كلما صاحبتني امرأةٌ في مشي سريع، أتوقفُ بمنتصف الطريق لأقول بوضوح تام: لنتمهل حتى لا يطولَ خط الرجعة! وأمشي وحيدا حتى صارت لديَّ عادة غريبة: أجلسُ على مقعد الحديقة أبتسمُ لخمسين امرأة يعتذرْنَ لتأخرهِنَّ أجزاءً من الساعة؛ يقلنَ إنَّ الأمر متصلٌ بمزاج التوقيت الصيفي، فقد مرَّ الشتاء بليال طويلة كالحديث عن قصص الحبِّ القصيرة. أخرجُ ولا ألتقي بالمرأة الواحدة والخمسين، حتى حينَ أدخلُ حيِّزَ التوقيت الخريفي! رب صدفة خير من ألف ميعاد – دارة المعرفة. وفي سبيلها، ذهبتُ بقصد إلى المصادفات المتوقعة في المصاعد الكهربائية، فوصلتُ وحدي. جلستُ عمدا بالمكان الخطأ بمطاعم خافتة الإضاءة، فوصلني الطبقُ الوحيدُ مالحا. جرّبتُ لعبةَ الأرقام على الهاتف فجاءني الردُّ: كل الخطوط مشغولة. افتعلتُ المصادفة ألف مرَّةٍ بكلِّ درجات الخسارة، في كلِّ حافلات النقل العام، ولم أجد خيرا من موعد لم يأتِ بعد! والآنَ لا شيءَ يدعو للكدر؛ أشقائي يضحكونَ في الصور، والغرفةُ واسعةٌ بغيابهم، وأمي تواصلُ تسديدَ النصائح إليَّ؛ لكنني ما أزالُ أدخلُ الحبَّ بقدمي "الشمال"، وأخسرها بلا أسف مع الخسارات الصغرى. ولا أمشي خطوة إلى الأمام؛ فقدمي "اليمين" متلكئةٌ على عتبة بيت الزوجة!
1 إجابة واحدة رب: حرف جر شبيه بالزائد مبني على الفتح ولا محل له من الإعراب. صدفة: اسم مجرور لفظاً بـ رب، مرفوع تقديراً على أنه مبتدأ. خير: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة. من: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب ألف: اسم مجرور بـ من وعلامة جره الكسرة الظاهرة ميعاد: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة. تم الرد عليه فبراير 26، 2019 بواسطة Mayada Mohsen ✭✭✭ ( 47. 7ألف نقاط)
قسمة ونصيب 11- بقلم زينب مصطفى كثيرًا ما تبدو الحقيقةُ البسيطةُ وكأنها أطيافُ خيالٍ جامِحٍ، هكذا يَنظرُ كَثيرٌ من الناسِ لبعضِ أحداثِ الحياةِ. غَيْرَ أنَّ الحقيقةَ التي يَنبغي أن لا تغيبَ عن قلبِ وعينِ كُلٍّ منا هي "أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ قَدْ خُلِقَ بِقَدَرٍ". قبلَ عِدَّةِ عقودٍ، جمعَ قَـدَرٌ جميلٌ بين ثُلَّةٍ من الصِّحابِ في أحَدِ الأحياءِ العريقةِ في مدينةِ الإسكندرية. تعمَّقَتْ صداقَتُهُم كلَّما مضتْ بِهِم سنواتُ العمرِ، فازدَهَرَ شبابُهُم منذُ أن ضمَّتْهُم مقاعِدُ الدراسةِ حتى الْتَحَقَ ثلاثةٌ منهُم بكليةِ الطبِّ، واثنانِ بكليةِ الهندسةِ، أما أكثرُهُم اطِّلاعًا وحُـبًّا للقراءةِ فدرسَ الفلسفةَ، وكانَ مولَعًا بتعَلُّمِ العديدِ من اللُّغاتِ. قصة مدفع رمضان.." رب صدفة خير من ألف ميعاد". رغمَ تَنَوُّعِ اهتماماتِ مجموعةِ الأصدقاءِ، إلّا أن ذلك كان مصدرَ ثراءٍ ومُتعةٍ للجميع. فقبْلَ أن تُغَيِّرَ وسائلُ التواصُلِ الافتراضِيِّ طبيعةَ العَلاقاتِ الإنسانيةِ بين الناسِ وتُكْسِبُها شكلًا مختلفًا، قُدِّرَ لمجموعةِ الأصدقاءِ تلك أن تسعدَ بقُرْبِ التواصُلِ الإنسانيِّ وبنِعْمَةِ الصداقةِ الحقيقيةِ، فنَهَلوا مِن مُتَعِ الحياةِ البسيطةِ المُتاحةِ في ذلك الوقت.
بالطبع مرّت هذه المقولة على الكثير!! و من منا لم يواجه صدفة غيّرت أو أضافت في حياته شيئاً ما.. هناك صدف تتسبب في تكوين علاقات، وفي كسب مالي، وفي تطور ذاتي، وتحقيق هدف قد تكون وضعته في حيز الأحلام فقط. في فترة كنت أكتب روايات قصيرة وأشعار، ولم أفكر يوما في نشرها، رغم كل من أطلع عليها كان يشجعني على هذه الفكرة، لكن لم أكن أعلم كيف؟ وفي يوم كنت في مكان عملي، والصدفة جمعتني بعميل وعرفني به مديري وهو كاتب كبير، وأخبره مديري عن كتاباتي وللصدفة كنت أحمل معي أحد كتاباتي، أطلع عليها وطلب مني التواصل لنشرها. فالصدفة عندما تأتي ونستغلها قد تكون سببا للتحول في مجرى حياتنا. ورغم أني ضيعتها لكن على الأقل حصلت على تقييم لعملي. لكن هل ترى الصدفة أفضل أم ميعاد؟ ، أحيانا الصدف تجمعنا بأشخاص أيضا لا نريد رؤيتهم، وأحيانا تتسبب في خسارتنا. فما هو الأفضل صدفة أم ميعاد