آخر تحديث يوليو 18, 2021 المتحف الوطني السعودي بالرياض يُعد من أبرز المعالم السياحية والأثرية ليس في العاصمة السعودية فقط، ولكن في المملكة العربية السعودية بشكل عام، ويُعتبر المتحف جزءًا أساسيًا من مركز الملك عبد العزيز التاريخي، ويستضيف العديد من الحفلات والفعاليات السنوية الهامة. افتتح خادم الحرمين الشريفين الراحل، الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، المتحف الوطني السعودي عام 1999، وذلك ضمن الافتتاح الكبير لمركز الملك عبد العزيز التاريخي، بمناسبة مرور 100 عام على دخول الملك عبد العزيز إلى الرياض. المتحف الوطني في الرياضة. واستوحى المهندس المعماري رايموند مورياما الذي قام بتصميم المتحف الوطني، شكله من الكثبان الرملية الحمراء خارج الرياض، والتي تُعبر عن الطبيعة الصحراوية، ولكنه راعى أيضًا أن يكون التصميم تاريخيًا وحضاريًا، وتم تشييده خلال 26 شهرًا فقط. المتحف الوطني السعودي بالرياض تم العمل على تطوير البرنامج المعماري الخاص بالمتحف بعناية ودقة، من أجل بناء صرح تراثي وثقافي كبير يُنافس أمثاله في جميع أنحاء العالم، ويتقارب شكل مبنى المتحف معماريًا مع هيئة المباني التاريخية المجاورة له في قصور الملك عبد العزيز في حي المربع.
وبعبور هذا الجسر ينتقل الزائر إلى قاعة «الإسلام والجزيرة العربية»، التي تحتضن تفاصيل الفترة الممتدة من وصول النبي، صلى الله عليه وسلم، مهاجرًا إلى المدينة، إلى ما قبل قيام الدولة السعودية الأولى، إذ تشتمل على عهود صدر الإسلام، والخلفاء الراشدين، والدولة الأموية، والعباسية، وفترة الدويلات المستقلة، ثم العهد المملوكي والعثماني. كما تحتوي على آثار من مدينة الربذة، ونماذج من الأسلحة الإسلامية، والمسكوكات، والكتابة في العهود الإسلامية المختلفة، وكذلك معروضات عن الفنون، والعلوم، والأجهزة الطبية الدقيقة، إضافة إلى قطع أثرية، ومجسمات تبرز النواحي المعمارية في الربذة، وقصور المدينة، وميناء عثّر والمابيات، وكلها مدن مهمة في شبه الجزيرة العربية في العهد العباسي. وفيما يتعلق بقاعة «الدولة السعودية الأولى والدولة السعودية الثانية»، فتجسد فترة الدولة السعودية الأولى في عهد الإمام محمد بن سعود، وتطور مدينة الدرعية، والحياة الاجتماعية فيها، حتى نهايتها على يد القوات الغازية، ثم الدولة السعودية الثانية التي نشأت على يد الإمام تركي بن عبدالله في مدينة الرياض. المتحف الوطني السعودي - المسافرون. لتتابع القصة روايتها عبر قاعة «توحيد المملكة»، وما تحمله في جعبتها عن الدولة السعودية التي أسسها الملك عبد العزيز، رحمه الله، بداية من استرداده لمدينة الرياض عام 1319هـ، إذ تبدأ القاعة بنشاط الملك عبدالعزيز في توطين القبائل البدوية من خلال هجرة حديثة.
فيغوص الزائر للمتحف الوطني في الأعماق السحيقة لتاريخها، وصولًا للدولة السعودية الثالثة، حيث تأخذه قاعات العرض في رحلة عبر العصور، يعيش فيها التفاصيل اليومية في مدينة تيماء القديمة، ويتجول في قرية الفاو، وينبهر بالثراء الذي كان يعيشه سكان مدائن صالح، ويضطلع على تجارة التوابل والعطور واللبان بين مدن الجزيرة العربية، والمدن الأخرى المتاخمة لها. أما قاعة «الإنسان والكون» فتتحدث عن كوكب الأرض، حيث توضح المعروضات التغيرات التي تتم فيه، وتشرح وسائل العرض نظرية حركة الصفائح التكتونية التي تفسر تحرك القارات، وبشكل أكثر تفصيلًا الصفيحة العربية، وكذلك استعراض نشأة المعادن، والصخور بأنواعها، مع التبحر في الثروة المعدنية التي تحتضنها الأرض السعودية. المتحف الوطني بالرياض - ترافيو كوم || لخدمات السياحة بالمملكة السعودية. كما تحتوي هذه القاعة على عينات لبعض الحيوانات المنقرضة التي استوطنت شبه الجزيرة العربية قديمًا، ومنها «الإكثيوسور»، وهو أحد الزواحف المائية التي انقرضت قبل نحو مئتي مليون سنة، ونماذج من فيلة «الماستودون» التي كانت تجوب شبه الجزيرة العربية منذ 15 مليون عام، إضافة إلى أدوات من العصر الحجري، والتي ترجع إلى ما قبل عشرة آلاف سنة مضت. يودعها الزائر ليستقبله موقع خصص لفجر التاريخ في الجزيرة العربية، يحوي آثارًا ضخمة من ألواح صخرية عليها نقوش لحضارات متعددة، تعود إلى الألف الرابع قبل الميلاد، تذكر بالحضارات البائدة كقوم عاد وثمود.
وفي قاعة «الممالك العربية»، تستعرض ثلاثة عصور من الحضارات العربية القديمة، التي سادت في شبه الجزيرة العربية، أمجادها، وهي الممالك العربية المبكرة، مثل حضارة: دلمون، ومدين، وقريّة، وتيماء، والممالك العربية المتوسطة، حيث ازدهرت مدن مثل: الحمراء، ودومة الجندل، وتيماء، وتاروت، والممالك العربية المتأخرة التي ظهرت في الأفلاج، ونجران، وعين زبيدة. أما قاعة «العصر الجاهلي»، فتمثل فترة الجاهلية من عام 400م إلى البعثة النبوية، إذ توضح أحوال القبائل العربية، والآثار، والعقائد، والحياة اليومية، والعادات والتقاليد، وأسواق العرب، وتطور الخط العربي. المتحف الوطني في الرياض. وأول ما يبرز فيها صور، ومنحوتات تبين الوضع الذي كان سائدًا في العصر الجاهلي، وبخاصة عبادات العرب الوثنية، وتناحر القبائل والإمبراطوريات المتحاربة. ومن أهم المعروضات في هذه القاعة «االآطام، جمع أطم» وهي الحصون التي يبنيها سكان المدينة لحماية أنفسهم وممتلكاتهم، بسبب الحروب التي كانت مستعرة بينهم. وكذلك نماذج من الآنية والأسلحة التي يعود تاريخها إلى الفترة بين القرنين الرابع والسادس الميلاديين، والتي نبغت فيها اللغة العربية وأصبحت بوتقة الثقافة العربية. بالإضافة إلى منحوتات صخرية، ومعروضات توضح حادثة الفيل، التي وقعت في عام مولد الرسول، صلى الله عليه وسلم، في عام 571م.