أخبار الساعة (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ) هذه الآية من سورة العنكبوت فيها دعوة ربانية ليس للسير والنظر الاعتياديين الذي يتقاسمهما جميع الناس بالفطرة، بل السير والنظر بخلفية علمية للإجابة عن سؤال: "كيف بدأ الخلق"؟ والسير في الأرض أنواع تستعصي عن الحصر. لكن السير فوق رمال البحر مثلا، شارك تجربته جل الناس، فهو يدخل السرور على النفوس بما يقدمه التأمل فيه من أشكال وألوان، وبما يقدمه المشي عليه من ملامسة وأصوات لاحتكاك حباتها تحت وطء أقدامنا. السير في الأرض في القرآن الكريم. لكن علماء الرواسب تجاوزوا هذا الحد من السير والنظر إلى التوقف عند حبة الرمل واستنطاقها، لتجود بسرد تاريخي لقصة نشأة الأرض! مقياس جديد الرمال التي تدوسها بقدميك، حسب "الجزيرة نت"، ما هي إلا سجل يحمل في طياته تاريخ الأرض؟ هذا ما كشف عنه البحث الجديد الذي نشر في دورية "إيرث آند بلانتري لترز" (Earth and Planetary Science Letters). نتائجهم حينما طوروا مقياسا جديدا لتحديد ما يسمونه "بصمة التوزيع العُمري" لمعدن الزركون في الرمال، التي يمكن بعد ذلك استخدامها لكشف المزيد عن تطور سطح الأرض عبر مليارات السنين، وفقا لما ذكره تقرير نشر بموقع "ساينس ألرت" (Science Alert) في الثالث من مارس/آذار الجاري.
والسير في هذه الآية يُراد منه النظر في الآيات والآثار، ونهاية من قبلنا، وكيف كانت عاقبتهم، ففي ذلك عبرة وموعظة لمن فكر ونظر بقلبه، حيث يرى المساكن الخربة، والقبور المتناثرة، والعظام النخرة، ويرى تقلب الدنيا بأهلها، حيث قد ملكها من قبلنا، وتصرفوا فيها، وسيطروا على الخلق، وفتكوا وظلموا، وجاروا أو عدلوا، وأقسطوا، فكانت نهايتهم أخباراً وآثاراً. أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم ا لخطبة الثانية ( قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا) فتأمل أيها الانسان ؛ لتعرف مآل المكذبين، ونهاية الضالين ، ونظروا في زماننا تأملوا في حال الذين يكذبون كتاب الله، والذين يكذبون رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذين يسعون في الأرض فساداً ، قال الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآخِرَةِ كَافِرُونَ ﴾ [الأعراف: 45]، ثم انظروا كيف أعقبهم تكذيبهم ذلك، الهلاك والعطب وخزي الدنيا وعارها، وما حل بهم من سخط الله عليهم، من البوار وخراب الديار وعفو الآثار.
ولو قال قائل أن الآيات تشبه بدء الخلق بالبعث، أي كيف يحي الله تعالى الأرض الهامدة، وأن بدء الخلق كان كذلك، أي اذا توفر الماء دبت الحياة في الجماد، أو تظهر الحياة من الجماد، فان هذا أيضًا يتفق مع العلم في أن الحياة ظهرت على الأرض أول مرة متى توفرت لها ظروفها وأهمها الماء والمواد العضوية والطاقة b. قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف بدأ الخلق. ولفظ خلق يعني عند العرب تقدير أو ابتداع الشيء على مثال لم يُسبق إليه، وهذه تتكرر،والأرجح أن الخلق فيها كان أول مرة. هذا المقال مقتبس من موضوعات الباب الثالث الفصل الثاني من كتاب الفهم المعاصر لآيات الخلق "الفهم المعاصر لدلالات الآيات القرآنية في خلق الإنسان وفي خلق الكون". ويجب أن نلاحظ هنا أن قاعدة معقولية الأمر لا تطبق كلما وجدنا أمراً إلهيًا، فبعض الأوامر تكون تحديًا للمأمور مع العلم بعدم قدرته على التنفيذ، وهذا يكون واضحًا بدلالة النص ومثال ذلك قوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ(13) هود. أو يكون الأمر مع قدرة المأمور على التنفيذ وعجزه عنه لقصور علمه عن معرفة حدوث الظواهر المنوط بها تنفيذ الأمر وهذا يستدعي أمراً ثانيًا عند حدوث هذه الظواهر، مثل قوله تعالى::{وإذ قال ربك للملائكة إنى خالق بشرًا من صلصال من حمإ مسنون فإذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين}، ويكون القصد من هذا الأمر الإعلام بالخلق والإعلام بأهمية المخلوق التي عبر عنها بأمر السجود له.
سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق (العنكبوت – 20). كلمات هذه الآية واضحة لا غموض فيها، ومعناها لا يستعصي على أي ناطق باللغة العربية، وحتى الأطفال يمكنهم أن يفهموا المعنى دون مشقة. تفسير: (فسيحوا في الأرض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزي الله وأن الله مخزي الكافرين). ولكن مع ذلك لم يخطر في بال الناس ماذا سيتكشف من هذا المعنى ومن مضمون هذه الآية، ونحن لا قدرة لنا على الإحاطة بهذا المحتوى، ولكن تبين لنا وكُشف لنا ما لم يخطر على بال الأولين، وسيرى اللاحقون ما لم يتيسر لنا أن نراه نحن… تحتوي الآية الكريمة على منهج محدد للبحث يشمل جوانب العالم المادية منها وغير المادية، الجواهر والأعراض حسب تعبير الأقدمين. فالموضوع يشمل كل الكائنات من الذرة وما دونها في الصغر إلى المجرة، بل وعموم الكون.
ولعل الخيال يساعدنا على تقريب الموضوع، وهذا المثل والخيال اقتبسه من الأستاذ مالك بن نبي – رحمه الله – في كتابه الافرسيوية: حيث تصور كائناً غريباً عن الأرض، لديه تفكير يشبه تفكيرنا في ناحية ويفارقه في ناحية أخرى، فهذا الكائن لو أتى إلى الأرض ولا يعرف من حياة البشر شيئاً ورأى الأطفال والكبار والشيوخ ولم يكن يعرف من تاريخهم وبدء خلقهم شيئاً، فلربما تصور أن البشر الكبار والصغار وُجدوا هكذا، وأن الكبار لم يكونوا صغاراً وأن الصغار لن يكبروا. قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق. إن هذا المثل مع كل نواقصه قد يقرب إلينا أن رؤية لحظية منقطعة الصلة عن كيف بدأ الخلق تعطي صورة مشوهة للواقع، وحتى في كيفية التعامل معه، وحين نرى إنساناً لا نعرف تاريخه فإننا نتردد في كيفية السلوك الذي نتخذه إزاءه، فكلما عرفنا تاريخه تكيف موقفنا منه، وإن لنا من كل شخص مسلكاً وموقفاً خاصاً حسب معرفتنا بتاريخه. وإذا زرت منطقة ما في فصل من فصول السنة فلا يمكن أن تتصور حال هذه المنطقة في بقية الفصول إلا إذا كانت لك معرفة بالفصول والتغيرات التي تحدث خلال سنة، وإن بعض المخلوقات لا تعرف من السنة إلا جزءاً منها فولادتها وموتها يكون في فصل واحد. الخلق ينمو ويتقدم والآن إذا أردنا أن نكيف تصورنا وفق قوله تعالى: (سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق) فقد يحدث لنا تصور أن الخلق ليس من شأنه أنه خُلق وانتهى، بل إننا نحن نُخلق الآن والكون يُخلق كما كنا صغاراً، ولا نزال نُخلق خلقاً من بعد خلق، كذلك الكون لا يزال يُخلق لا أنه خُلِق وانتهى، وإنما هو الآن في بعض مراحل خلقه قد مرَّ بمراحل معينة ويعيش في مراحل أخرى وسيصير إلى مراحل تالية.
[ص: 320] والقول الأول أظهر، وعليه الأكثر، ويؤيده ما ذكره محمد بن إسحاق في السيرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم صالح ملك أيلة، وكتب إليه ببحره، يعني: ببلده. ومعنى قوله تعالى: { ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس} أي: بان النقص في الثمار والزروع بسبب المعاصي. وقال أبو العالية: من عصى الله في الأرض فقد أفسد في الأرض، لأن صلاح الأرض والسماء بالطاعة، ولهذا جاء في الحديث الذي رواه أبو داود: « لحد يقام في الأرض أحب إلى أهلها من أن يمطروا أربعين صباحا ». قل سيروا في الأرض فانظروا. والسبب في هذا أن الحدود إذا أقيمت، انكف الناس أو أكثرهم، أو كثير منهم عن تعاطي المحرمات، وإذا ارتكبت المعاصي كان سببا في محاق البركات من السماء والأرض، ولهذا إذا نزل عيسى ابن مريم عليه السلام، في آخر الزمان فحكم بهذه الشريعة المطهرة في ذلك الوقت ، من قتل الخنزير وكسر الصليب ووضع الجزية، وهو تركها فلا يقبل إلا الإسلام أو السيف، فإذا أهلك الله في زمانه الدجال وأتباعه ويأجوج ومأجوج، قيل للأرض: أخرجي بركاتك. فيأكل من الرمانة الفئام من الناس، ويستظلون بقحفها، ويكفي لبن اللقحة الجماعة من الناس. وما ذاك إلا ببركة تنفيذ شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكلما أقيم العدل كثرت البركات والخير; ولهذا ثبت في الصحيح: « إن الفاجر إذا مات تستريح منه العباد والبلاد، والشجر والدواب ».
المراد بصفة الله استوى؟ يسرنا ان نقدم لكم إجابات الكثير من الأسئلة الثقافيه المفيدة والمجدية حيث ان السؤال أو عبارة أو معادلة لا جواب مبهم يمكن أن يستنتج من خلال السؤال بطريقة سهلة أو صعبة لكنه يستدعي استحضار العقل والذهن والتفكير، ويعتمد على ذكاء الإنسان وتركيزه. وهنا في موقعنا موقع جيل الغد الذي يسعى دائما نحو ارضائكم اردنا بان نشارك بالتيسير عليكم في البحث ونقدم لكم اليوم جواب السؤال الذي يشغلكم وتبحثون عن الاجابة عنه وهو كالتالي: إجابة السوال هي كتالي علا وارتفع
ولعل هذا القول هو الأقرب إلى الصواب، ولكن ليس هناك نص صريح عن النبي صلى الله عليه وسلم في المسألة. والله أعلم.
وقال تعالى (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ). وقال تعالى (قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ). رابعاً: وليس شيء يصل إلى الأرض أو يصعد من الأرض إلى السماء إلا قد أحاط الله به علماً. قال تعالى (يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ). خامساً: ويعلم الأمور التي لن تكون كيف تكون لو كانت. كما قال تعالى عن الكفار حين يكونون في النار (وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ). وقال تعالى (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ). والمتخلفون عن غزوة تبوك لا يحضرونها أبداً، لأن الله هو الذي ثبطهم عنها بحكمته بقوله (وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ) وهذا الخروج الذي لا يكون قد علم جل وعلا أن لو كان كيف يكون، كما صرح به في قوله (لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالاً وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ).