فلا يحزنك قولهم - YouTube
فلا يحزنك قولهم 🌸💛 - YouTube
فلا يحزنك قولهم يا لها من مكتبة عظيمة النفع ونتمنى استمرارها أدعمنا بالتبرع بمبلغ بسيط لنتمكن من تغطية التكاليف والاستمرار أضف مراجعة على "فلا يحزنك قولهم" أضف اقتباس من "فلا يحزنك قولهم" المؤلف: رنا علي الهرفي الأقتباس هو النقل الحرفي من المصدر ولا يزيد عن عشرة أسطر قيِّم "فلا يحزنك قولهم" بلّغ عن الكتاب البلاغ تفاصيل البلاغ
• قال الآلوسي: ومعنى (يسارعون فِي الكفر) يقعون فيه سريعاً لغاية حرصهم عليه وشدة رغبتهم فيه، ولتضمن المسارعة معنى الوقوع تعدت بفي دون إلى الشائع تعديتها بها كما في (سَارِعُواْ إلى مَغْفِرَةٍ مّن رَّبّكُمْ وَجَنَّةٍ) وغيره، وأوثر ذلك قيل: للإشعار باستقرارهم في الكفر ودوام ملابستهم له في مبدأ المسارعة ومنتهاها كما في قوله سبحانه (يسارعون فِي الخيرات). • وقال الشوكاني: وعدي السارعون (بفي) دون (إلى) للدلالة على أنهم مستقرون فيه مديمون لملابسته، ومثله يسارعون في الخيرات. • وقال ابن عاشور: ومعنى (يسارعون في الكفر) يتوغّلون فيه ويَعجَلون إلى إظهاره وتأييده والعمل به عند سنوح الفرص، ويحرصون على إلقائه في نفوس الناس، فعبّر عن هذا المعنى بقوله (يسارعون) ، فقيل: ذلك من التضمين ضمّن يسارعون معنى يقعون، … وعندي أنّ هذا استعارة تمثيلية: شبّه حال حرصهم وجدّهم في تفكير الناس وإدخال الشكّ على المؤمنين وتربّصهم الدوائر وانتهازهم الفرص بحال الطالب المسارع الى تحصيل شيء يخشى أن يَفوته وهو متوغّل فيه متلبس به، فلذلك عدّي بفي الدالة على سرعتهم سرعة طالب التمكين، لا طالب الحصول، إذ هو حاصل عندهم ولو عدّي بإلى لفهم منه أنّهم لم يكفروا عند المسارعة.
فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ ۘ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (76) وقوله تعالى ( فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: فلا يحْزُنْك يا محمد قول هؤلاء المشركين بالله من قومك لك: إنك شاعر، وما جئتنا به شعر، ولا تكذيبهم بآيات الله وجحودهم نبوتك. وقوله ( إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ) يقول تعالى ذكره: إنا نعلم أن الذي يدعوهم إلى قيل ذلك الحسد، وهم يعلمون أن الذي جئتهم به ليس بشعر، ولا يشبه الشعر، وأنك لست بكذاب، فنعلم ما يسرون من معرفتهم بحقيقة ما تدعوهم إليه، وما يعلنون من جحودهم ذلك بألسنتهم علانية.
وكلُّ ما مضى ـ أيها الإخوة ـ يجعلنا ندرك أن الشرع الحكيم أولى موضوع الأيمان أهمية بالغة، وبيّن أحكامها تمام البيان، من أجل أن يعرف المسلم حدود هذه العبادة، وأحكامها، وما يجب وما يحرم وما يستحب، وأن ذلك كلّه إنما شرع ووضح تعظيماً لله جل وعلا، وليحفظ العبد يمينه من العبث بها، أو التقليل من شأنها، رزقنا الله وإياكم معرفة حدود ما أنزل الله على رسوله، وتعظيمها على الوجه الذي يحبه ويرضاه، وأن يمنحنا الفقه في دينه، والبصيرة فيه، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وإلى لقاء قادم بإذن الله تعالى، والحمد لله رب العالمين. _______________ (1) ينظر: تفسير الطبري (10/562)، وتفسير القرطبي (6/285)، وتفسير السعدي: (242). (2) صحيح البخاري (6522). (3) فتح الباري: (11/556). ليلة القدر، ومن يحرم فضلها – الإسلام الحقيقي طريقك للسعادة. (4) مسلم (220). (5) ينظر: شرح النووي على مسلم (2/160). (6) ينظر: تفسير الرازي (6/65). (7) ينظر: تفسير المنار (2 / 291). (8) مسلم (1650). (9) البخاري (6342)، ومسلم (1649).
2 ـ كلما كان الإنسان أكثر تعظيماً لله تعالى كان أكمل في العبودية، ومن كمال التعظيم أن يكون ذكر الله تعالى أجل وأعلى عنده من أن يستشهد به في غرض من الأغراض الدنيوية(6). 3 ـ أنه يقلل ثقة الإنسان بنفسه، وثقة الناس به، فهو يشعر بأنه لا يصدق فيحلف، ولهذا وصفه الله تعالى بالمهين(7). أنواع ما يسمى به سبحانه وما يدعى به وما لا يدعى. لذا ينبغي للآباء والأمهات والمربين أن ينتبهوا لهذا الخلل الذي يقع فيه بعض الناس، وأن يربوا من تحت أيديهم على تعظيم الله عز وجل، ومن صور ذلك: نهيهم عن كثرة الأيمان بلا حاجة. والملاحظ: أنه لو فُتّش في أكبر أسباب فشو هذه الظاهرة لوجِدَ أنه من قبل الأبوين والمربين، وهذا يفضي إلى عدم تعظيم اسم الله واحترامه وهيبته. ومن اللطائف أن النبي صلى الله عليه وسلم الذي امتدت دعوته ثلاثة وعشرين عاماً، لم يحفظ عنه أنه حلف إلا في بضع وثمانين موضعاً! فماذا سيكون جواب بعض الناس الذين لو أحصيت أيمانهم في سنة واحدة لوجدتها بالعشرات، ولغير حاجة ملحّة، فرحم الله عبداً حفظ يمينه، ووقّر ربه، وعظم اسمه، ولم يحلف إلا عند الحاجة! أيها الإخوة الكرام: وثالث المعاني التي يشملها اسم الحفظ الذي أمرت به هذه القاعدة القرآنية المحكمة: {وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ}: حفظها عن الحنث فيها إذا حلف الإنسان، فإن الواجب على المؤمن إذا حلف على شيء من أمور الخير أو من المباحات أن يتقي الله ويبر بيمينه؛ لأن هذا من تعظيم المحلوف به وتوقيره ـ وهو الله عز وجل ـ.
محرر صحفي سكرتير تحرير ورئيس قسم التدقيق والمتابعة
ويستثنى من ذلك: إذا كان الحنث ومخالفة اليمين خيراً من الاستمرار فيه، فتمام الحفظ: أن يفعل الخير، وأن لا تكون يمينه سبباً في ترك ذلك الخير الذي حلف على تركه. ومعنى الحنث هنا: مخالفة المحلوف عليه. ومثال ذلك: أن يحلف على أن لا يأكل النوع الفلاني من الطعام، أو لا يدخل البيت الفلاني، فإن الأفضل هنا أن لا يستمر في يمينه، خاصة إن ترجحت المصلحة في الحنث، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أعتم رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع إلى أهله، فوجد الصبية قد ناموا، فأتاه أهله بطعامه، فحلف لا يأكل من أجل صبيته، ثم بدا له، فأكل فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأتها وليكفر عن يمينه"(8). الدكروري يكتب عن شهر رمضان والإعجاز القرآني " جزء 15" - جريدة النجم الوطني. وفي الصحيحين من حديث أبي موسى رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني ـ والله ـ إن شاء الله لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيراً منها إلا أتيت الذي هو خير، وتحللتها"(9)، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة. والمقصود ـ أيها القراء الكرام ـ أن نتأمل هذه القاعدة القرآنية جيداً: {وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ} بأن نحفظها عن الحلف بالله كاذباً، وأن نحفظها عن كثرة الحلف والأيمان من غير حاجة، وأن نحفظها عن الحنث فيها إلا إذا كان الحنث خيراً من المضي فيها.
وأما قول الشاعر: (لو أنصفَ الدَّهرُ كنتُ أَرْكَبْ) فقد نسب الشاعر إلى الدهر أنه يُنصف ولا يُنصف، فإن كان يعتقد حقيقة هذا المعنى فهو على طريق أهل الجاهلية، وإلا كان خطأ في التعبير لاحتماله المعنى المذموم، والله أعلم. وصلى الله على نبينا محمد أملاه عبد الرحمن بن ناصر البراك في 2جمادى الآخرة 1438هـ.