فالمؤمنون غيروا ما بأنفسهم من خير؛ غَيَّر الله ما بهم من نعمة إلى نقمة؛ ويقال لمن يسأل عن السبب: (قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (آل عمران: 165)، وقد سبقت مشيئة الله بأن تتحقق هذه السنة الكلية عبر سنة جزئية موقوتة، يمكن أن نسميها سنة "التَّدَاعي العقابي" وهي التي جاءت في حديث: (يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها)، هذا التداعي لا يتحقق إلا بتحالف الأضداد، وهذا ما رأيناه سابقا، حيث أبطات سنة الإغراء بين طواف أهل الكتاب؛ لمزاحمة سنة التداعي واستلزامها توافقق المتنافرين المتدابرين بشكل مؤقت. ولولا سنة كلية أخرى ماضية في المؤمنين لما رأينا من هذا المأزق مخرجا، هذه السنة المنقذة هي التي قال الله تعالى فيها: (وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا) (النساء: 141)، والحالة الوحيدة التي يكون للكافرين فيها على المؤمنين سبيل هي أن يستمر ويدوم عُلُوُّهم على المؤمنين بلا أمل في التغيير؛ مما يكون حجة للكافرين على المؤمنين؛ إذ كيف يكون أهل الإيمان على حق وهم تحت قهر أهل الباطل أبدا؟! لذلك فهذه السنة تقضي بحتمية انتهاء هيمنة الكفر على الإسلام وخروج المسلمين من المازق.
الحمد لله.. والصلاة والسلام على رسول الله.. وبعد.. لماذا تضطرب الرؤية في كثير من الأحيان برغم توافر المعلومات والتجارب؟ ما هو بالتحديد العنصر الغائب في عملية الاستشراف التي تُعَدُّ بوصلة التخطيط الاستراتيجي؟ سؤال يطرح نفسه بقوة كلما اضطربت الرؤى ووقع الخلق بسبب ذلك في الخلط والارتباك، والجواب يبدو بسيطا وساذجا، لكنّنا في غمرة الانبهار بالدراسات الاستشرافية الوضعية – والتي يجب ألا نهملها – نمضي متجاهلين لهذا الأمر البسيط ومعرضين عنه، إنّها السنن الإلهية، أجل.. السنن، النواميس، القوانين الإلهية التي تحكم الحياة.
وفي هذه السورة الشرح بيان مقام محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام عند ربه، وبيان أن من ألزم نفسه الدعوة والبلاغ عن الله ونشر الدين - أن يجتهد في التخلص من الأوزار التي قد تحجب عنه بعد حب الله حب الناس والتأثير فيهم، حين ينشرح صدره لما يدعو إليه مؤمنًا تمام الإيمان بحق الله عليه في الدعوة إليه، فإذا تمكن وحقق في نفسه مؤهلات استحقاقه مقام الداعية الحق، أكرمه الله بالقبول، فرفع مقامه وخلد ذكراه بين الناس في حياته وبعد وفاته، وعاش حياته يرى اليسر والتيسير وإن اجتمع عليه في كل أمر عسرين: ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [الشرح: 5، 6]. وإن الله الذي اختار لفظة الربوبية في هذا الموضع، ليؤكد أن معاني الربوبية ملازمة لمن ينصب راغبًا فيما عند الله من خيري الدنيا والآخرة، ولعل من يقرأ سورة الشرح بنيَّة أن يشرح الله صدره ويذهب ما يختلج فيه من الضيق والكرب، أو الخوف والهم والغم والحزن، أو يشرح صدره حين تضيق عليه الدنيا بما رحبت وتعسرت عليه الأمور، أو لمن أوجعته أوزاره واشتد ندمه، ويرجو الخلاص من ملازمة آثارها وعواقبها، أو يرجو انشراح صدره؛ ليبين له ما اشتبه عليه من الحق، أو من يجد في نفسه انجذابها للترويح والقعود عن العبادات والطاعات، أو من يرغب في تذوق حلاوة العبادات دون الشعور بالنصب في أدائها.
إنَّ الرزق مشغلة النفوس، وبخاصة تلك التي لم يستغرقها الإيمان، ولكن ابتغاء الرزق من الله وحده حقيقة، لا مجرد استثارة للميول الكامنة في النفوس.
إننا كمسلمين أصحاب رسالة سماوية نتحرى الصدق ما استطعنا إلى ذلك سبيلا ففيه مصلحة شخصية ومصلحة وطنية، ومصلحة قومية دنيوية، بالإضافة إلى ما فيه من ثواب وأجر أخروي. وقد لمسنا جميعا الآثار الوخيمة التي ترتبت على الكذب على المستوى الوطني، والمستوى الإقليمي، والمستوى الدولي ولن يجنى الأفراد الكذابون إلا وبال أمرهم رغم سعادتهم الوقتية بما مارسوه وما جنوا منه من نتائج، وكذلك البلدان التي مارست الكذب على المستوى الأرفع فما كان من نصيبها إلا الخسائر البشرية والمادية، والاقتصادية وهي اليوم تعاني، وربما في المستقبل ستعاني الكثير سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. طلب (الرزق) وفق الإرشاد القرآني.. وعلاقته بمفهوم العبادة لــ الكاتب / علي الصلابي. إنه في أدبياتنا وموروثاتنا قيم ومعانٍ إن تمسكنا بها واقتدينا آثارها فسنجنب أنفسنا، وأهلينا ووطننا الآثار السيئة للكذب. فما أجملك أيتها الحقيقة، وما أجملك أيها الصدق، ولكنك عزيز، وعصي على الفهم والاستيعاب، وفي الحصول عليك جهد وعناء ومثابرة وتضحية وفداء، ولكن كل شيء يهون في سبيل راحة النفس وطمأنينة البال والخاطر، والسعادة في الحياة والعيش الكريم في ظل الأمن والاستقرار والتطور والنماء. وعلى الخير والمحبة نلتقي
إنها سورة تحمل مثاقيل من دلالات الخير والبشائر تدعونا بالمقابل إلى تثقيل موازيننا بالحمد والشكر لله قولًا وعملًا وفكرًا، ممتنين رحمته ووده وفضله الزاخر في هذه السورة الجميلة بدلالاتها وكنوزها والمسماة ( الشرح). اللهم اشرح صدورنا للحق والعمل به، وضَعْ عنا أوزارنا التي أثقلتنا، وارفع قدرنا ومقامنا عندك، ثم بين خلقك وييسِّر لنا ما تعسَّر، وأشغلنا بطاعتك والالتذاذ بأوراد ذكرك حمدًا وشكرًا وإيمانًا ويقينًا بما عندك، ووفِّقنا للتقلب الجميل بين جميع أنواع طاعاتك وعباداتك، واجعل لذائذنا وانشراح صدورنا في الرغبة فيما عندك، إنك نعم المولى ونعم النصير، ﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾ [الشرح: 7، 8].
أم الفحم- كشف الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني (محظورة)، عن أن السلطات الإسرائيلية فشلت في "قهري وإذلالي والانتقام مني" أثناء سجنه، مشددا على أنه "في شوق للمسجد الأقصى ومدينة القدس المباركة". والاثنين، جرى الإفراج عن الشيخ صلاح (63 عاما)، بعد سجنه 17 شهرا؛ بتهمة ينفيها وهي "التحريض على العنف والإرهاب"، واستقبله عشرات الفلسطينيين خارج سجن "مجدو" الإسرائيلي. ويقول الشيخ صلاح، في مقابلة مع الأناضول بمدينة أم الفحم (شمال): "تمت معاملتي بالأسر معاملة خاصة من حيث محاولة قهري وإذلالي والانتقام مني، لم يعشها، والله أعلم، أي أسير سياسي قبل ذلك". ويضيف: "عندما يدخل الأسير السياسي إلى السجن، مهما كانت خلفيته، ينضم إلى مكان عام يجمعه مع الأسرى السياسيين، وإذا ما حدثت إشكاليات قد تزيد إدارة السجن من قهره وتعزله". في ظلال القرآن سيد قطب. ويتابع: "ولكن أنا بالعكس، فمنذ اللحظة الأولى لدخولي إلى السجن، فُرض عليَّ العزل وكان هناك إصرار على إبقائي في العزل". ويشير الشيخ صلاح إلى أنه حاول على مدى فترة سجنه الخروج من العزل، ولكن قضاة المحاكم الإسرائيلية رفضوا. ويزيد: "أنا شخصيا أعرف ما النتائج التي قد تكون في أروقة المحاكم الإسرائيلية، ومع ذلك حاولت أن أكشف كل قناع قد تتغطى به بعض الجوانب الرسمية في المؤسسة الإسرائيلية، فاتفقت مع المحامين أن نذهب إلى القضاء الإسرائيلي لنطالب بإبطال عزلي الغريب من نوعه عن كل الأسرى السياسيين دون استثناء".