وكان الوفد التونسي المشارك في اجتماعات الربيع السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي قد عقد أمس الثلاثاء، اجتماعين منفردين مع مسؤولين عن المؤسستين وسط تأكيد الاخيرة عن الاستعداد لمرافقة تونس. كما تحادثا كل من وزير الاقتصاد سمير سعيد ومحافظ البنك المركزي التونسي مروان العباسي، خلال اللقاء، مع مدير التعاون لمنطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الصغرى بصندوق النقد الدولي جهاد أزعور وعدد من الخبراء وفق بلاغ أصدرته وزارة الاقتصاد.
وكشف عن ارتفاع مستوى الوعي المصرفي والثقافي لدى عملاء البنوك السعودية تزايدًا ملحوظًا، نتيجة الجهد الإعلامي والتوعوي للبنوك، بجانب سلسلة الإجراءات والمعايير الأمنية المتقدمة التي تعتمدها مؤسسة النقد العربي السعودي وسوق المال. وحول طرق التعامل مع هذه العمليات، قال حافظ: "يجب إبلاغ الجهة المشغّلة التي يتبعها الرقم المرسل لحجبه والتعامل معه وفق الإجراءات المرعية بذلك، وإبلاغ الجهة الأمنية المختصة للتعامل معه". بلاغات مؤسسة النقد حجز موعد. وتابع: "يجب على العميل اتباع تعليمات وإرشادات البنوك التي تصدر عن كل بنك على حدة، أو التي تصدر عن البنوك مشتركةً عبر لجنة الإعلام والتوعية المصرفية، واتباع الطرق السليمة والإرشادات المستخدمة خلال القنوات الإلكترونية أو مؤسسة النقد السعودي أو من هيئة سوق المال". ونبه إلى أن لجنة الإعلام والتوعية المصرفية نبّهت مرارًا بعدم التفاعل مع أي عمليات نصب واحتيال قد تنتهي بسرقة معلومات معينة، سواء بنكية أو شخصية للعميل، وتسهّل لسارق هذه المعلومات العملية الاحتيالية التي يصبح العميل ضحيتها. وأنشأت البنوك السعودية وحدات إدارية متخصصة بمكافحة عمليات الاحتيال المالي والكشف عنها قبل حدوثها؛ ما انعكس إيجابًا على كافة التعاملات المصرفية، كما وضعت خطة لمكافحة الاحتيال بأفضل الممارسات الدولية في هذا المجال، فضلًا عن حملات التوعية.
حذَّر متحدث البنوك السعودية طلعت حافظ، من التجاوب مع الرسائل النصية الاحتيالية التي تصل إلى الجوالات وتطالب السعوديين بتحديث بيانات الصراف الآلي لئلا يتم حظر بطاقة الصراف الآلي، مؤكدًا أن "البنوك لا تهدد العملاء بالحظر" وفقًا لرسائل الاحتيال. وأوضح حافظ -في تصريحات صحفية أوردها موقع البنوك السعودية- أن "تحديث البيانات لا يكون إلا عبر فروع البنك، تفاديًا لمثل هذه الرسائل المضللة"، وأن البنوك لا تهدد عملاءها بالحظر. اللقاءات مع صندوق النقد الدولي: وزيرة المالية تؤكّد تنفيذ برنامج الاصلاحات. وبادرت البنوك السعودية منذ فترة بالتحذير من جهات وأفراد يقفون خلف عمليات الاحتيال، يطلبون من العملاء بياناتهم البنكية الخاصة، ورقم الهوية الوطنية، بزعم تحديث بطاقة الصراف الآلي لعدة سنوات؛ حتى لا يتم وقفها. وكان حافظ قد أكد لـ"عاجل" في وقت سابق أن 70% من عمليات النصب والاحتيال تأتي من خارج المملكة، وأن عددها في الأشهر الماضية وصل إلى 1700 بلاغ (احتيال أو اشتباه في التعرض للاحتيال) مقابل 2046 بلاغًا في 2017. وأشار إلى أن عمليات الاحتيال تختلف عن عملية الشروع فيه، ونبه العميل والجهة المالية والجهة الأمنية المعنية إلى تفادي الوقوع في الاحتيال، وأن ما ترصده المملكة من بلاغات النصب والاحتيال -رغم ضراوة الاحتيال على مستوى العالم- يُعَد في حدود دنيا وفي انخفاض.
قصيدته "الناس في وطني"، تُذكرني بصلاح عبد الصبور وقصيدته "الناس في بلادي". في حديث لي مع الشاعر، أكّد لي أنّه لم يقرأ قصيدة عبد الصبور بعد أن سمع ملاحظات بعض الأصدقاء حول التناص والتقارب في المضمون بينهما. يقول صلاح عبد الصبور في قصيدته "الناس في بلادي": "الناس في بلادي جارحون كالصقور / غناؤهم كرجفة الشتاء، في ذؤابة الشجر / وضحكهم يئز كاللهيب في الحطب، خطاهمو تريد أن تسوخ في التراب / ويقتلون، يسرقون، يشربون، يجشأون / لكنهم بشر / وطيبون حين يملكون قبضتي نقود / ومؤمنون بالقدر" (ديوان صلاح عبد الصبور، 1972، ص 29). الاغتراب والحنين إلى الماضي الجميل | مدونة د. محمد هيبي. ويقول يزيد عواد في قصيدة "الناس في وطني": "الناس في وطني حفاة / يحتذون الترب / … / الناس في وطني طغاة / يلعقون السمّ / يعتدون، يقتلون / ينزفون الدم" (ص 28). والقصيدة تُذكّر أيضا بنزار قباني حين يقول في قصيدة "خبز وحشيش وقمر": " حيث يبكي الساذجون / ويصلون / ويزنون / ويحيون اتكال"، ويقول يزيد عواد: " الناس في وطني كبار / يُردّدون أنّ "النظافة من الإيمان" / يُصلّون ويصومون / ويتاجرون بالإنسان" (ص 30). لا ينتقص من الشاعر، أي شاعر، أن يتأثّر بغيره. ولذلك من الطبيعي أن يتأثّر شاعر مبتدئ مثل يزيد عواد، بغيره من أعلام الشعر.
أنا لا أتحدث عن رؤية فلسفية، وإنما ربما تكون لحظة تصاف اقترب فيها من الزمن والزمان، أو لنقلل المسافات بينهما، فأنا لا أتحدث عن الماضي الجميل لأننا نحن الذين نجمل الأشياء، بزمانها ومكانها، ولكل زمن جماله بانجازاته وناسه وعبقه وروحه، والفكرة أننا نتلاقى نفس الصحبة في الزمن والمكان، وإذا جلسنا استرجعنا فيها ذكريات أيام زمان، فالشخوص هنا هي صاحبة الذكريات ولكن يظللها الزمن والمكان، وليس شرطا أن تكون ذكرياتنا مشحونة بعواطف سعيدة، فالحياة ما هي سوى ذكرى تسع للفرح والحزن أو كلاهما معا. وفي رحلة الزمن والزمان وبينهما المكان، نتذكر الحب الرومانسي وأبيات الشعر والغزل، وكيف كنا نأنس بصحبة المحبوب في خيالنا، هذا الخيال الواسع الذي حلم بمقابلة صدفة للحبيب الى ان نلقي عليه بيتا واحدا مما نظمناه من شعر، نتغزل في محاسنه وأوصافه الرائعة. وكان الخيال لا ينتهي أبدا فهو يداعبنا كل يوم وكل ليلة، وتتغير الكلمات أو تظل كما هي منظومة للحبيب.. وكان الغزل عفيفا حتى في الخيال ويتسامى بالأحاسيس والمشاعر الفياضة، ليصف آلام العشق وتباريح الهوى والتعبير عن الشوق والحنين، وظل الغزل العذري، سمة شعر وحب زمان، فهو غزل رفيع يتورع عن الأوصاف الحسية ويرتبط بكل ما يفرضه المجتمع من ضوابط.
فاشعر كما يقول: "الشعر إحساس ورقّة / الشعر موسيقة وحرقة / … / موسيقى القلوب / لحن الوفاء / … / يمنحني الصفاء / أكتب الشعر لأحيا". ورغم ما بين الشاعرين من تباين، فإنّه يّذكّرنا بجبران ونايه. في الديوان سقطات كثيرة، لغوية وغير لغوية، ليس ذا موضع الحديث عنها، فهذا هو الإصدار الأول، حيث القريحة تفجّرت وتدفّقت من اللاوعي، لا إراديا، ولكنّ الشاعرية لم تتبلور بعد. ومع ذلك، عندما نتوغّل في الديوان ونقلّب صفحاته الـ 240، وقصائده التسعين، نُفاجأ أولا بتلك اللغة البسيطة التي تصدر بعفوية تامّة، وعن فطرة يتميّز بها يزيد عواد، ليس في شعره فقط، وإنّما في حياته العامة وفي تعامله مع من حوله في كل مكان، فطرة يشعر بها ويُحبّها كل من يعرف يزيد عواد ويتعامل معه. ونقف في تلك القصائد أيضا، على أسباب المعاناة وأسباب الثورة وتفجّر البركان. وبالفطرة أيضا يجد الإيقاع وتجد الموسيقى، طريقهما إلى كثير من العبارات، في قصائد تنتمي كلّها لقصيدة النثر. هذا الانضباط الفوضوي، كما اسمّيها، أو الفوضى المنضبطة، التي تعبّر عن التداخل بين فوضى الواقع وانضباطه، وبين كل القيم وتناقضاتها التي تتحكّم بهذا الواقع. يحتفي ديوان الشاعر بمضامين إنسانية يبثّها نحو الأرض والوطن والإنسان والمرأة، وأحوال المجتمع والعالم العربي.