فضائل وقيمة كتاب المستدرك للمستدرك أهمية كبيرة في علم الحديث عند المسلمين، تتضح من مقدمة الكتاب: للمستدرك قيمة هامة في علم الحديث، لما اشتمل عليه من أحاديث كثيرة تستند لضبط وشروط الصحيحين، وللكتب التي كُتبت عنه لاحقًا، وإن كان به تساهل إلا أنَّ الكتب اللاحقة قامت بتنقيح وتدقيق كُل ذلك. الرد على المشككين والمنافقين في ذلك الزمان الذين كانوا ينتقصون السنة المطهرة ويقصرون الصحيح منها على الصحيحين. فقد كتب الحاكم في مقدمة كتابه المستدرك: (وقد نبغ في عصرنا هذا جماعة من المبتدعة يشتمون برواة الآثار، بأن جميع ما يصح عندكم من الحديث لا يبلغ عشرة آلاف حديث). الرجال الذين احتُج بهم في الصحيحين رووا أيضًا أحاديث صحيحة غير التي شملها الصحيحان، فقد أتى المستدرك بها. فقال الحاكم في مقدمة كتابه: (وقد سألني جماعة من أعيان أهل العلم بهذه المدينة وغيرها أن أجمع كتابًا يشتمل على الأحاديث المروية بأسانيد يحتج بها محمد بن إسماعيل، ومسلم بن الحجاج بمثلها. وقد خرج جماعة من علماء عصرهما ومن بعدهما عليهما أحاديث قد أخرجاها. وأنا أستعين الله على إخراج أحاديث رواتها ثقات، قد احتج بمثلها الشيخان رضي الله عنهما). وقد دافع الذهبي عن المستدرك بعد قول أبو سعد الماليني: « طالعت كتاب (المستدرك على الشيخين) الذي صنفه الحاكم من أوله إلى آخره، فلم أر فيه حديثا على شرطهما.
» قال الذهبي: « هذه مكابرة وغلو، وليست رتبة أبي سعد أن يحكم بهذا، بل في (المستدرك) شيء كثير على شرطهما، وشيء كثير على شرط أحدهما، ولعل مجموع ذلك ثلث الكتاب بل أقل، فإن في كثير من ذلك أحاديث في الظاهر على شرط أحدهما أو كليهما، وفي الباطن علل خفية مؤثرة ». من الكتب التي كُتبت على المستدرك نظرًا لتساهل الحاكم في تصحيح بعض الأحاديث قام أهل العلم من بعده – وبالاستعانة بالأسانيد التي أوردها الحاكم في كتابه – بضبط الصحيح من تلك الأحاديث من الضعيف منها، وألفوا في ذلك كتبًا، زادت من قيمة الكتاب وأهميته في العلم، فقد بينت ما يؤخذ منه وما لا يؤخذ، فكان مجموع هذا (الكتاب مع الكتب التي كتبت عنه) زيادة هامة في الأحاديث الصحيحة في خزينة الأمة من علوم الحديث، ومن أهمها: تلخيص المستدرك: لمحمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، قام فيه الذهبي بتلخيص المستدرك، وتصحيح الصحيح منه تبعًا للأسانيد، وقد اختصره في ثلث الكتاب الأصلي. اختصر فيه الذهبي الأسانيد، وأبقى فيه من السند ما يعرف به مخرج الحديث في الغالب، أما المتون فلم يحذف منها إلا القليل، وقال في مقمة التخليص: (هذا ما لخص محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي من كتاب المستدرك على الصحيحين للحافظ أبي عبد الله الحاكم رحمه الله، فأتى بالمتون وعلق الأسانيد).
المستدرك على الصحيحين - دار التأصيل ›› إصداراتنا / المستدرك على الصحيحين الكاتب: للإمام الحافظ أبي عبد الله الحاكم النيسابوري المعروف بابن البيع الزيارات: 5583 زائر الطباعات: 1 بسم الله الرحمن الرحيم تقوم دار التأصيل - مركز البحوث وتقنية المعلومات – بعلمائها وباحثيها منذ ثمانية وعشرين عاما على خدمة السنة النبوية وعلومها مستخدمة أساليب التوثيق العلمية المعتمدة، وأحدث التقنيات الحاسوبية التي صممتها خصِّيصى لخدمة السنة النبوية وعلومها، وقد كان شعار دار التأصـيل في جميع أعمالها طيلة مسيرتها: (الإتقان من أجل جودة تليق بالسنة النبوية). ومما قامت دار التأصيل - مركز البحوث وتقنية المعلومات - على خدمته والعناية به كتاب «المستدرك على الصحيحين» للإمام الحافظ أبي عبد الله الحاكم النيسابوري المعروف بابن البيع رحمه الله (405 هـ) فوضعت خطة علمية لإنجازه في صورة تليق بمكانة «المستدرك» ومصنفه. ومن أهم ما تميزت به طبعة دار التأصيل ما يلي: ضبط وتحقيق الكتاب على أوثق نسخة خطية (رواق المغاربة بالجامع الأزهر) بالإضافة إلى نسخة ابن الوزير اليمنية، ونسخة دار الكتب المصرية كنسختين مساعدتين لحل إشكالات ضبط النص، واستكمال الخرم الذي اعترى لأصل (نسخة رواق المغاربة)، مع تصويب الأخطاء التي وقعت في الطبعات السابقة، وذلك وفق منهج علمي عليه عمل المتخصصين في تحقيق كتب السنة.
المستدرك على الصحيحين - يا لها من مكتبة عظيمة النفع ونتمنى استمرارها أدعمنا بالتبرع بمبلغ بسيط لنتمكن من تغطية التكاليف والاستمرار أضف مراجعة على "المستدرك على الصحيحين -" أضف اقتباس من "المستدرك على الصحيحين -" المؤلف: إبراهيم بن المنذر النيسابوري أبو بكر الأقتباس هو النقل الحرفي من المصدر ولا يزيد عن عشرة أسطر قيِّم "المستدرك على الصحيحين -" بلّغ عن الكتاب البلاغ تفاصيل البلاغ جاري الإعداد...
أقوال ذكرت في نقد المستدرك قال أبو صلاح (المتوفى عام 643 هـ) يتحدث عن الحاكم: (هو واسع الخطو في شرط الصحيح، متساهلٌ في القضاء به). وقال بدر الدين بن جماعة (المتوفى عام 733 هـ) يتحدث عن الأحاديث التي صححها الحاكم: (إنه يتتبع ويحكم عليه بما يليق بحاله من الحسن والضعف). قال الحافظ العراقي يتحدث عن قول بدر الدين بن جماعة: (وهذا هو الصواب). قال السخاوي متحدثًا عن الحاكم: (وهو معروف عند أهل العلم بالتساهل في التصحيح، والمشاهدة تدل عليه). وقد تعجب ابن حجر عندما صحح الحاكم حديثًا هو نفسه حكم على أحد رواته بالوضع، فقال ابن حجر: (ومن عجيب ما وقع للحاكم أنه أخرج لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وقال بعد روايته "هذا صحيح الإسناد"، وهو أول حديث ذكرته لعبد الرحمن، مع أنه قال في كتابه الذي جمعه في الضعفاء: "عبد الرحمن بن زيد بن أسلم روى عن أبيه أحاديث موضوعة لا تخفى عمن تأملها من أهل الصنعة". وقال الحاكم في آخر هذا الكتاب: "فهؤلاء الذين ذكرتهم قد ظهر عندي جرحهم، لأن الجرح لا استحله تقليدًا"). قال ابن حجر: فكان هذا من عجائب ما وقع له من التساهل والغفلة. قال ابن تيمية: وكثيرًا ما يصحح الحاكم أحاديث يُجزم بأنها موضوعة لا أصل لها).
الاعتماد على طبعة دار التأصيل لصحيحي البخاري ومسلم لدقة ضبطهما وتحقيقهما حيث اعتبرنا أن العمل على «المستدرك» يبدأ بالعناية بضبط «الصحيحين» لأن «المستدرك» مرتبط بهما وللتأكد من دقة النتائج. تنفرد طبعة دار التأصيل بالترتيب السليم للكتاب وذلك أثناء كتاب: «الإمامة وصلاة الجماعة»، وهذا الترتيب لم نسبق إليه بفضل من الله لا في المطبوعة الهندية ولا في غيرها من طبعات الكتاب التي تلتها. تخريج أحاديث الكتاب بعزوها في الحاشية إلى مواضعها من «إتحاف المهرة» للحافظ ابن حجر و«تحفة الأشراف» للحافظ المزي، والاستفادة منهما في ضبط أسانيد الكتاب. التنبيه على ما فات الحافظ ابن حجر عزوه للمستدرك في «الإتحاف» وهو ثابت عندنا في طبعة دار التأصيل، وكذا التنبيه على المواضع التي عزاها الحافظ ابن حجر للمستدرك ولم نجدها في النسخ الخطية المعتمدة لدينا. إعداد دراسة حاسوبية استقرائية مدعومة بخبرة العلماء والباحثين تتضمن التحقق من دقة قول الإمام الحاكم في حكمه على الأحاديث وذلك من خلال منهج استقرائي يضمن التحقق من رواة الإسناد وسلاسله الكلية والجزئية ومراجعة متون الصحيحين. وقد قمنا بعرض نتائج هذا الاستقراء بشيء من التفصيل في فصل خاص أثناء المقدمة العلمية.
ولا يحل لزوج أن يمنع زوجته من أداء فرضها، ولا لوالد أن يمنع ولده من أداء فرضه؛ شحًا به، أو خوفًا عليه؛ فإن الشفقة الحقيقة هي في الخوف على الأولاد من عقوبة الله تعالى بتركهم فرائضه سبحانه. بل الواجب على الزوج أن يأمر زوجته بالحج، ويحثها عليها؛ لأنه أمر بالطاعة. وإن رافقها إلى الحج، أو دفع نفقة حجها وحج محرمها معها كان ذلك إحسانا لعشرتها، وعونا على أداء فرضها. وفي قصة الرجل الذي اكتتب في الغزو وامرأته حاجة أمره النبي عليه الصلاة والسلام بأن يترك الغزو فقال «ارْجِعْ، فَحُجَّ مَعَ امْرَأَتِكَ» رواه الشيخان. حجــــوا قبـــل أن لا تحجــــوا - شبكة حوار بوابة الاقصى. فأمره بالرجوع عن الغزو بعد اكتتابه فيه وخروجه له. والرجوع عن الجهاد بعد الخروج له منهي عنه، لكنه أبيح في هذه الصورة. فعلم بهذا الحديث أن مرافقة الزوجة أو إحدى المحارم لحج فرضها مقدم على جهاد التطوع، فيا له من فضل عظيم يغفل الناس عنه. ولو أن امرأة منعها زوجها من حج الفريضة أو ولدا منعه أبوه منه مع قدرته عليه فلزوجة أن تحج مع أحد محارمها بدون إذن زوجها، وللولد أن يحج دون إذن أبيه، فليس للأب ولا للزوج طاعة إن أمرا بترك فريضة. ومن أراد أداء فرضه فلا يلتفت للمثبطات، ولا يستمع للمثبطين؛ فإن من عزم على إرضاء الله تعالى بأداء فرضه أعانه الله تعالى، ويسر له كل عسير.. وعليه أن يستعد للحج مبكرا باختيار حملته، واستخراج تصريحه، وتعلم أحكامه؛ فإن كثيرا من الناس يفوتهم قضاء فرضهم في كل عام بسبب تأخرهم في الاستعداد للحج، فإذا أغلقت الحملات تسجيلها، وامتلأت بحجاجها، تعلل بأنه لم يجد حملة يحج معها، وهذا دأبه في كل عام، ويظن أن هذا عذرا صحيحا، والتفريط منه لا من غيره.
وفي رواية: " فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى الْحَبَشِ فَوْقَ الْكَعْبَةِ بِأَيْدِيهِمْ مَعَاوِلُ يَهْدِمُونَهَا حَجَرًا حَجَرًا "[5] ، بينما نرى عجبا من بعض الناس، حين يحدثك عن جولاته السياحية حول العالم من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، دون أن يمر بخاطره القيام بفريضة الحج الواجبة عليه، كأنه لم يسمع من قبل عتب ربه عليه، ففي الحديث القدسي "يقول الله عزّ وجلّ: إن عبداً صححت له جسمه ووسعت عليه في المعيشة تمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إلي لمحروم"[6]. ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أراد الحج فليتعجل، فَإِنَّهُ قَدْ يَمْرَضُ الْمَرِيضُ، وَتَضِلُّ الضَّالَّةُ، وَتَعْرِضُ الْحَاجَةُ"[7]، فلربما عاجله الموت او المرض أو الفقر بعد ذلك. ومن كان به بخل أو خاف الفقر والعيلة فله العهد من رسول الله الكريم: " تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَإِنَّ الْمُتَابَعَةَ بَيْنَهُمَا، تَنْفِي الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ، خَبَثَ الْحَدِيدِ"[8]. حجوا قبل أن لا تحجوا. بعد ذلك كله نسمع من يقول إن الحج لم يعد ضرورياً لأن هدفه كان جمع الناس لتعريفهم بالدين الجديد، وفي عصر الفضائيات اليوم لم تعد بالناس حاجة للتنقل والسفر، وصار بإمكانهم مشاهدة المناسك وسماع العلم وهم في بيوتهم ولا داعي لتكبد مشقات السفر والمناسك.
ومن توفيق الله تعالى لمحارم النساء تبرعهم بصحبة من لم يحج من محارمهم، وعدم النظر إلى أن فلانًا أولى بهن منه أو أقرب إليهن؛ فإن من أعان ظعينة على قضاء فرضها كان له من الأجر مثل أجرها، مع ما يكتب له من أجر حجه، فيرجع بأجر حجه وأجر من حج معه من محارمه.. ويا له من فضل.. لو فقهه الرجال ما حجوا إلا بمحارمهم، ولما بقيت امرأة إلا قضت فرضها. والنبي عليه الصلاة والسلام قد حث القادر على الحج من رجال ونساء أن يبادروا بقضاء فرضهم، من باب أداء الفرض في أول وقت وجوبه، ومن باب المسارعة في الخيرات؛ ولئلا تعرض له طوارئ تمنعه من الحج فيندم؛ فإن دوام الحال من المحال. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " تَعَجَّلُوا إِلَى الْحَجِّ -يَعْنِي: الْفَرِيضَةَ- فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَدْرِي مَا يَعْرِضُ لَهُ " وفي رواية: "مَنْ أَرَادَ الْحَجَّ فَلْيَتَعَجَّلْ، فَإِنَّهُ قَدْ يَمْرَضُ الْمَرِيضُ، وَتَضِلُّ الرَّاحِلَةُ وَتَعْرِضُ الْحَاجَةُ" رواه أحمد. ومن الناس من يمنعه من الحج معصية قد أصر عليها، أو كبيرة قارفها، فيقول: لا أحج حتى أتوب منها، فمضى عمره وهو ما حج وما تاب من ذنبه.
وتأمل في حال الأجداد كيف كانوا يحجون على أقدامهم وهم يسيرون شهوراً وليالي ليصلوا إلى البيت العتيق؟! وبعض الناس يتلبسه الشيطان بأعذار واهية.. فتراه يؤجل عاماً بعد آخر معتذراً بشدة الحر وكثرة الزحام؟! فمتى عُرف عن أيام الحج عكس ذلك؟! أخي المسلم: إن فضل الحج عظيم وأجره جزيل، فهو يجمع بين عبادة بدنية ومادية: فالأولى بالمشقة والتعب والنصب والحل والترحال، والثانية بالنفقة التي ينفقها الحاج في ذلك. قال صلى الله عليه وسلم: « من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه » [متفق عليه]. و « سُئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله ، قيل: ثم ماذا؟ قال: جهاد في سبيل الله ، قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور » [رواه البخاري]. وحث الرسول صلى الله عليه وسلم على التزود من الطاعات والمتابعة بين الحج والعمرة فقال: « تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير الحديد والذهب والفضة، وليس للحج المبرور ثواب إلا الجنة » [رواه الترمذي]. وقال صلى الله عليه وسلم في حديث يحرك المشاعر ويستحث الخطى: « العمرة العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة » [رواه مسلم].