كما فوجئ اللبنانيون ليل امس ب" كم من نفحات الطهارة والبراءة" يعبق من شاشات التلفزة ، الى حد توقعوا معه " ان يرشح زيت القداسة" فيما لو استمر " الحديث التلفزيوني المتعفف" فترة اطول. وهكذا تدور عجلة المفاوضات الحكومية مجددا سعيا لحل، و" يا دارة دوري فينا ضلّي دوري فينا تا ينسوا اساميهن وننسى اسامينا".
احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن. اغنية فيروز يا دارة دوري فينا. قد يقول قائل إن عيد استقلال وطنك قد أقبل، فاستقبله بالاهازيج والزغاريد، وانثر الارز والورود وكلمات الشعر والخطابة، وقد يقول آخر فلنتذكر "ايام العز والفخر" في هذا اليوم، ولكني اقول ليس الاستقلال في وطني سوى كذبة سمجة، وطرفة مبكية، وهراء. فأنا لن اعترف بالاستقلال، ولن احتفل بما يسمى عيده، ولن ابارك لأحد، مع كل محبتي لكم، ومع تمنياتي أن يغدو ما يُسمى وطننا وطنًا مكتمل العناصر، لا يفرضه أجنبي علينا وقد سخّر منه ولخدمته بعض سماسرة الكرامة والشرف والاخلاق. لن أعترف بالاستقلال… • حتى يعلم الشعب أن معظم سياسييه، وبعض كبار عسكرييه ومعهم كهنة كبار وصغار، هم من اتباع حزب المصرف المرتبط باللوبي الاقتصادي الاميركي، والذي يعمل وفق الاجندة لفتح الابواب امام الشركات الاميركية لاستثمار -نسمع بها كثيرًا وهي تلطيف لكلمة سرقة- مواردنا المادية، وطاقاتنا البشرية، ومستقبلنا ومستقبل اولادنا واولاد اولادنا والذين بعدهم، فـ"يقبعهم" ويرميهم في البحر، هم والبدائل التي يقدمها لنا الاميركي تحت مسميات مختلفة من جمعيات الـ NGO's، ليضعنا في دوامة ونحن نغني "يا دارة دوري فينا…".
كتبت نوال نصر في نداء الوطن: فلنبدأ من الآخر، من ذهاب وزير ومجيء آخر، فهل نحن في بداية تربوية جديدة أم في إستجرار لمرحلة سابقة ملبدة قاتمة؟ وهل سيكون عباس الحلبي على "هوا" طارق المجذوب "طارئاً" على التربية أم سيكون القاضي – الفصل في ترجمة الأفكار الى "أفعال" حقيقية لا التلهي بالأقوال؟ عيونٌ كثيرة شاخصة نحو وزارة التربية في وقتٍ يدرك الجميع صعوبة، كي لا نقول إستحالة، طمأنة المعنيين في الشأن التربوي بأن الأيام العجاف إنتهت وأياماً "وردية" آتية. فالتلميذ ضائع والأستاذ "ملبك" والأهالي في ضياع هائل. فهل الوزير الحلبي يملك عصا سحرية قادرة أن تُبدّل كل المشهد؟ عباس الحلبي هو أكثر من يعرف أن العصا السحرية ليست موجودة إلا في الروايات العتيقة لكنه يطالب "بفرصة وببعض الوقت". يا داره دوري فينا فيروز. مطلبٌ قد يكون محقاً في أيام أخرى عادية لكن في الحالة اللبنانية الكارثية "ترف الوقت" انتهى والتلاميذ يلعبون لعبة زهرة المارغريت: في مدرسة، ما في مدرسة، في مدرسة، لا، لا ما في مدرسة… والاهالي يجمعون ما تبقى من قروش بيضاء علّهم يتمكنون من سداد كلفة تعليم أولادهم، إيماناً منهم أن "الزراعة تسدّ الجوع والصناعة توفّر الإحتياجات لكن التعليم يصنع وطناً".
الهام سعيد فريحة نأخذُ كلامَ هذهِ الأغنيةِ الرائعةِ من كلماتِ الاخوين رحباني: " يا داره دوري فينا ضلي دوري فينا، تاينسو اساميهن وننسى اسامينا". هذا هو واقعُ حَالِنا ندورُ حولَ أنفسنا وتدورُ بنا البلدُ حتى أصبنا بدوارٍ، وبالتالي "بالغثيانِ" إذا لم نقل اكثرَ. في أيِّ كارثةٍ نعيشُ ؟ وماذا سيطلعُ علينا كلَّ يومٍ؟ من مآسٍ ومآثرٍ ؟ حينَ تُضطَرُ قاضيةٌ إلى الإحتفاظِ بوثائقَ لئلا يُصيبها التلفُ ، ففي أيِّ دولةٍ نكونُ ؟ غرَّدتِ النائب العام الإستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون فكتبت: " لكلِّ من تساءلَ لماذا وضعتُ الاجهزةَ المضبوطةَ من شركةِ مكتف في منزلي. لا اعتذار ولا تأليف و"يا دارة دوري فينا ضلي دوري فينا". اقترحُ عليهم زيارةَ مستودعِ قصرِ العدلِ في بعبدا ليشاهدوا العجائبَ: "الرطوبةُ وتسرُّبُ المياهِ المبتذلةِ والحشراتُ ،للأسف... انا لستُ FBI وليسَ لديَّ مكاتبُ تحتَ تصرفي، نحنُ نعملُ كقضاةٍ بالحدِّ الأدنى المتوافرِ". فحينَ تكشفُ قاضيةٌ بحجمِ وأهميةِ غادة عون عن الوضعِ المزري في أروقةِ وزارةِ العدلِ ، فإنَ السؤالَ الذي يتبادرُ إلى الذهنِ هو: ما هي خطةُ وزيرةِ العدل ماري كلود نجم لحمايةِ مستنداتِ ووثائقَ القضاءِ ؟ إذا ضاعت او أُتلفتْ هذهِ الوثائقُ، فعن أيِّ قضاءٍ نتحدثُ في هذهِ الحالِ ؟ *** نحنُ نعيشُ في قلبِ كارثةٍ لا مثيلَ لها ، وحينَ نتحدثُ عن قطاعٍ معيَّنٍ فإننا نخشى وحتماً ان تكونَ سائرُ القطاعاتِ شبيهةً بهِ.
الأربعاء 1 جمادى الأولى 1437 هـ - 10 فبراير 2016م - العدد 17397 صبا عندما توفي عاصي الرحباني عام 1986 أبطل مفعول مسمى الأخوين رحباني. وفي خضم التهاء اللبنانيين في تدمير دولتهم عبر الحرب اللبنانية 1975-1990، واصطراع بديلتين داخلها: منظمة التحرير الفلسطينية وحزب الله، جاهد منصور الرحباني في تدمير الحنجرة الرحبانية: فيروز، بطردها من بيت الزوجية حين وقع عاصي رهين الجلطة الدماغية منذ عام 1972 حتى وفاته 1986 وتشويه سمعتها، ثم توهم بناء مسرح جاهز بالتاريخ وأهله: سقراط وزنوبيا والمتنبي والمعتمد بن عباد وطانيوس شاهين وجبران خليل جبران، وفي سرد سيرة الأخوين حيث يرويها فيكتشف الفجوة الكبيرة بينه وبين عاصي في الموهبة والخبرة والنتيجة. لقد انتهى الإنتاج الثقافي، من الاسكتشات والأغاني والمسرحيات والبرامج للأخوين رحباني بين عامي 1943- 1986 ثم عاش منصور ما بين 1987 حتى عام 2009. لا اعتذار ولا تأليف و"يا دارة دوري فينا ضلي دوري فينا". أنتج مسرحيات عدة كتبها من التاريخ ووضع أسماء ملحنيها من أبنائه غدي وأسامة ومخرجها مروان، وجاهد ليرفع حنجرة غسان صليبا بديلاً بالإضافة إلى صوت الظل هدى حداد ثم كارول سماحة ثم في خطأ لطيفة –وهو ذات الخطأ عند زياد الرحباني-. يبخِّر هنري زغيب لصاحبه كثيراً ويدينه أكثر من التكريم، حين سجل حواراته معه -أي منصور الرحباني- عام 1993 والمنشورة تباعاً في مجلة الوسط في ثماني حلقات "1993-1994" ثم جمعت لاحقاً في كتاب "طريق النحل" "2001" في طبعة خاصة تبرع بها أحد رجال الأعمال.
(p-١٨٤)﴿ما أنْزَلَنا عَلَيْكَ القُرْءانَ لِتَشْقى﴾ ﴿إلّا تَذْكِرَةً لِمَن يَخْشى﴾ ﴿تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الأرْضَ والسَّماواتِ العُلى﴾ ﴿الرَّحْمَنُ عَلى العَرْشِ اسْتَوى﴾ ﴿لَهُ ما في السَّماواتِ وما في الأرْضِ وما بَيْنَهُما وما تَحْتَ الثَّرى﴾. افْتُتِحَتِ السُّورَةُ بِمُلاطَفَةِ النَّبِيءِ ﷺ بِأنَّ اللَّهَ لَمْ يُرِدْ مِن إرْسالِهِ وإنْزالِ القُرْآنِ عَلَيْهِ أنْ يَشْقى بِذَلِكَ. أيْ تُصِيبَهُ المَشَقَّةُ ويَشُدُّهُ التَّعَبُ، ولَكِنْ أرادَ أنْ يُذَكِّرَ بِالقُرْآنِ مَن يَخافُ وعِيدَهُ. ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى - الشيخ بندر بليلة - YouTube. وفي هَذا تَنْوِيهٌ أيْضًا بِشَأْنِ المُؤْمِنِينَ الَّذِينَ آمَنُوا بِأنَّهم كانُوا مِن أهْلِ الَخَشْيَةِ ولَوْلا ذَلِكَ لَما ادَّكَرُوا بِالقُرْآنِ. وفِي هَذِهِ الفاتِحَةِ تَمْهِيدٌ لِما يَرِدُ مِن أمْرِ الرَّسُولِ ﷺ بِالِاضْطِلاعِ بِأمْرِ التَّبْلِيغِ. وبِكَوْنِهِ مِن أُولِي العَزْمِ مِثْلَ مُوسى - عَلَيْهِ السَّلامُ - وأنْ لا يَكُونَ مُفَرِّطًا في العَزْمِ كَما كانَ آدَمُ - عَلَيْهِ السَّلامُ - قَبْلَ نُزُولِهِ إلى الأرْضِ. وأُدْمِجَ في ذَلِكَ التَّنْوِيهُ بِالقُرْآنِ لِأنَّ في ضِمْنِ ذَلِكَ تَنْوِيهًا بِمَن أُنْزَلَ عَلَيْهِ وجاءَ بِهِ.
قَالَ أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن جَرير: اخْتَلَفَ أَهْل التَّأْويل في تَأْويل قَوْله: { طَه} فَقَالَ بَعْضهمْ: مَعْنَاهُ يَا رَجُل. ذكْر مَنْ قَالَ ذَلكَ: 18076 - حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد, قَالَ: ثنا أَبُو تُمَيْلَة, عَنْ الْحَسَن بْن وَاقد, عَنْ يَزيد النَّحْويّ, عَنْ عكْرمَة, عَنْ ابْن عَبَّاس: طَه: بالنَّبَطيَّة: يَا رَجُل. 18077 - حَدَّثَني مُحَمَّد بْن سَعْد, قَالَ: ثني أَبي, قَالَ: ثني عَمّي, قَالَ: ثني أَبي, عَنْ أَبيه, عَنْ ابْن عَبَّاس, قَوْله: { طَه مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْك الْقُرْآن لتَشْقَى} فَإنَّ قَوْمه قَالُوا: لَقَدْ شَقيَ هَذَا الرَّجُل برَبّه, فَأَنْزَلَ اللَّه تَعَالَى ذكْره { طَه} يَعْني: يَا رَجُل { مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْك الْقُرْآن لتَشْقَى}. 18078 - حَدَّثَنَا الْقَاسم, قَالَ: ثنا الْحُسَيْن, قَالَ: ثني حَجَّاج, عَنْ ابْن جُرَيْج, قَالَ: أَخْبَرَني عَبْد اللَّه بْن مُسْلم, أَوْ يَعْلَى بْن مُسْلم, عَنْ سَعيد بْن جُبَيْر أَنَّهُ قَالَ: طَه: يَا رَجُل بالسُّرْيَانيَّة. * - قَالَ ابْن جُرَيْج: وَأَخْبَرَني زَمْعَة بْن صَالح, عَنْ سَلَمَة بْن وَهْرَام, عَنْ عكْرمَة, عَنْ ابْن عَبَّاس, بذَلكَ أَيْضًا.