فبلغنا أنهم لم يجدوا البقرة التي نعتت لهم إلا عند عجوز عندها يتامى ، وهي القيمة عليهم ، فلما علمت أنه لا يزكو لهم غيرها ، أضعفت عليهم الثمن. فأتوا موسى فأخبروه أنهم لم يجدوا هذا النعت إلا عند فلانة ، وأنها سألتهم أضعاف ثمنها. فقال لهم موسى: إن الله قد كان خفف عليكم فشددتم على أنفسكم فأعطوها رضاها وحكمها. تفسير: (وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة). ففعلوا ، واشتروها فذبحوها ، فأمرهم موسى ، عليه السلام ، أن يأخذوا عظما منها فيضربوا به القتيل ، ففعلوا ، فرجع إليه روحه ، فسمى لهم قاتله ، ثم عاد ميتا كما كان ، فأخذ قاتله - وهو الذي كان أتى موسى فشكا إليه [ مقتله] - فقتله الله على أسوأ عمله.
فلما أصبح جاء كأنه يطلب عمه ، كأنه لا يدري أين هو ، فلم يجده. فانطلق نحوه ، فإذا هو بذلك السبط مجتمعين عليه ، فأخذهم وقال: قتلتم عمي ، فأدوا إلي ديته فجعل يبكي ويحثو التراب على رأسه ، وينادي: واعماه. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة البقرة - الآية 67. فرفعهم إلى موسى ، فقضى عليهم بالدية ، فقالوا له: يا رسول الله ، ادع الله لنا حتى يبين لنا من صاحبه ، فيؤخذ صاحب الجريمة فوالله إن ديته علينا لهينة ، ولكنا نستحيي أن نعير به فذلك حين يقول الله تعالى: ( وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون) فقال لهم موسى ، عليه السلام: ( إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة) قالوا: نسألك عن القتيل وعمن قتله ، وتقول: اذبحوا بقرة. أتهزأ بنا! ( قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين) قال ابن عباس: فلو اعترضوا بقرة فذبحوها لأجزأت عنهم ، ولكنهم شددوا وتعنتوا [ على] موسى فشدد الله عليهم. فقالوا: ( ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك) والفارض: الهرمة التي لا تلد ، والبكر التي لم تلد إلا ولدا واحدا. والعوان: النصف التي بين ذلك ، التي قد ولدت وولد ولدها ( فافعلوا ما تؤمرون قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها) قال: نقي لونها ( تسر الناظرين) قال: تعجب الناظرين ( قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها) من بياض ولا سواد ولا حمرة ( قالوا الآن جئت بالحق) فطلبوها فلم يقدروا عليها.
فجعل التاجر يحط له حتى بلغ ثلاثين ألفا وزاد الآخر على أن ينتظر أباه حتى يستيقظ حتى بلغ مائة ألف فلما أكثر عليه قال والله لا أشتريه منك بشيء أبدا وأبى أن يوقظ أباه فعوضه الله من ذلك اللؤلؤ أن يجعل له تلك البقرة فمرت به بنو إسرائيل يطلبون البقرة وأبصروا البقرة عنده فسألوه أن يبيعهم إياها بقرة ببقرة فأبى فأعطوه ثنتين فأبى فزادوه حتى بلغوا عشرا. فقالوا والله لا نتركك حتى نأخذها منك فانطلقوا به إلى موسى عليه السلام فقالوا يا نبي الله إنا وجدناها عند هذا وأبى أن يعطيناها وقد أعطيناه ثمنا. فصل: إعراب الآية رقم (62):|نداء الإيمان. فقال له موسى; أعطهم بقرتك. فقال; يا رسول الله أنا أحق بمالي. فقال صدقت. وقال للقوم; أرضوا صاحبكم فأعطوه وزنها ذهبا فأبى فأضعفوه له حتى أعطوه وزنها عشر مرات ذهبا فباعهم إياها وأخذ ثمنها فذبحوها قال اضربوه ببعضها فضربوه بالبضعة التي بين الكتفين فعاش فسألوه من قتلك؟ فقال لهم ابن أخي قال; أقتله فآخذ ماله وأنكح ابنته.
قال: اضربوه ببعضها ، فضربوه بالبضعة التي بين الكتفين ، فعاش ، فسألوه: من قتلك ؟ فقال لهم: ابن أخي ، قال: أقتله ، فآخذ ماله ، وأنكح ابنته. فأخذوا الغلام فقتلوه. وقال سنيد: حدثنا حجاج هو ابن محمد ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، وحجاج ، عن أبي معشر ، عن محمد بن كعب القرظي ومحمد بن قيس - دخل حديث بعضهم في حديث بعض - قالوا: إن سبطا من بني إسرائيل لما رأوا كثرة شرور الناس ، بنوا مدينة فاعتزلوا شرور الناس ، فكانوا إذا أمسوا لم يتركوا أحدا منهم خارجا إلا أدخلوه ، وإذا افتتحوا قام رئيسهم فنظر وأشرف ، فإذا لم ير شيئا فتح المدينة ، فكانوا مع الناس حتى يمسوا. قال: وكان رجل من بني إسرائيل له مال كثير ، ولم يكن له وارث غير أخيه ، فطال عليه حياته فقتله ليرثه ، ثم حمله فوضعه على باب المدينة ، ثم كمن في مكان هو وأصحابه. قال: فأشرف رئيس المدينة على باب المدينة فنظر ، فلم ير شيئا ففتح الباب ، فلما رأى القتيل رد الباب ، فناداه أخو المقتول وأصحابه: هيهات! قتلتموه ثم تردون الباب. وكان موسى لما رأى القتل كثيرا في أصحابه بني إسرائيل ، كان إذا رأى القتيل بين ظهراني القوم أخذهم ، فكاد يكون بين أخي المقتول وبين أهل المدينة قتال ، حتى لبس الفريقان السلاح ، ثم كف بعضهم عن بعض ، فأتوا موسى فذكروا له شأنهم.
وجملة: (لعلّكم تتقون) لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: (تتّقون) في محلّ رفع خبر لعلّ. الصرف: (الطور)، اسم عام يطلق على كلّ جبل أو خاص يطلق على جبل بعينه، وزنه فعل بضمّ فسكون. (خذوا)، فيه حذف الهمزة من أوّله تخفيفا، وزنه علوا بضمّ العين. (قوّة)، مصدر سماعيّ لفعل قوي يقوى باب فرح، وزنه فعلة بضمّ فسكون، وقد أدغمت عينه ولامه بعد القلب، وأصله قوية، اجتمعت الواو والياء وكانت الأولى منهما ساكنة فقلبت الواو إلى ياء فقيل قيّة بضمّ القاف ولمجيء الياء الأولى ساكنة وقبلها مضموم قلبت واوا ولحقت بها الياء الساكنة لمناسبة التضعيف، فقيل قوّة.. إعراب الآية رقم (64): {ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَلَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ (64)}. الإعراب: (ثمّ) حرف عطف (تولّيتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. وفاعله (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (تولّيتم)، (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه واللام للبعد والكاف للخطاب. الفاء استئنافيّة (لولا) حرف امتناع لوجود، شرط غير جازم (فضل) مبتدأ مرفوع، والخبر محذوف وجوبا تقديره موجود (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (على) حرف جرّ و(كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (فضل)، الواو عاطفة (رحمة) معطوفة على فضل مرفوع مثله والهاء مضاف إليه، اللام واقعة في جواب لولا (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون.. و(تم) ضمير متّصل اسم كان (من الخاسرين) جار ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كنتم وعلامة الجرّ الياء.
بعض ما قيل الدكتور مصطفى محمود اقوال مصطفى محمود قول مصطفى محمود اقوال عن الدين المزيف 548 views
ها نحن نتباعد عن بعضنا أكثر فأكثر كل يوم وكأننا شظايا تتناثر في الفضاء، ويعجز الواحد منا أن يسمع الآخر أو يوصل إليه رأياً أو يلقى له أذناً، أو يفتح له قلباً. (لغز الحياة) الله هو المحبوب وحده على وجه الأصالة وما نحب في الآخرين إلا تجلياته وأنواره فجمال الوجوه من نوره وحنان القلوب من حنانه فنحن لا نملك من أنفسنا شيئاً إلا بقدر ما يخلع علينا سيدنا ومولانا من أنواره وأسمائه. أن السعادة ليست حظّا، ولا بختاً، وإنما هي قدرة.. أبواب السعادة لا تفتح إلا من الداخل.. من داخل نفسك.. السعادة تجيئك من الطريقة التي تنظر بها إلى الدنيا، ومن الطريقة التي تسلك بها سبيلك. للصمت المفعم بالشعور حكم أقوى من حكم الكلمات (الروح والجسد) إن نفوسنا هي المعاقل الأولى للثورة. أقوال مصطفى محمود - موضوع. الله لا يتركنا ندعي أي شيء إلا ويمتحننا فيه … بأن يضعنا أمام مخاطر الكلمة ومخاطر التبعة.. فيطالبنا بثمن الصدق إن كنا صادقين.. والله يمتحننا في ظاهرنا وباطننا ويمتحن جواهرنا وقلوبنا وأفعالنا (الروح والجسد) الناجح هو ذلك الذي يصرخ منذ ميلاده جئت إلى العالم لأختلف معه ولا يكف عن رفع يده في براءة الطفولة ليحطم بها كل ظلم وكل باطل (الأحلام) إن من يقتل أخاه لا يكره أخاه, وإنما يكره نفسه.. فاليد لا ترتفع لتقتل إلا إذا كانت النفس من الداخل يعتصرها التوتر.
كل لحظة تطرح على الإنسان موقفاً وتتطلب منه اختياراً بين بديلات.. وهو في كل اختيار يكشف عن نوعية نفسه وعن مرتبته ومنزلته ودون أن يدري. حينما أرسل الله رسوله موسى إلى فرعون وهو السفاح الجبار المتألّه.. أرسله بآيات وكرامات ومعجزات ودعوى بالحسنى.. وقال لموسى وأخيه هارون قولاً له قولاً ليّناً لعله يذّكر أو يخشى.. وهذا هو درس القرآن في الدعوة إلى الله. اقتباسات من أقوال الدكتور مصطفى محمود إليكم مجموعة من اقتباسات الدكتور مصطفى محمود: ولو تأملوا الموت لما تهالكوا على الحياة.. ولو ذكروا الآخرة لفروا فراراً إلى جناب ربهم. أغلب التدين الذي نراه من حولنا شكلي ولهذا ما يلبث أن يتحول إلى جدل ثم شجار ثم تناحر ثم يفعل بأصحابه ما فعل اليسار بأصحابه.. لأنه ليس تدينا حقيقياً بل زخرفاً شكلياً وشعارات جوفاء.. وتلك ظواهر تخلف وعلامات طفولة حضارية. الإسلام ليس ألغازاً وليس لوغاريتمات ولا يحتاج منا إلى كل تلك الفتاوى.. والنبي عليه الصلاة والسلام أجاب من سأله عن الإسلام فقال في كلمات قليلة بليغة: قل لا إله إلّا الله ثم استقم.. هكذا ببساطة كل المطلوب هو التوحيد والاستقامة على مكارم الأخلاق.. اقوال مصطفي محمود عن الحب. إنّها الفطرة والبداهة التي نولد بها لا أكثر.. أن تحب أخاك كما تحب نفسك.