وقد روى مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم: ( إن ذمة المسلمين واحدة)، فإذا أمن واحد من المسلمين كافراً وأجاره؛ لزم باقي المسلمين أن يراعوا هذا العهد، وهذه الذمة، فلا يعتدي على هذا الذي أمنه أي واحد من المسلمين، حتى ولو كان وضيعاً أو عبداً أو حتى امرأة، ففي الحديث: ( إن ذمة المسلمين واحدة، فمن أخفر مسلماً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين). عقيدة \ الولاء والبراء \. وروى الشيخان عن أم هانئ رضي الله عنها في عام الفتح قالت: ( قلت: يا رسول الله! زعم ابن أمي علي بن أبي طالب أنه قاتل رجلاً قد أجرته، فلان بن هبيرة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ). ثم قال صلى الله عليه وسلم: (ويجير عليهم أقصاهم) أي: إذا وجه الإمام سرية فأجاروا أحداً أجاره أيضاً الإمام. قوله: (ويرد سراياهم على قعدتهم) أو (يرد متسريهم على قاعدهم) القعيدة: هي الجيوش التي تخرج وتمضي في دار الحرب، فيبعثون سراياهم إلى العدو، فما غنمت يرد منه على القاعدين حصتهم؛ لأنهم كانوا ردءاً لهم، مثلاً: خرج الجيش الإسلامي خارج ديار الإسلام للحرب في ديار المشركين، فسرية جلست تكون ردءاً وحماية ووقاية للذين خرجوا، والأخرى خرجت لقتال الأعداء، فإذا غنم هؤلاء المجاهدون فيرد من الغنيمة على الذين كانوا ردءاً لهم؛ لأنهم خرجوا معهم، وكانوا يحمونهم.
وقال مجاهد - رَحِمَه اللَّهُ -: قوله: {إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً}: "إلا مصانعةً في الدنيا ومخالَقَةً " (٣). قال ابن كثير: "إلا من خاف في بعض البلدان أو الأوقات من شرهم، فله أن يتقيهم بظاهره، لا بباطنه ونيته، كما قال البخاري عن أبي الدرداء: أنه قال: إنا (١) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة ٧ - ٣٦٤. (٢) رواه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٦٢٨، وابن جرير في تفسيره ٣/ ٢٢٨. ص566 - كتاب معجم التوحيد - أمور لا تنافي عقيدة الولاء والبراء - المكتبة الشاملة. (٣) تفسير ابن أبي حاتم ٢/ ٦٣٠، وابن جرير في تفسيره ٣/ ٣٣٨ - ٢٢٩.
فشبه -صلى الله عليه وسلم- أخوة المسلمين وولاءهم كالجدار المرصوص باللبنات المتماسكة التي يشد بعضها بعضا، ولا يمكن أبداً نزع واحدة منهن وفصلها عن هذا البنيان. ويقول-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: " لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ " [ البخاري (2442) مسلم (2564)]. وحذرنا من نقيض ذلك كله فقال -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: " مَا مِنِ امْرِئٍ يَخْذُلُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنِ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ " [ المعجم الأوسط (8642)].
مفهوم الولاء والبراء سئل الشيخ ابن باز رحمه الله: " الرجاء من فضيلتكم توضيح الولاء والبراء لمن يكون وهل يجوز موالاة الكفار؟. فأجاب: الولاء والبراء معناه محبة المؤمنين وموالاتهم وبغض الكافرين ومعاداتهم والبراءة منهم ومن دينهم هذا هو الولاء والبراء كما قال الله سبحانه في سورة الممتحنة: قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ الآية. وليس معنى بغضهم وعداوتهم أن تظلمهم أو تتعدى عليهم إذا لم يكونوا محاربين، وإنما معناه أن تبغضهم في قلبك وتعاديهم بقبلك ولا يكونوا أصحابا لك، لكن لا تؤذيهم ولا تضرهم ولا تظلمهم فإذا سلموا ترد عليهم السلام وتنصحهم وتوجههم إلى الخير كما قال الله عز وجل: وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ الآية. وأهل الكتاب هم اليهود والنصارى وهكذا غيرهم من الكفار الذين لهم أمان أو عهد أو ذمة، لكن من ظلم منهم يجازى على ظلمه، وإلا فالمشروع للمؤمن الجدال بالتي هي أحسن مع المسلمين والكفار مع بغضهم في الله للآية الكريمة السابقة... " انتهى من "مجموع فتاوى ابن باز" (5/ 246).
والرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: " أَوْثَقُ عُرَى الْإِيمَانِ الْحَبُّ فِي اللَّهِ وَالْبُغْضُ فِي اللَّهِ" [ أبو داود (783)]. إن الولاء بمعنى المحبة والتأييد والنصرة والتولي مأخوذ من القرب والدنو، ولا يكون ذلك إلا للمؤمنين، فالمؤمن الحق هو من يحب إخوانه المسلمين، ويؤيدهم، ويناصرهم، ويفرح لفرحهم، ويحزن لحزنهم. وفي المقابل يتبرأ من الكفار ويبغضهم، ويبتعد عنهم ويتبرأ من معتقداتهم الفاسدة وانحرافاتهم الضالة، ولا يؤيدهم في شيء منها، ويهجرهم فيها هجراً جميلاً. من هنا نعلم أن الولاء خاص بالمؤمنين، والبراء لا يكون إلا من الكافرين والمنافقين، ولكننا اليوم قد عكسنا هذا الميزان الصحيح في واقعنا, وصار الولاء عندنا هو للكافرين، حيث يتزلف كثير منا لهم، ومنا من يقلدهم في لباسهم وحركاتهم، وفي المقابل يبغض إخوانه المسلمين ويهجرهم ويعاديهم. إن الولاء والبراء هما كجناحي الطائر لابد منهما معاً، ولا ينبغي للمرء المسلم أن يُغلبَّ أحدهما على الآخر، فلا يطغى عليه البراء من المشركين فيصل براؤه إلى المسلمين، ولا يغلب عليه الولاء حتى يصل ولاؤه إلى الكفار والمنافقين. يقول الله -تبارك وتعالى-: ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) [الفتح: 29].
\"الولاء والبراء\" أصل عظيم من أصول هذا الدين، ويتعلق بشرط مهم من شروط كلمة التوحيد\"لا إله إلا الله\"، وهو تحقيق محبتها ومحبة ما تدل عليه، ومحبة أهلها وبغض ضدها، وهو الشرك، ومعاداة أعدائها وبغضهم، ولا تنفع هذه الكلمة صاحبها إلا إذا حقق ذلك. وفي هذا الزمان اكتنف هذا الأصل العظيم الركام، وضعف هذا المفهوم العقدي، وغاب عن واقع حياة أكثر المسلمين، إذ أن \" الولاء والبراء \" هما بمثابة التطبيق العملي لعقيدة \"لا إله إلا الله\" التي هي في حقيقتها ولاء وبراء، وبتحقيقها يتحقق الإيمان ويكون كماله، وبتضييعها ينقص الإيمان إلى مرحلة قد تصل إلى الكفر، فهي قضية إيمان وكفر قال - تعالى - {يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا اليَهُودَ وَالنَّصَارَى أَولِيَاءَ بَعضُهُم أَولِيَاءُ بَعضٍ, وَمَن يَتَوَلَّهُم مِنكُم فَإِنَّهُ مِنهُم إِنَّ اللَّهَ لا يَهدِي القَومَ الظَّالِمِينَ}(المائدة: 51). وقال - صلى الله عليه وسلم - \"أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله، والمعادة في الله، والحب في الله، والبغض في الله\".
الخميس 24/سبتمبر/2020 - 12:56 ص الطفل يوسف رجب السباعى "من فقد حبيبتيه فصبر عوضته فى الجنة"، كانت تلك الكلمات لحديث قدسي ذكرها الطفل يوسف، ابن مركز أبوكبير بمحافظة الشرقية، الذى فقد بصره وهو طفل رضيع، قالها بنفس راضية ووجه مبتسم، غير مستاء من حاله، وفخورا كل الفخر بحمله لتلاوة كتاب الله تعالى. انتقلت عدسة "الدستور" لمركز أبوكبير بمحافظة الشرقية، محل إقامة الطفل يوسف رجب السباعى، لتسلط الضوء على موهبته، وفى اللقاء به أكد يوسف، ابن الـ14 عاما، أنه فقد بصره وهو طفل صغير، عقب إصابته بانفصال فى الشبكية، بعدما سقط من يد إخوته وهو رضيع، فعزم ألا يجعل إعاقته سببا فى إيقاف حياته، ولكنها كانت بمثابة حافز لخلق شخصية مستقلة مختلفة. حفظ يوسف، ما تيسر له من كتاب الله، ليتم حفظ 15 جزءا من القرآن الكريم، ثم بدأ تعلم المقامات وأصول التلاوة، ليدخل عالم القرآن الكريم ويبدل الله بصره بالبصيرة القرآنية. حديث «إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه..» - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت. وقال الطفل يوسف، إنه التحق بمدرسة النور للمكفوفين، وسلمه والده للمشايخ لتعليمه القرآن، وحفظ ما استطاع وأتم تعلم المقامات على يد عدة مشايخ منهم الشيخ المنشاوى والشيخ محمد ثروت والشيخ أمين، وتمكن يوسف، من أن يحصد المركز الأول على مستوى الجمهورية فى مجال الابتهالات والإنشاد الدينى.
جال الطفل محمد بدران ثماني أعوام في أكناف منزله متباهيًا أمام أخوته وأولاد عمه بارتدائه ملابس العيد. بين الفينة والأخرى يذهب إلى أمه طلبًا منها النزول إلى الشارع ليقاسم فرحته بالعيد مع من هم في جيله. تحاول الأم بطريقة أو بأخرى منعه، خشية النيران الإسرائيلية التي لا تفرق بين إنسان وطأ غزة دون أي مراعاة لجنسه أو حتى عمره. اقتنع الطفل بكلام أمه. ولكنه أبى إلا أن يعيش أجواء العيد. وضع مقعدا وصعد عليه معوضًا قصر قامته بجانب نافذة غرفة كان يجلس بها أخوته السبعة، ليشارك أصدقاءه من فوق. لحظات قليلة بعد أن أطل محمد برأسه من تلك النافذة، لتنهال عليه وعلى أخوته السبعة قذيفتين مدفعيتين انفجرتا في الغرفة أصابتهم جميعًا. المشهد باختصار في تلك الغرفة "تلطخت الأرضية بالدماء، كانت الأجساد الصغيرة بجانب بعض، منهم من كان يبكي وآخر يئن كالحمل الرضيع". جزاءُ الصبر على فقد العينين - موقع مقالات إسلام ويب. وجرى نقل الأطفال الثمانية إلى مجمع الشفاء الطبي. كان أخطرها حالة محمد، الذي أدخل إلى قسم العناية المركزة على الفور. بعد أربعة أيام، استقرت حالة محمد لكن تشوهت معالم وجهه وفقد حبيبتيه "عينيه" وأيضًا لا يستطيع النطق، وأحرق لهيب القذيفة أجزاء من جسده الصغير. زرنا محمد في المشفى والتقى بأمه وبعض من أشقائه المصابين.
وهكذا حديث المرأة التي كانت تتكشف وتصرع فقالت: يا رسول الله ادع الله لي، فقال: إن شئت صبرتِ ولك الجنة ، قالت: أصبر، فهذا يدل على أن الصبر له شأن عظيم وأنه من أسباب دخول الجنة، قالت: ادع الله لي ألا أتكشف، فدعا الله له ألا تتكشف، يعني عند الصرع، والصرع هو ما يصيب الإنسان من صرع الجن فيسقط في بعض الأحيان يصرعه من تلبس به من الجن، وقد يبتلى الناس بهذا، قد يصرع في اليوم مرة أو مرتين أو في الأسبوع فيختلف ما يقع للناس من هذا، وقد يكون الصرع بأسباب أخرى غير مس الجن، وهو ما يقع من الأمراض في الرأس، قد يقع مرض في الرأس وفتوق في الرأس يصرع من أجلها فإذا عولج بالكي وغيره بريء بإذن الله. والحديث الثالث: حديث ابن مسعود في قصة بعض الأنبياء، الأنبياء هم أصبر الناس، وأشرف الناس عليهم الصلاة والسلام، هم أصبر الناس على البلاء، وهم أتقى الناس لله عليهم الصلاة والسلام، وقد أوذوا في الله وصبروا وبلغوا الرسالة، ومن ذلك نبي من الأنبياء ضربه قومه فأدموه فهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون!
كم من رجل فقد حبيبتيه وتمنى لو كان له قدرة ليعيدها ولكن الأمر بمشيئة الله سبحانه وتعالى ، وتلك الحبيبتين هما نعمة البصر ، تلك النعمة التي اذا فقدها احد يستوي الليل والنهار لديه ، ويحرم رؤية الاصحاب والاحباب ، والأهل والخلان ، فقال عليه الصلاة والسلام ((من أخذت حبيبتاه فصبر فليس له جزاء إلا الجنة))..... وقال تعالى: ((وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون. أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)).
صعب إن تحب شخصاً لا يحبك.. الأصعب أن تستمر في حبه رغم عدم إحساسه بك. صعب إن نشتم بأمل أن يأتي أحد لمنعنا ونتصارع بأمل أن يأتي أحد ليفرقنا. من لي برؤيةِ من قد كنْتُ آلفهُمْ.. وبالزمنِ الذي وَلَّى فلم يَعُد لا فارقَ الحزنُ قلبي بعدَهم أبداً.. حتى يفرقَ بين الروحِ والجَسَدِ. شاق هو الفراق الأبدي ولكن علينا أن نتدرب على النسيان لنستطيع العيش. بعد الفراق.. كل طرف يقول لست مخطيء ربما يكون هو من أخطأ، وربما تكون هي من فعلت، لذلك.. لا مجال للعتاب بعد الفراق. الفراق.. هو الموت الصغير. الفراق.. حزن كلهيب الشمس يبخر الذكريات من القلب ليسموا بها إلى عليائها فتجيبه العيون بنثر مائها.. لتطفئ لهيب الذكريات. الفراق.. نار ليس للهبه حدود.. لا يحسه إلا من إكتوى بناره. الفراق.. لسانه الدموع.. وحديثه الصمت.. ونظره يجوب السماء. الفراق.. هو القاتل الصامت.. والقاهر الميت.. والجرح الذي لا يبرأ.. والداء الحامل لدوائه. الفراق.. كالحب تعجز الحروف عن وصفه وإن أبيني تفرقاً. الفراق.. كالعين الجارية التي بعد ما أخضر محيطها نضبت. نتزوج بسهولة، ونفترق بصعوبة. وما خير عيش لا يزال مفجعاً.. يموت نديم أو فراق حبيب. نبدو بخير.. رغم الفراق أنا وأنت لم يقتلنا البعد.. لا نزال نمارس الحياة بشكل معتاد.