غفر له ما تقدم من ذنبه... الشيخ سعيد الكملي - YouTube
عن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ مِثل وُضوئي هذا، ثم قال: «مَنْ تَوَضَّأ هكَذَا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَكَانَتْ صَلاَتُهُ وَمَشْيُهُ إِلَى المَسْجدِ نَافِلَةً». [ صحيح. ] - [رواه مسلم. ] الشرح يبين هذا الحديث أن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- بعد أن أتى بالوضوء على كماله المشروع، ذكر أنه رأى رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- توضأ مثل وضوئه، ثم أخبر -أي النبي صلى الله عليه وسلم- أن من توضأ مثل هذا الوضوء، تفضَّل الله -تعالى- عليه وغفر له الذي تقدم من ذنوبه الصغائر المتعلقة بحق اللّه -تعالى-، وكانت صلاته ومشيه إلى المسجد أجرًا زائدًا على مغفرة الذنوب. وصفة الوضوء المشار إليه جاء عن حمران، مولى عثمان أنه رأى عثمان دعا بإناء فأفرغ على كفيه ثلاث مرار فغسلهما، ثم أدخل يمينه في الإناء فمضمض واستنثر، ثم غسل وجهه ثلاث مرات ويديه إلى المرفقين ثلاث مرات، ثم مسح برأسه، ثم غسل رجليه ثلاث مرات. الترجمة: الإنجليزية الفرنسية الإسبانية التركية الأوردية الإندونيسية البوسنية الروسية الصينية الفارسية الهندية عرض الترجمات
لقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاثة أحاديث لثلاثة أمور جعل ثواب من قام بها (غفر له ما تقدم من ذنبه) ، وكأن الله سبحانه يود المغفرة للجميع، يعرض فرصا لنيلها، فإن فاتت أحدنا فرصة، فليتشبث بالأخرى، وهكذا، فإن أفلتت كلها منه؛ فربما يصدق عليه حديث آخر "رغم أنف من أدرك رمضان ولم يغفر له"، أي خاب وخسر، فهو بأجوائه العامة رحمة ولين وسكينة، فيه النفحات والرحات، وفيه تصفد الشياطين وتفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار، فكيف يمضي رمضان ولم نحصل على المغفرة من جهة، وبلوغ منزلة التقوى التي جعلها الله ثمرة رئيسة التشريع ركن الصيام! ؟ لقد قال صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"، وقال الحديث نفسه ولكن بالقيام بدل الصيام "من قام رمضان.. "، وقال في الحديث الثالث: "من قام ليلة القدر.. "، هي فرص ثلاث، يتودد بها الله لعباده ويرتب عليها المغفرة التامة لما سلف من عمره، فليستقبل ما بقي منه بطاعة واستقامة وأمل عريض بأن الله حافظه ومثبته وراعيه، فهو مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، ولن يجعل للشيطان أو الكافرين سبيلا على المؤمنين: "إن عبادي ليس لك عليهم سلطان"، "ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا".