[٦] [٧] الدروس المُستفادة من قصة أصحاب الأخدود يُستفاد من قصة أصحاب الأخدود عدد من الدروس والعِبر، يُذكَر منها: [٧] أهمّية تنشئة الأبناء، وتربيتهم التربية الصالحة؛ فقد تضمّنت قصّة أصحاب الأخدود ذِكر شخصيّة الغلام الذي آمن بالله -تعالى-، ونَبَذَ الشِّركَ، وضَحَّى بنفسه كي يُؤمن الناس جميعاً بالله، وهذا يَدُلّ على أهمّية التربية؛ لأنّها تُخرِجُ للمُجتمع جيلاً قادراً على تجديد الدين، وتحقيق النصر للأُمّة على أعدائها. التأكيد على مسألة تعلُّق القلوب بالله -تعالى- وحده، فلا ينبغي أن يتعلّق قلب الإنسان بأفعال أحد من البشر؛ لأنّ قلوب العباد عُرضَةٌ للتغيير والتَقَلُّب، وإنّما ينبغي أن ترتبط القلوب بخالقها وحده، وقد دلّ على ذلك مَوقف الغلام الذي أعطاه الله -تعالى- القدرة على شفاء المرضى، وإبراء الأكمه، والأبرص؛ إذ كان يُرجِعُ ذلك الفضل إلى الله -تعالى-، ولا يَدعو لأَحدٍ مِنَ المرضى إلّا بعدَ أن يؤمن بالله؛ حتى تُدرك النفوس أنَّ الشِفاءَ بِيَد الله وحده. وجود البطانة الفاسدة حول الطغاة أمرٌ واقع في كلّ زمان ومكان؛ فقد تضمّنت القصّة ذِكر شخصيّة الساحر الذي كان يُزيِّن للملك أعماله، ويُعينه على باطله؛ بهدف تحقيق مصالحه، ومآربه.
وكان لقصة نوح عليه السلام في التعامل مع سنة الله في تغيير النفوس الدور الأكبر من خلال الجهد الكثير والعمل المثابر الذي قام به مع أتباعه الذين يعتبرون النواة الصلبة المؤثرة في المشهد الحضاري الجديد، وتكونت منهم الشعوب والمجتمعات والأمم البشرية فيما بعد. (1) مراجع الحلقة الخامسة والسبعون: (1) أبو الأعلى المودودي، الحضارة الإسلامية، ص. أسباب هجرة الرسول إلى المدينة المنورة - موضوع. ص 290 – 291. يمكنكم تحميل كتاب نوح عليه السلام والطوفان العظيم من الموقع الرسمي للدكتور علي محمَّد محمَّد الصَّلابي مقالات ذات صلة:
بتصرّف. ↑ مجموعة من الباحثين، مجلة البحوث الإسلامية ، صفحة 144. بتصرّف. ↑ سعيد القحطاني، الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى ، صفحة 88. بتصرّف. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6095، صحيح. ↑ الخليل بن أحمد الفراهيدي، العين ، صفحة 363. بتصرّف. ↑ مجموعة مؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية ، صفحة 144-115. بتصرّف. ↑ سورة التوبة ، آية:119 ↑ مجموعة مؤلفين، موسوعة الأخلاق الإسلامية الدرر السنية ، صفحة 337. بتصرّف. ↑ سورة الشعراء ، آية:84 ↑ رواه الترمذي، في جامع الترمذي، عن الحسن بن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:2518، حسن صحيح. ↑ ابن فارس، مقاييس اللغة ، صفحة 133. بتصرّف. ↑ مجموعة مؤلفين، موسوعة الأخلاق الإسلامية الدرر السنية ، صفحة 82. بتصرّف. ↑ محمد عبد الغفار، شرح أصول اعتقاد أهل السنة ، صفحة 8. بتصرّف. قصة أصحاب الأخدود - موضوع. ↑ مجموعة مؤلفين، مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، صفحة 245. بتصرّف. ↑ عبد العظيم المطعني، خصائص التعبير القرآني وسماته البلاغية ، صفحة 131. بتصرّف. ↑ سورة يوسف ، آية:111 ^ أ ب عبد العظيم المطعني، خصائص التعبير القرآني وسماته البلاغية ، صفحة 131. بتصرّف. ↑ راغب السرجاني، الصاحب والخليفة أبو بكر الصديق ، صفحة 5.
[١١] من الأمان، وتأتي بمعنى الأمن بالنفس أو العناية والرعاية لما هو تحت حفظك مع أدائه عند الطلب. [١٢] وفي الاصطلاح تُعرّف الأمانة بعدّة تعريفات، وذلك فيما يأتي: [١٣] هي أن يعف الإنسان عن مال غيره وعِرضه. هي ما افترضه الله تعالى على العبادِ من العباداتِ والمعاملات. أنواع الأمانة تدخل الأمانة في جميع جوانب الحياة في العبادات والمعاملات، وفي ما بين العبد وربّه، أو بين العبد وأخيه، وأنواع الأمانة كما يأتي: [١٤] الأمانة مع الله تعالى وتكون بصدقِ الإخلاص في القلب، وحسن أداء العبادات من صلاة وصوم وحج، وفي كلِّ ما افترضه الله تعالى عليه. الأمانة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتكون بحسن الاقتداء به وتطبيق سنته والدفاع عنها وتعليمها، وعدم إحداث في الدين ما يُخالف سنته. الأمانة مع الخلق وتكون بإرجاع الحقوق وإعطاءِ كلِّ ذي حقٍّ حقّه، وحفظ ما تحت رعايتك من الأموالِ والأعراضِ والأقوالِ. أهمية الأمانة في الإسلام تدخل الأمانة في كلِّ جوانب الدّين والدنيا، لذا تظهر أهمية الأمانة في ما يأتي: [١٥] إنّ العبادات بدون أمانة لا تقوم، مثل عبادة الصيام والصلاة، فمن ترك الأمانة ضيّع الطاعات والعبادات. إنّ القضاء بين الناس يحتاج إلى الأمانة من الشاهد والقاضي والخصم، وإن أخلَّ أحدهم بالأمانة ضاعت الحقوق.
[٢] وقد وصل بهم الأمر أن قالوا للرسول -صلى الله عليه وسلم- أنَّ نهاية هذا الأمر إمَّا هلاكهم أو هلاكه، وأبرز من وقف ضد النبي -صلى الله عليه وسلم- عمه أبو لهب والذي كان يمشي بين الناس قائلًا لهم: "لا تسمعوا لمحمد فإنَّه صابئٌ كاذب"، وهكذا قابل أهل مكة الدين الإسلامي بالرفض، والإعراض، وإيذاء المسلمين. [٢] إلحاق الأذى بالرسول ومحاولة قتله تمادى أهل مكة في إيذاء الرسول -صلى الله عليه وسلم- بشتَّى أنواع الإيذاء النفسي، والمعنوي، والجسدي، وممَّا فعلوه به من الأذى الجسدي ضربهم لرأسه الشريف بصخرة كبيرة أثناء سجوده، ووضع روث الحيوانات على ظهره، كما أنَّ زوجة أبي لهب كانت تضع الأشواك في طريق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعند باب بيته. [٣] أمَّا فيما يتعلق بمحاولات قتله -صلى الله عليه وسلم- فهي كثيرة؛ فقد حاول المشركون بكل جهدهم أن يقتلوا النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- ويتخلَّصوا منه؛ ومن ذلك محاولة عقبة بن أبي معيط خنق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بردائه وهو يُصلّي، حتى تداركه أبو بكر -رضي الله عنه- وخلَّصه منه. [٤] كما أنَّهم ضربوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات مرة حتى فقد وعيه، فصار أبو بكر -رضي الله عنه- ينادي: "ويلكم أتقتلون رجلًا أن يقول ربِّي الله"، فتركوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وانهالوا على أبي بكر بالضرب، ولا ننسى اجتماع قريش في دار الندوة ليلة الهجرة لاختيار شخص من كل قبيلة منهم ليجتمعوا سوية في الليل ويقتلوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فيضيع دمه بين القبائل ولا يُعرف قاتله، إلا أنَّ الله -سبحانه وتعالى- نجَّى نبيه في هذه الليلة، وهاجر بعدها إلى المدينة.