[[الأثر: ١٦١٥٦ - " ابن بزيع البغدادي "، هو " محمد بن عبد الله بن بزيع البغدادي "، من شيوخ مسلم، مضى برقم: ٢٤٥١، ٣١٣٠، ١٠٢٣٩. وكان في المطبوعة: " كنا ألفًا "، زاد " كنا "، وأثبت ما في المخطوطة، وهو صواب محض. ]] ١٦١٥٧- حدثنا أحمد بن إسحاق قال، حدثنا أبو أحمد قال، حدثنا إسرائيل، عن أبى إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله بنحوه. ١٦١٥٨ - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قوله: "وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا"، قال ابن مسعود: قللوا في أعيننا، حتى قلت لرجل: أتُرَاهم يكونون مئة؟ ١٦١٥٩ - حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي قال: قال ناس من المشركين: إن العيرَ قد انصرفت فارجعوا. فقال أبو جهل: الآن إذ برز لكم محمد وأصحابه! تفسير سورة الأنفال الآية 44 تفسير ابن كثير - القران للجميع. فلا ترجعوا حتى تستأصلوهم. وقال: يا قوم لا تقتلوهم بالسلاح، ولكن خذوهم أخذًا، فاربطوهم بالحبال! = يقوله من القدرة في نفسه. * * * وقوله: "ليقضي الله أمرًا كان مفعولا"، يقول جل ثناؤه: قلّلتكم أيها المؤمنون، في أعين المشركين، وأريتكموهم في أعينكم قليلا حتى يقضي الله بينكم ما قضى من قتال بعضكم بعضًا، وإظهاركم، أيها المؤمنون، على أعدائكم من المشركين والظفر بهم، لتكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى.
* * * وقال ابن إسحاق في ذلك بما:- 16149 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة, عن ابن إسحاق: " ليهلك من هلك عن بينة " ، [ أي ليكفر من كفر بعد الحجة] ، (57) لما رأى من الآية والعبرة, (58) ويؤمن من آمن على مثل ذلك. (59) * * * وأما قوله: " وإن الله لسميع عليم " ، فإن معناه: " وإن الله " ، أيها المؤمنون، = " لسميع " ، لقولكم وقول غيركم، حين يُري الله نبيه في منامه ويريكم، عدوكم في أعينكم قليلا وهم كثير, ويراكم عدوكم في أعينهم قليلا= " عليم " ، بما تضمره نفوسكم، وتنطوي عليه قلوبكم, حينئذ وفي كل حال. (60) يقول جل ثناؤه لهم ولعباده: فاتقوا ربكم، (61) أيها الناس، في منطقكم: أن تنطقوا بغير حق, وفي قلوبكم: أن تعتقدوا فيها غيرَ الرُّشد, فإن الله لا يخفى عليه خافية من ظاهر أو باطن. -------------------- الهوامش: (41) " شفير الوادي ": ناحية من أعلاه ، وهو حده وحرفه. ليقضي الله أمرا كان مفعولا. (42) هكذا كتب هذه الجملة بين القوسين ناشر المطبوعة ، ولا أدري ما هو. والذي في المخطوطة: " انخدم بالعير على حورمة " هكذا ، ولم أستطع أن أجد لقراءتها وجهًا اطمئن غليه ، ولم أجد الخبر في مكان آخر. (43) الأثر: 16141 - سيرة ابن هشام 2: 328 ، وهو تابع الأثر السالف رقم: 16137.
16141 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة, عن ابن إسحاق: " إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى " ، من الوادي إلى مكة= " والركب أسفل منكم " ، أي: عير أبي سفيان التي خرجتم لتأخذوها وخرجوا ليمنعوها، عن غير ميعاد منكم ولا منهم. (43) 16142 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد قوله: " والركب أسفل منكم " ، قال: أبو سفيان وأصحابه، مقبلون من الشأم تجارًا, لم يشعروا بأصحاب بدر, ولم يشعر محمد صلى الله عليه وسلم بكفار قريش، ولا كفار قريش بمحمد وأصحابه, حتى التقى على ماء بدر من يسقي لهم كلهم. (44) فاقتتلوا, (45) فغلبهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فأسروهم. 16143- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, بنحوه. 16144- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله, عن ورقاء, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد مثله. 16145 - حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي قال: ذكر منازل القوم والعير فقال: " إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى " ، والركب: هو أبو سفيان (46) = " أسفل منكم " ، على شاطئ البحر.
لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا قال الله تعالى: ﴿ إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴾ [الأنفال: 43، 44]. لقد كتب الله تعالى الغلبة لجنده الصابرين ولعباده المؤمنين، وتلك سنته تعالى؛ كما قال عز وجل: ﴿ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [المجادلة: 21]، وقال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ [الصافات: 171 - 173].
يحزم كثير من الناس حقائبهم في هذه الأيام استعداداً للسفر، بعد انقضاء عام دراسي، يسافر الكثير مع عائلته، والبعض يقصد السفر مع أصدقائه، ولقد كان من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا استوى على بعيره خارجاً إلى سفر كبر ثلاثا ثم قال: (سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا، واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل، وإذا رجع قالهن وزاد آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون) رواه مسلم. وهذا الدعاء هو منهج للمسلم في سفره، فقد بدأ بعبارة حري بنا أن نتأملها تأملاً جيداً قبل أسفارنا (اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى)، حدثني أحد الأقارب، أنه بعد أن يدعو بهذا الدعاء ويذكر به أهله، أنه يقول لهم: ليكن سفرنا مبني على البر والتقوى، وهذا تذكير جميل لطيف، واستشعار للمسؤولية. صحيح أن من مقاصد السفر الاستجمام والراحة ولكن المسلم يستحضر أمر البر والتقوى في كل شؤون حياته، ما أجمل أن يحرص الواحد منا على صلاح النية، بأن ينوي بسفره القرب والطاعات، وليعلم بأن النية الصالحة يؤجر عليها، وأن المباحات إذا نوى بها التقوى على الطاعة انقلبت إلى عبادات يثاب عليها.
وذكر ابن عمر -رضي الله عنهما- في الرواية الأخرى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا رجع من سفره قال هذا الدعاء, وزاد قوله: (آيبون) أي نحن معشر الرفقاء راجعون (تائبون) أي من المعاصي، (عابدون) من العبادة (لربنا حامدون) شاكرون على السلامة والرجوع, وأنه كان إذا كان بمكان عالٍ, قال: الله أكبر؛ فيتواضع أمام كبرياء الله -عز وجل-, ثم قال: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له.. » إقرارًا بأنه -تعالى- المتفرد في إلهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته, وأنه -جل وعلا- الناصر لأوليائه وجنده. الترجمة: الإنجليزية الفرنسية الإسبانية التركية الأوردية الإندونيسية البوسنية الروسية الصينية الفارسية الهندية الكردية عرض الترجمات