ومثل هذا النهي السؤال عن أمور عفا الله عنها من أمور الجاهلية ولم يحاسبهم عليها أو ينهى عنها كما قال الحسن البصري في هذه الآية: سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن أمور الجاهلية التي عفا الله عنها ولا وجه للسؤال عما عفا الله عنه. وفي الحديث المتفق عليه ( دَعُونِي ما تَرَكْتُكُمْ، إنَّما هَلَكَ مَن كانَ قَبْلَكُمْ بِسُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ علَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عن شيءٍ فَاجْتَنِبُوهُ، وإذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا منه ما اسْتَطَعْتُمْ).
السؤال: ما حكم التسمي بأسماء الله مثل: "كريم"، و"عزيز" ونحوهما؟ الإجابة: التسمي بأسماء الله عز وجل يكون على وجهين: الوجه الأول: وهو على قسمين: لقسم الأول: أن يحلى بـ: "ال" ففي هذه الحال لا يسمى به غير الله عز وجل، كما لو سميت أحداً بالعزيز، والسيد، والحكيم وما أشبه ذلك فإن هذا لا يسمى به غير الله لأن "ال" هذه تدل على لمح الأصل وهو المعنى الذي تضمنه هذا الاسم. القسم الثاني: إذا قصد بالاسم معنى الصفة وليس محلى بـ: "ال"، فإنه لا يسمى به، ولهذا غيَّر النبي صلى الله عليه وسلم كنية أبي الحكم التي تكنى بها، لأن أصحابه يتحاكمون إليه فقال النبي عليه الصلاة والسلام: " إن الله هو الحكم وإليه الحكم " ثم كنَّاه بأكبر أولاده شريح، فدل ذلك على أنه إذا تسمى أحد باسم من أسماء الله ملاحظاً بذلك معنى الصفة التي تضمنها هذا الاسم فإنه يمنع لأن هذه التسمية تكون مطابقة تماماً لأسماء الله سبحانه وتعالى فإن أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف لدلالتها على المعنى الذي تضمنه الاسم. الوجه الثاني: أن يتسمى بالاسم غير محلى بـ: "ال" وليس المقصود به معنى الصفة، فهذا لا بأس به، مثل: "حكيم"، ومن أسماء بعض الصحابة حكيم بن حزام الذي قال له النبي عليه الصلاة والسلام: " لا تبع ما ليس عندك "، وهذا دليل على أنه إذا لم يقصد بالاسم معنى الصفة فإنه لا بأس به.
يوجد بعض الآيات التي ذكر الله فيها عباده بنفس تلك الأسماء، لكن يتضح من الآيات إن الاسم يعود على الله عز وجل. حكم التسمي بأسماء الله المختصة به مثل الرحمن بعد أن تناولنا من أسماء الله غير المختصة به في بداية المقال، نستعرض في تلك الفقرة حكم التسمي بأسماء الله المختصة به مثل الرحمن فيما يلي. يجيب علماء الدين إن حكم التسمي بأسماء الله المختصة به مثل الرحمن محرم وغير جائز، وذلك لإنها تلغي صفة التوحيد من الله. تجوز التسمية عند إضافة عبد لتصف المرء إلى الاسم، أي يصبح الاسم عبد الرحمن أو عبد الله أو عبد العليم. أما إذ أراد المرء التسمية باسم من أسماء الله يجب إزالة "أل" من الاسم مثل الحكيم تصبح حكيم. أسماء الله الحسنى التي يجوز التسمية بها علمنا من رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إن هناك تسعة وتسعون أسم لله عز وجل يمكننا أن ندعوه به وتسميه عباده بها، لهذا نستعرض في تلك الفقرة أسماء الله الحسنى التي يجوز التسمية بها بشكل تفصيلي فيما يلي. يجوز التسمية بأسماء الله الحسنى مع إضافة لفظ عبد مثل أسم عبد العزيز وعبد العليم وعبد العظيم. يستطيع المسلمين التسمي بأسماء الله الحسنى مع حذف حرفي أل من الاسم، مثل أسم عزيز.
ماهو أنواع الإلحاد في أسماء الله الحسنى وصفاته الإلحاد في أسماء الله وصفاته يعني الكفر التام بأسماء الله وصفاته، والميل التام إلى المعاني الصحيحة للمعاني الباطلة. ومن أنواع هذا الإلحاد: إنكار اسم من أسماء الله الحسنى، أو إنكار الصفات، مثل إنكار الشخص لاسم الله، أو أحد أسماء الله الحسنة، أو شخص يؤمن بأسماء معينة، وينفي ما يشير إليه. مثل أهل البدع مثل: أهل البدع "سمع الله بغير سمع". العبد يدعو الله تعالى بأسماء لم يسمها بنفسه، وهذا إلحاد بأسماء الله الحسنى، لأن أسماء الله لا يجوز لأحد من الناس أن يسميها باسم لم يسميه الله تعالى. وهذا يعني أن أسماء الله العلي مأخوذة، مثل المسيحيين الذين دعوا الله الآب. ومن معناه، وهناك ميل وانحراف عن الاصطفاف، فإن أسماء الله تعالى يجب أن تكون مشتقة من الأصنام كما فعل المشركون باشتقاق اللاتات من الله، واستخراج سلسلة الإرسال من العزيز. ما حكم التسمّي بأسماء الله تعبيد الأسماء لغير الله يبحث الكثير من الأشخاص عن حكم تعبيد الأسماء لغير الله وهو من الأمور التي لا بد من التعرف عليها، وذلك في حالة الرغبة في الإقبال على التسمية. حيث إنه من الأمور المتعارف عليها في الدين الإسلامي، هو ضرورة اختيار الأسماء الجيدة، والتي تحمل المعاني الطيبة.