تعد التعزية من الأمور المستحبة التي وردت بشأنها بعض النصوص الشرعية التى تأكد استحبابها، لما يترتب عليها من ثواب وأجر للمعزي والمعزى، وأفضل ما يقال لأهل الميت هو دعاء التعزية كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما ورد في حديث عن أسامة بن زيد قال: أرسلت ابنة النبي – صلى الله عليه وسلم – إليه أن ابناً لي قبض فائتنا، فأرسل يقرئ السلام ويقول: "إن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكلٌ عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب"، وفي رواية أخري: "وكل شيء عنده بأجل مسمى" وفي هذا المقال تقدم لكم "تريندات" دعاء التعزية وآداب العزاء، وأفضل ما يقال لأهل الميت. دعاء التعزية قال الإمام الشافعي رحمه الله: "ليس في التعزية شيء مؤقت [يعني: محدد]". ما يقال في العزاء - مقال. كما قال ابن قدامة رحمه الله: "لا نعلم في التعزية شيئاً محدوداً" وأفضل ما يمكن للشخص أن يُعزى المصاب بما عَزَّى به النبي صلى الله عليه وسلم ابنته بقوله: ( إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ، وَلَهُ مَا أَعْطَى، وَكُلٌّ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى، فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ) رواه البخاري، ومسلم. ومن الصيغ الأخري التى صرح أهل العلم بجوازها عَظَّم الله أجرك، وأحسن عزاءك، وغفر لميتك، وألهمك صبراً، وأجزل لنا ولك بالصبر أجرًا.
وقال ابن باز: (أمَّا إذا كان المَيِّت كافرًا فلا يُدْعَى له، وإنَّما يُعَزَّى أقاربُه المسلمونَ بنحوِ الكلماتِ المذكورة). ((مجموع فتاوى ابن باز)) (13 /380). أفضل ما يقال في العزاء | المرسال. ويُقالُ في تعزيةِ المسلمِ إذا كان المَيِّتُ كافرًا: أعظَمَ اللهُ أَجْرَك وأحسَنَ عزاءك، وفي تعزية الكافِرِ إذا كان المَيِّت مُسلمًا، أحسَنَ الله عزاءك وغَفَرَ لميِّتِك، وفي الكافر بالكافِرِ: أخلَفَ اللهُ عليك. ينظر: ((الفتاوى الهندية)) (1/167)، ((الأذكار)) للنووي (ص: 150)، ((المغني)) لابن قدامة (2/405) انظر أيضا: المطلب الأول: حُكمُ تعزيَةِ المُسلم. المطلب الثاني: تَكرارُ التَّعزيةِ. المطلب الثالث: حُكمُ تَعزيةِ الكافِرِ. المطلب الرابع: مَنِ الذي يُعَزَّى؟.
( إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكلّ شيء عنده بأجل مسمّى). الدعاء لأهل الميت بـ(اللهم أخلف فلان في أهله ثلاثاً). ويقال عند التعزية أيضاً ( رحمك الله وآجرك) أو يرحمه الله ويأجرك. ما يقال للتعزية - موضوع. فقد عزَّى رسولنا الكريم رجلاً فقال:" رحمك الله وآجرك. ويمكن أيضاً استخدام أيّ لفظ من ألفاظ المواساة التالية: ( أعظم الله أجرك)،أو (غفر لميّتك) أو (أحسن الله عزاءك)، أو ( جبر الله مصابك) ونحوها. ويقال أيضاً: آجرك الله، وقد جاءت هذه العبارة من فقه الإمام البخاريّ؛ حيث قال في كتاب الإجارة: (باب إذا استأجر أجيراً فبيّن له الأجر ولم يبيّن العمل لقوله تعالى: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَةَ حِجَجٍ إلى قوله: وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ يأجر فلاناً يعطيه أجراً، ومنه في التّعزية آجَرَكَ الله).
كتب عمر بن عبد العزيز إلى عون بن عبد الله يعزيه على ابنه: "أمّا بعد! فإنّا من أهل الآخرة سكنا الدنيا أموات أبناء أموات، فالعجب من ميت كتب إلى ميت يعزيه عن ميت.. والسلام". من المُستَحَب تذكير المصاب بالأجر العظيم الذي ينتظره في الآخرة إن هو صَبِر.
اللهمّ اجعل قبره روضةً من رياض الجنّة، ولا تجعله حفرةً من حفر النّار. اللهمّ افسح له في قبره مدّ بصره، وافرش قبره من فراش الجنّة. اللهمّ أبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وأدخله الجنّة، وأعذه من عذاب القبر، ومن عذاب النّار. اللَّهم اغفر لِحَيِّنَا وَميِّتِنا، وَصَغيرنا وَكَبيرِنَا، وذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا، وشَاهِدِنا وَغائِبنَا. اللَّهُمَّ منْ أَحْيَيْتَه منَّا فأَحْيِه على الإسْلامِ، وَمَنْ توَفَّيْتَه منَّا فَتَوَفَّهُ عَلى الإيمانِ، اللَّهُمَّ لا تَحْرِمْنا أَجْرَهُ، وَلا تَفْتِنَّا بَعْدَهُ. اللهمّ إنّه كان يشهد أنّك لا إله إلّا أنت، وأنّ محمّداً عبدك ورسولك، وأنت أعلم به. اللهمّ إنّا نتوسّل بك إليك، ونقسم بك عليك أن ترحمه ولا تعذّبه، وأن تثبّته عند السّؤال. اللهمّ إنّه نَزَل بك وأنت خير منزولٍ به، وأصبح فقيراً إلى رحمتك، وأنت غنيٌّ عن عذابه. دعاء للميت قصير اللهمّ اّنسه في وحدته، وفي وحشته، وفي غربته. اللهمّ أنزله منزلاً مباركاً، وأنت خير المنزلين. اللهم اجعل عن يمينه نوراً، حتّى تبعثه آمناً مطمئنّاً في نورٍ من نورك. اللهمّ أعذه من عذاب القبر، وجفاف ِالأرض عن جنبيها.
لا تفرح فرح الذي يستخفه المال ، فيشغل به قلبه ، ويطير له لبه ، ويتطاول به على العباد.. ( إن الله لا يحب الفرحين).. فهم يردونه بذلك إلى الله ، الذي لا يحب الفرحين المأخوذين بالمال ، المتباهين ، المتطاولين بسلطانه على الناس.
وليعلم أنه لا يدخل في هذا فرح من آتاه الله مالاً وجاهاً، ونحو ذلك إذا لم يحمله ماله أو جاهه على الكبر والبطر والتعالي على الآخرين. والله أعلم.
لا تكن مِن هؤلاء: حبيبي الغالي، إياك أنْ تقفَ هذا الموقف في: ظلم، وخداع، ونفاق، وغش، وشهادة زور ثم تفرح. تفسير قوله تعالى ..إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِين - إسلام ويب - مركز الفتوى. حبيبي الغالي، لا تكن مِن هؤلاء: ﴿ لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [آل عمران: 188]. ولا تكن من هؤلاء: ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ﴾ [الأنعام: 44]. وإيَّاك أن تكن من هؤلاء: ﴿ فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ﴾ [التوبة: 81]. ولا تكن من هؤلاء: ﴿ اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ ﴾ [الرعد: 26]؛ لأنَّ مصير الفرح الزائف، الفرح غير الشرعي، الفرح بغير الحق - هو المقت واللعن في الدنيا، والعذاب والانتقام في الآخرة؛ ﴿ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ ﴾ [القصص: 81] لماذا؟ ﴿ ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ ﴾ [غافر: 75].
جمال الصوت، وصفاء النفس، وروعة القرآن، وبركة الزمان، وهدوء المكان يُشعِرُك وكأن كلماتِ الله تتنَزَّل على قلبك الآن، وأنت وحْدَك المعنيُّ بها دون بني الإنسان، إنَّها روح جديدة تأتي مع بزوغ كل فجر جديد، إنَّها حياة جديدة تولد مع ميلاد كل يوم جديد، حياة جديدة تَمُرُّ على القلب المكدود، تجري فيه الدِّماء، وتبعث فيه الرُّوح، وتُجدد فيه الحياة، وتشعل فيه الأمل.
كن مِن هؤلاء: حبيبي الغالي، مِن حقك أن تفرح بطاعة الله من حجٍّ وصلاة، من صيام وزكاة، من الوقوف مع الحق، وحسن الجوار، وطاعة الوالدين، وصلة الأرحام وغيرها كثير؛ ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58].
اللهم فرِّحنا بالإسلام، وفرحنا بالقرآن، وفرحنا بالإيمان، وشَفِّع فينا الصيام والقرآن، واجعلنا من المخلصين لك، العاملين لدينك، الفَرِحين بلقائك، التَّوَّاقين للقاء حبيبك وصفيك في الجنة، اللهم ارزقنا الإخلاصَ في القول والعمل، ولا تَجعل الدُّنيا أكبر هَمِّنا ولا مبلغ علمنا، وصلِّ اللهم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلِّم، والحمد لله رب العالمين.