بالتي هي أحسن - YouTube
يَأْمُرُ تَعَالَى بِالْعَدْلِ فِي الْفِعَالِ وَالْمَقَالِ عَلَى الْقَرِيبِ وَالْبَعِيدِ، وَاللَّهُ تَعَالَى يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ لِكُلِّ أَحَدٍ فِي كُلِّ وَقْتٍ، وَفِي كُلِّ حَالٍ. الشيخ: ولهذا قال: وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى يكون العدلُ مع قريبه، ومع البعيد، مع العدو، ومع الصديق، يكون عادلًا في أقواله وأعماله، لا يحمله حبُّ القريب أو حبُّ الصَّديق على الظُّلم، ولا يحمله البغضُ للعدو على الظلم أيضًا؛ ولهذا قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ [النساء:135]، والقسط: العدل، نعم. ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن - صحيفة الاتحاد. وَقَوْلُهُ: وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا [الأنعام:152]. قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: يَقُولُ: وَبِوَصِيَّةِ اللَّهِ الَّتِي أَوْصَاكُمْ بِهَا فَأَوْفُوا، وَإِيفَاءُ ذَلِكَ أَنْ تُطِيعُوهُ فِيمَا أَمَرَكُمْ وَنَهَاكُمْ، وَتَعْمَلُوا بِكِتَابِهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ، وَذَلِكَ هُوَ الْوَفَاءُ بِعَهْدِ اللَّهِ. الشيخ: وهذا العهد يعني: ما شرع لكم من الدِّين: وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا يعني: ما عهد إليكم من الشَّرائع والأحكام عليكم الوفاء به: وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ [البقرة:40] يعني: ما عهد اللهُ إليكم على أيدي الرسل عليكم أن تُوفوا به.
[٦] مفهوم الموعظة الحسنة الدعوة بالموعظة الحسنة: تعني الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي يكون مقترناً تارةً بالترغيب للمدعوّ وتارةً بالترهيب، ويمكن أن يتمّ ذلك بعدّة أساليب منها: [٧] أن يذكر الداعي للمدعو ما تشتمل عليه الأوامر الشرعية من المصالح، ويعدّد له ما تشتمل عليه النواهي الشرعية من المضارّ. أن يُبيِّن الداعي للمدعو إكرام الله -تعالى- لمن يقوم بدينه، وإهانة من لم يقم به. أن يذكر الداعي للمدعو ما أعدّ الله للطائعين من الأجر في الدنيا والآخرة ، وما أعدّه للذين يقومون بمعصيته -سبحانه- من العقاب في الدنيا والآخرة.
وهو أمر ليس بغريب على شخصية الدكتور العيسى وتوجهاته الفكرية والدينية التى تنطلق من الإيمان بوسطية الإسلام، وجوهر دعوته السلمية التى لا يدخر الشيخ الدكتور العيسى جهدًا فى العمل بها ونشرها. والتى أكدها فضيلته فى إحدى الحلقات بالإشارة إلى عنوان البرنامج ذاته "بالتى هى أحسن"، وهو التعبير الذى يتبنى منهج الإسلام فى الدعوة والتبليغ، ويقتفى أثره فى المخاطبة بالحسنى، والدفع بالتى هى أحسن، بعيدًا عن الجمود والتطرف، وما يقودان إليه ــ لا محالة ــ من الاضمحلال. لقد عانى الفقه والفكر الإسلامى من حالة الجمود والتشدد اللتان لم تتسببا فقط فى تأخر المسلمين عن اللحاق بركب الحضارة والتقدم، ولكن أيضًا فى إدخالهم نفقًا من العزلة أدى ببعضهم إلى انتهاج خطاب العنف والكراهية سبيلًا أوحد. ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك. وهو ما انعكس بوضوح على صورة الإسلام ذاته كدين، ليس من جانب بعض معتنقيه فقط، بل ومن جانب كثير من غير المسلمين؛ حيث أصبح ينظر إليه على أنه دين ضد الحياة، وضد السلام، وضد التعايش الإنساني. وهى صورة زائفة بلا شك. يتأكد زيفها وتهافتها على أيدى علماء كبار من أمثال الشيخ العيسى، ممن يكرسون وقتهم وجهدهم ورؤاهم المستنيرة لمحو هذه الصورة الباطلة بعرض الملامح الحقيقية لهذا الدين، وإحياء جوهره الإنسانى القائم على التسامح والاعتدال والوسطية، ونبذ العنف والتطرف وغيرها من الملامح التى يتناولها الشيخ العيسى ضمن أطروحاته ومعالجاته لمختلف القضايا التى يعرض لها البرنامج.