27-03-2015, 10:33 AM #1 وجاءت سكرة الموت بالحق قال تعالى: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وشَهِيدٌ لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ}. المناسبة: بعد أن ذكر استبعادهم للبعث، ورد عليهم بتحقيق قدرته تعالى وعلمه، وبين أن جميع أعمالهم محفوظة مكتوبة عليهم، أتبع ذلك ببيان ما يلاقونه لا محالة من الموت والبعث وما يتفرع عليه من الأحوال والأهوال. القراءة: قرأ الجمهور: {سَكْرَةُ}.. بالإفراد، وقرأ ابن مسعود {سكرات} بالجمع، وقرأ الجمهور بفتح التاء في {كُنْتَ} والكاف في {عَنْكَ} و {غِطَاءَكَ} و {فَبَصَرُكَ} وقرئ بكسر التاء والكاف. وجاءت سكره الموت بالحق هزاع البلوشي. وقرأ الجمهور {عَتِيدٌ} بالرفع وقرئ بالنصب. المفردات: {سَكْرَةُ الْمَوْتِ} شدته الذاهبة بالعقل عند النزع. {بِالْحَقِّ} أي بحقيقة الأمر الذي نطقت به كتب الله ورسله أو حقيقة الأمر وجلية الحال من سعادة الميت وشقاوته. أو بالأمر الثابت الذي لا بُد أن يكون.
فأراد المسلمون أن يعرفوا سبب ضعفه الذي بدا ظاهرا عليه فجأة فقالوا لزوجته: ما لعمر قد تغير؟ قالت: والله ما ينام الليل ووالله إنه ليأوي إلى فراشه فيتقلب كأنه نائم على الجمر, ويقول: آه لقد توليت أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم وسوف يسألني يوم القيامة الفقير والمسكين والطفل والأرملة. وجاءت سكره الموت بالحق ياسر الدوسري. ويحكى عنه أيضا, أنه خرج من صلاة العيد فلما مر بالمقبرة وقف وبكى بكاء طويلا ثم قال: يا أيها الناس هذه قبور أجدادي وآبائي وإخواني... وجيراني. أتدرون ماذا فعل بهم الموت؟ ثم بكى بكاء طويلا... فقال الناس: ماذا فعل يا أمير المؤمنين؟ قال: يقول الموت: إنني فقأت الحدقتين, وأكلت العينين, وفصلت الكفين عن الساعدين, والساعدين من العضدين, والعضدين من الكتفين, والقدمين من الساقين, والساقين من الركبتين, وفصلت كل شيء على حدة. ثم بكى فبكى الناس جميعا البار والفاجر.... أتيت القبور فناديتـها ******* أين المعظم والمحــتقر تفانوا جميعا فما مخبر ******* وماتوا جميعا ومات الخبر قال الله الملك الجبار المتكبر المتعال: { وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد* ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد * وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد * لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد}.
[email protected] قلت لسائلي: لماذا تخاف الذهاب إلى المقبرة؟ قال: أنا فيني (فوبيا من المقبرة) أخاف بشكل جنوني، ما أتحمل أدخلها ولا أزورها مهما كان قربي وصلتي بالميت! قلت: هوِّن عليك نفسك إن جاءك الموت ما كان ليُخطئك أبدا، كلنا لنا (أجل) إذا وصل دورنا لا نتقدم ولا نتأخر (لكل أجل كتاب). قال: وأنا أيضا أخاف ما قرأت عنه في سكرة الموت! صاحبي (الخائف) من المقابر ولحظات الموت هذا كله أمر عظيم لأن شدائد الموت وسكراته أمر (محتوم) في رحلة الإنسان للعالم الآخر (البرزخ). وجاءت سكره الموت بالحق خالد الجليل. ومن يقرأ سيرة الأنبياء عليهم السلام يقف على حقيقة الموت فهم أشد الناس بلاء في الدنيا ثم الأمثل فالأمثل، كما جاء: «فأراد الله أن يبتليهم تكميلا لفضائلهم لديه ورفعة لدرجاتهم عنده، وليس ذلك في حقهم نقصا ولا عذابا». بل هو كمال ورفعة مع رضاهم بجميل ما يجري الله عليهم، فأراد الله سبحانه أن يختم لهم بهذه الشدائد مع إمكان التخفيف والتهوين عنهم، ليرفع منازلهم ويُعظِّم أجورهم قبل موتهم. من قرأ قصص الأنبياء عليهم السلام يقف على ابتلاء الله لسيدنا إبراهيم بالنار، وموسى بالخوف، ومحمد بموت أبنائه الأولاد، ويونس بالحوت، وأيوب بالمرض. كنت في فجر الجمعة أقرأ سورة (ق) ووقفت طويلا أمام الآية (وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد) سورة ق19.
:: الأعضاء:: ابو زكريا الخلاقي المستوى: 4 تاريخ الإنضمام: نوفمبر 15, 2007 عدد المشاركات: 1, 324 عدد المعجبين: 15 الوظيفة: عامل مكان الإقامة: u s a وجاءت سكرت الموت بالحق الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك إقرارا به وتوحيدا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه و من اقتفى أثره واستنى بسنته إلى يوم الدين.
الموت هو البوابة المؤدية إلى الحياة الباقية الدائمة إما في نعيم دائم أو عذاب مقيم، نسأل الله السلامة والعفو والعافية. في أمان الله..
قال بعضهم دخلنا على عطاء السلمي نعوده في مرضه الذي مات فيه فقلنا له كيف ترى حالك فقال:" الموت في عنقي والقبر بين يدي والقيامة موقفي وجسر جهنم طريقي و لا أدري ما يفعل بي ثم بكى بكاء شديدا وقال: اللهم ارحمني وارحم وحشتي في قبري ومصرعي وارحم مقامي بين يديك ياأرحم الراحمين". قال الخليفة عبد الملك بن مروان في مرض موته: ارفعون ، فرفعوه حتى شم الهواء وقال:" يادنيا ما أطيبك إن طويلك لقصير وإن كثيرك لحقير وإنا كنا بك لفي غرور، وقيل له في مرض موته: كيف تجدك؟ فقال:" أجدني كما قال الله جل وعلا: وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ. قال بن السِمَاك:" إن استطعت أن تكون كرجل ذاق الموت وعاش ما بعده، ثم سأل الرجعة فَأُسْعِفَِ في طلبه وأعطيَ حاجته فهو متأهب مبادر نفعا، فإن المغبون من لم يقدم من ماله شيئا، ومن نفسه لنفسه ". وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد . [ ق: 19]. عباد الله: إننا ونحن نسمع قصص السلف ومواقفهم هذه لحري بنا أن نكون مثلهم في الاجتهاد والعبادة، والاستعداد للموت قبل حلوله، وليكن المؤمن على خوف ووجل من ربه جل وعلا ، وإياك أيها العبد الموفق إياك أن تحتقر ذنبا، فلا تبالي به ولا تندم على فعله فإن هذا خطرعظيم، يروى أن بن المنكدر لما حضرته الوفاة جعل يبكي فقيل له ما يبكيك؟ فقال:" والله ما أبكي لذنب أعلم أني أتيته ولكن أخاف أني أتيت شيئا حسبته هينا وهو عند الله عظيم ".