المنافقون قديما وحديثا: ولكن هناك فئة أخرى تحمل الحقد والغل نفسه أو أشد، وقلوبهم أشد بغضا للإسلام وأهله، ولكنهم يعيشون بين المسلمين، وينتسبون لدينهم في الظاهر وحقيقتهم كما قال الله: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نشهد إنك لرسول اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ يعلم إنك لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ}(المنافقون:1).
نحن معكم!!.. [لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ، وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا، وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ... ] إنها ذات المواقف!.. بل إن تكرارها يوحي إليك كأن بعض الألفاظ تتكرَّر.. وهي كذلك بالفعل!!.. ليظل التحذير الإلهي ماثلاً لكل أمة مؤمنة تحمل لواء الحق عبر التاريخ.. من أوبئة النفاق وشروره؛ حتى يطارد المؤمنون النفاق في نفوسهم وفي صفوفهم.. كما يجاهدون الباطل من حولهم.. بل أشد!!.. هم العدو فاحذرهم !! | قصة الإسلام. فليست مصادفة أن تتركَّز إشارة العداء في الآية الكريمة على المنافقين بأسلوب القصر، حيث يُعَقِّب ربنا بعد استعراض صفاتهم التي توقفنا أمامها آنفًا.. بقوله سبحانه: [هُمُ الْعَدُوُّ.. فَاحْذَرْهُمْ!! قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ؟! ]
المنافقون في السابق وفي العصر الحالي قلوبهم متشابهة وأفعالهم متكررة، وهم دائما يدافعون عن الفواحش والمنكرات ويحاربون الخير والمعروف، وكلهم يتعاونون في هذا السبيل، قال الله تعالى عنهم: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (67) وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ (68)} [سورة التوبة: 67-68]. يفرح المنافقون دوما بما ينزل على المسلمين من مصائب وآلام ويحزنون إذا حقق المسلمون أي انتصار وتخرس ألسنتهم، فقلوبهم ليست مع المؤمنين، وولاؤهم دوما وأبدًا مع الكافرين!! قال تعالى: {إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُواْ قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِن قَبْلُ وَيَتَوَلَّواْ وَّهُمْ فَرِحُونَ} [سورة التوبة: 50]. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة المنافقون - الآية 4. يطعنون بسنن المصطفى ويستهزئون بشريعة الرحمن، فلم يتركوا مظهرًا من مظاهر الاقتداء بالحبيب صلى الله عليه وآله وسلم إلاّ واستهزؤوا به!!
روى ابن إسحاق في السيرة والبيهقي في "دلائل النبوة" عن صفية بنت حيي رضي الله عنها قالت: لم يكن أحد من ولد أبى وعمى أحب إليهما منى، لم ألقهما في ولد لهما قط أهش إليهما إلا أخذاني دونه، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قباء، قرية بنى عمرو بن عوف، غدا إليه أبى وعمى أبو ياسر بن أخطب مغلسَين، فو الله ما جاءانا إلا مع مغيب الشمس، فجاءانا فاترين كسلانين ساقطين يمشيان الهوينى، فهششت إليهما كما كنت أصنع، فو الله ما نظر إلى واحد منهما، فسمعت عمي أبا ياسر يقول لأبي: أهو هو؟ قال: نعم والله! قال: تعرفه بنعته وصفته؟ قال: نعم والله. قال: فماذا في نفسك منه؟ قال: عداوته والله ما بقيت! هم العدو فاحذرهم. لقد جسد حيي بقوله هذا طبيعة أعداء الإسلام في كل زمان وفي كل مكان، فبغض الإسلام هو قضيتهم التي لا يمكن أن تفارق قلوبهم، وهي وإن فارقت ألسنتهم أحيانا إلا أن قلوبهم تبقى مليئة بالكراهية، ولأن القلوب قدور والألسنة مغارفها، فلابد أن يغترف اللسان من القلب ويخرج بعضا أو كثيرا من مكنوناته، وهذا ما يحصل على ساحة النزال بين الحق والباطل وبين الإسلام والكفر، وبين الهدى والضلال.. وستبقى كلمات المبغضين والشانئين تدل عليهم.
- ومن مواقفه المخزية هروبه يوم غزوة أحد ورجوعه بثلث الجيش، ومنها الوقوف مع يهود بني قينقاع والدفاع عنهم بعد نقضهم العهد مع رسول الله صلي الله عليه وسلم، وموالاته للكفار وقوله: "إني امرؤ أخشي الدوائر". - وهو الذي تولى كبر حادثة الإفك يتهم رسول الله صلي الله عليه وسلم في شرفه وزوجته، ويطعن في عائشة ليسقط قامات الإسلام السامقة، وقد فضحه الله. ولشدة خطر هؤلاء فقد أنزل الله فيهم آيات كثيرة كأنها تتنزل اليوم، وإنما نبه عليهم أكثر من غيرهم من الأعداء لأنهم يستعملون وسائل شرعية لهدم الأصول، ويخفون علي العامة، فأعين البسطاء علي الوسائل وأعينهم هم علي الأهداف. وعموما فإن المنافقين في عهد رسول الله قد فضحهم الله وأخزاهم.. وأما منافقوا زماننا فهم أبناء المنافقين الأول، صح فيهم قول القائل "ومن شابه أباه فما ظلم".. وهذا الوصف أثقل شيء عليهم اليوم وهو ربطهم بأسلافهم، كما كان أثقل شيء علي أسلافهم ربط القرآن بأفعالهم، فأفعال الأجداد هي أفعال الأحفاد.. ولحن القول القديم ملازم لمنافقي العصر الحديث، وصفات الأولين هي صفات الآخرين، وما زال الآخر ينسج علي منوال الأول. وقانون الكل "عداوته ما حييت". فالمنافقون، في كل زمانٍ ومكانٍ متشابهون، يُظهرون خلاف ما يُبطنون، يدَّعون حبهم لدين الإسلام وهُم لشريعته مبغِضون، وللانقياد لها رافضون، بل هُم للإسلام وأهله في الليل والنهار يكيدون، وقد نسوا أنَّ الله مُخرجٌ ما يكتمون.
عداؤهم للإسلام لا يمكن أن يغسله الإحسان، ولا يمكن أن ينهيه المودة والسلام، ﴿ أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ﴾ [البقرة: 100]. لكن البشرى أنهم أذلة صاغرون ﴿ لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ﴾ [الحشر: 14]. والبشرى الأخرى أن الرعب دب في قلوبهم، والهزيمة صرحوا بها؛ ﴿ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ﴾ [النساء: 104]، والعاقبة في النهاية للمسلمين؛ "لا تقومُ الساعةُ حتى يقاتلَ المسلمون اليهودَ، فيقتلُهم المسلمون، حتى يختبئَ اليهوديُّ من وراءِ الحجرِ والشجرِ، فيقول الحجرُ أو الشجرُ: يا مسلمُ يا عبدَ اللهِ هذا يهوديٌّ خلفي، فتعالَ فاقْتلْه"؛ متفق عليه. اللهم زدهم نكالًا ووبالًا وأخرجهم من الأرض المقدسة أذلة صاغرين. وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين والمسلمات فاستغفروه إن ربي غفور رحيم. الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَكَفَى، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى عَبْدِهِ الْمُصْطَفَى، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اجْتَبَى.
إقليم نجد نجد عبارة عن هضبة يتراوحُ ارتفاعها ما بين 762 و 1524 م فوق سطح البحر، مع انخفاض تدريجي من الغرب نحو الشرق، وهضبة نجد من رمال صحراء الحجارة، وصحراء النفود الكبير شمالًا، والدهناء شرقًا، وحدود الربع الخالي جنوبًا، بينما يحدها من الغرب جبال الحجاز ومن الجنوب الغربي مرتفعات عسير، وتبدأ من جبال الحجاز إلى سور كسرى عند نهر الفرات الذي بناه للحماية من هجمات قبائل العرب على المدائن، ولقد كان للعرب قديما مقولة "من رأى حضنا فقد أنجد" وذلك يعني أنه من كان قادمًا من الحجاز للشرق ورأى جبل حضن في عالية نجد شمالي مدينة تربة البقوم فقد دخل في نجد، وسيذكر تاليًا تاريخ إقليم نجد.
نجد الشمالية من القدس إلى مدينة عنيزة في القصيم يا لها من مكتبة عظيمة النفع ونتمنى استمرارها أدعمنا بالتبرع بمبلغ بسيط لنتمكن من تغطية التكاليف والاستمرار أضف مراجعة على "نجد الشمالية من القدس إلى مدينة عنيزة في القصيم" أضف اقتباس من "نجد الشمالية من القدس إلى مدينة عنيزة في القصيم" المؤلف: كارلو غوارماني الأقتباس هو النقل الحرفي من المصدر ولا يزيد عن عشرة أسطر قيِّم "نجد الشمالية من القدس إلى مدينة عنيزة في القصيم" بلّغ عن الكتاب البلاغ تفاصيل البلاغ
أهلها بينهم محبة ومودة فهم كعائلة واحدة, أفراح أحدهم تعم أهل البلد بأكمله, و أحزان أصغرهم هي مأساة بالنسبة لهم كلهم. في الطرقات تجد الناس يبتسمون لبعضهم, فهذا يسلم و ذك يتبسم, هذا يلوح بيده و ذاك ينظر نظرة حب إلى إخوته, فالكل يعرف الكل, و الكل يتنقل في البلد فكأنه يتنقل في أرجاء بيته. و ذلك لأن البلد نشأت صغيرة ثم كبرت مع التطور الحضاري الذي يعم المملكة بشكل عام, فصار أهل البلد بينهم ترابط و معرفة على مرور السنوات. هذه هي البدائع مسكن الجمال, هذه هي البدائع رائعة هذا الزمان, هذه هي البدائع حسناء الديار, هذه هي البدائع فاتنة الأمصار, هذه هي البدائع بلدٌ فيها القلب يحتار. القصيم من نجد كامل. للبدائع نبض غريب له لحن عجيب, لها نسمة عليلة تنزل على القلب كقطرة جميلة, لهاصفات و سمات, و كل سماتها و صفاتها تحتاج إلى مئات الصفحات لأن نتحدث عنها, و لعل قلمي لا يجاري جمالها و حسنها. و لكن لعل صورتها تجبر كسرقلمي, و تصف بعض حسنها.
البدائع بلد الروائع: هذه الكلمات ترددها أفواه الشباب من أهل البلد من بعد أن رأت عيونهم روائع مدينتهم, هذه الكلمات هي لحن نشيدهم الذي يعشقون بعد أن أصبحوا على ترانيم هذه التحفة الفنية. إنه حلم و مع الأيام أصبح حقيقة تلامس الواقع, و واقع جميل يشهده الجميع, و جهد ملحوظ يشكره من لامسه, و عاشه, أو مر بطيفه و صافحه, و أمل يستمتع به كل من يعيش لحظاته أو ينتظر غده بمفاجأته. فالبدائع هي بحق بلدٌ تجمع كل رائعة, و تحتوي كل عمل بديع. القصيم من نجد العذية. و هي ثمرة من ثمار الغرس المبارك بفضلٍ من الله ثم من أبناء البلد الذين لم يألوا جهداً في الرقي ببلدتهم, و النهوض بمحافظتهم, حتى لامست أرقى المدن الحضارية, بل و تعدتها لمصاف المدن ذات الطابع الخاص. و لقد كان للأرض الطيبة في تلك البلد أثر في عمارتها و نموها, فخصوبة أراضيها, و وفرة المياه الجوفية و قربها. جعل الناس تفد إليها و تستوطن فيها. بل جعلها الله محل بركة و مكان رزق لعبادة, فكل قادم إليها يجد رغبته في أطرافها, فالمساكن أسعارها معقولة, و الأراضي ممتدة, و شاسعة, و واسعة, و كثيرة, و بمتناول الأغلبية, و خدماتها الحكومية مكتملة. هي مدينة تحتضنها مجموعة كبيرة من البساتين, و هي مدينة بوسط حديقة تتزين بالرياحين, هي مدينة تحيط بها صحراء جميلة, هي مدينة سقاها الماء من الأودية التي حولها فغدت واحة وارفة رائعة, و إزدانت بالرمال الذهبية التي تتلألأ من حولها فجمعت بين متناقضات الطبيعة.
ويوجد بالقصيم مدينة صناعية حديثة يبلغ إجمالي مساحتها ١،٥٤ مليون متر مربع، وقد تم تطوير مساحة كبيرة من المدينة بلغ ١،٢مليون متر مربع، وقد أقيم بها ٤٨ مصنعاً منتجاً حتى الآن ويجري حالياً إنشاء ١٧ مصنعاً جديداً بالمدينة ويتوقع أن تستوعب المدينة ١٠٠ مصنع عند انتهاء تطويرها. إلى جانب النهضة في أهم مجالين وهما الصحة والتعليم؛ حيث كشفت إحصائية لوزارة الصحة، أن إجمالي المستشفيات التابعة لوزارة الصحة حتى عام ١٤٣٣هـ، ١٨ مستشفى بسعة ٢٤٠٩ أسرة، بينما بلغت المستشفيات الخاصة ٥ في بريدة ٣، و٢ في عنيزة والرس، كما تضم بريدة أشهر مركز لعلاج حالة العقم ساهم في علاج الكثير من الحالات الصعبة وهو مركز الأمير فيصل بن مشعل لعلاج العقم ويستقبل من كل المناطق، وفي التعليم فيتبع لإدارة تعليم القصيم أكثر من ٣٠٠ مدرسة في بريدة والمراكز التابعه لها.
مصنع الجزيـرة لمركبات البلاستيك مع هذه المصانع, و التنوع في الاستثمارات حق للبدائع أن تسمى بلد المصانع. البدائع بلد الماء و الدواء و الغذاء: تعود هذه التسمية إلى الدكتور / يوسف العبدالله العريني, و هو مالك مصنع الأدوية في محافظة البدائع, و هو أحد أصحاب التنويع, و الابتكار, و التجديد من المستثمرين من أهل البلد. و سبب تسميته تلك.. لأن بلدته التي يقيم عليها مشروعه الصناعي الضخم تحوي بجانب مصنعه بعض المصانع التي ضربت سمعتها في أصقاع الأرض. و هي مصنع مياه القصيم فكانت الدلالة على الماء. و تم إستقاء التسمية أيضاً من مصنع القصيم للتمور و مصنع المملكة للتمور فكانت الدلالة على الغذاء. و تظهر صور الفضاء عبر قوقل إيرث ضخامة مشروع تمور المملكة, و مايحتوي عليه من فسلات عظيمة, ليحقق بالمستقبل أكبر مصنع منتج لتمور و منتجات النخيل. و مشروع تمور المملكة يسعى حثيثاً بأن يكون أكبر مزارع النخيل في العالم, و ذلك عبر شتلاته التي زرعت منذ سنين, ويزمع المصنع أن يستفيد من كل منتجات النخلة. القصيم من نجد معظم الماء العذب. أيضاً تحتوي المدينة مصنع الأدوية فكانت الدلالة للدواء. فصارت التسمية التي أختارها الدكتور تطابق البصمة الحضارية التي تتمتع بها تلك البلدة.
زحف هذا الجيش الجرار المؤلَّف من قبائل الحساء كلِّها — من العجمان وآل مرة وبني خالد وبني هاجر والعوازم والمناصير وسبيع والسهول — البالغ عدده أربعة عشر ألفًا، منهم أربعة آلاف خيَّال، ووجهتهم الحفر، ولكنهم أُخبروا في الطريق أن ابن الرشيد قد عاد إلى بلاده، فهجموا لذلك على مطير في الصمان، فذبحوهم عن بكرة أبيهم، وغنموا أموالهم وأرزاقهم كلَّها، «ذبحناهم وأخذنا حلالهم (أمتعتهم)! » على أن حلاوة هذا النصر لم تَدُم طويلًا. فقد بلغهم عندما وصلوا إلى ماء طوال الخبر اليقين وهو أن ابن الرشيد — الذي يُحسن مثلهم الخدعة — لم يرجع إلى بلاده، بل زحف إلى الرياض يبغي محاصرتها. وقد مرَّ في طريقه بعربان من السهول فضربهم وضمَّهم إلى جيشه (١٣٢١ﻫ / ١٩٠٣م)، ثم تقدَّم مسرِعًا وهو ينوي أن يُفاجئَ العاصمة بالهجوم ليلًا عليها، فلما دنا منها عسكرٌ عند ضلع يُدعَى أبا أُم خروق ٢ دون أن يعلم بذلك أحدٌ من أهل المدينة، ولكنه عندما مشى إليها، وأصبح في ظلال نخيلها، شرَد رجل من السهول المكرَهين ودخل يصيح بالناس: العدو قرب منكم! العدو عند السور! نهض إذ ذاك الإمام عبد الرحمن بأهل الرياض للدفاع، فخرجوا على ابن الرشيد ونازلوه خارج السور، فردوه خائبًا، فنقل بعد ذلك معسكره من بمخروق إلى نخيل يبعد ساعة عن المدينة، وأقام هناك ثلاثة أيام دون أن يأتي بحركة.