اسم الکتاب: المشوق إلى القراءة وطلب العلم المؤلف: العمران، علي الجزء: 1 صفحة: 70 والهمة العالية، والصبر الجميل. فمن تحلّى بذلك كلِّه، لانَ له الحديدُ وسَهُل عليه الصعبُ، ((فإن العزيمةَ والمحبةَ تُذْهِبُ المشقةَ، وتُطِيبُ السيرَ)) [1]. وهذا سَرْد ما وقفنا عليه من ذلك: * الخطيب البغدادي (463) - قراءة صحيح البخاري في ثلاثة مجالس. قال الخطيب في ((تاريخ بغداد)) [2] في ترجمة إسماعيل بن أحمد ابن عبد الله الضرير الحِيْري ت (430) أنه خاطبه ((في قراءة كتاب ((الصحيح)) -وكان سَمِعَه من الكُشْمِيْهَني [3] عن الفَرَبْزي [4] -فأجابني إلى ذلك، فقرأتُ جميعَه عليه في ثلاثة مجالس، اثنان منها في ليلتين، كنتُ ابتدىء بالقراءة وقتَ صلاةِ المغرب، وأقطعها عند صلاة الفجر. وقبل أن أقرأ المجلس الثالث عَبَر الشيخُ إلى الجانب الشرقي مع القافلة ونزلَ الجزيرةَ بسوقِ يحيى، فمضيتُ إليه مع طائفةٍ من أصحابنا -كانوا حضروا قراءتي عليه في الليلتين الماضيتين- وقرأتُ عليه في الجزيرة من ضَحْوَةِ النهار إلى المغرب، ثم من المغرب إلى وقتِ طلوع الفجر، ففرغتُ من الكتاب، ورحلَ [5] الشيخُ في صبيحة تلك [1] العبارة بين القوسين لابن القيم في ((الفوائد)): (ص/ 255).
اسم الکتاب: المشوق إلى القراءة وطلب العلم المؤلف: العمران، علي الجزء: 1 صفحة: 71 الليلة مع القافلة)) اهـ. أقول: فلله تلك الهمم ما أسمقها وأعلاها! فهل سمعت بمثل هذه الهمم والعزائم؟ ! فاليومُ الثالث جميعُه في القراءة (من ضحوةِ إلى المغرب، ومن المغرب إلى الفجر) ، فبمثل هذه الهمة بلغ الخطيب إلى ما بلغ، حتى دُعي بـ ((حافظ المشرق)) ، وصار بمثل هذه الهمة عمدة المحدثين ومعوّلهم، بل صاروا عِيالاً على كتبه كما قال ابنُ نقطة [1]. - ما قيل حول هذه القصة. قال الحافظ الذهبي في ((السِّير)) [2] -معلِّقًا-: ((قلت: هذه والله القراءةُ التي لم يُسْمَع قطُّ بأسْرَعَ منها)). وقال -أيضًا- في ((تاريخ الإسلام)) [3]: ((وهذا شيءٌ لا أعلمُ أحدًا في زماننا يَسْتَطيعُه)). وفي ((الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر)) [4] للسخاوي، أنه سأل شيخه -أي ابن حجر- ((هل وقعَ لكم استيفاءُ يومٍ في القراءة؟ (يعني: مثل ما وقع للخطيب) فقال: لا، ولكن قراءتي ((الصحيح)) في عشرة مجالس لو كانت متواليةً لنقصت عن هذه الأيام، ولكن أين الثريَّا من الثرى، فإنّ الخطيب -رحمه الله- قراءته في غايةٍ [1] ((التقييد لرواة السنن والمسانيد)): (1/ 170).
2014-07-07, 07:24 PM #1 فوائد مختارة من كتاب المشوق إلى القراءة وطلب العلم لعلي العمران (فوائد مختارة من كتاب المشوق إلى القراءة وطلب العلم لعلي العمران) - قال ابن القيم -رحمه الله-: ((وأما عُشَّاق العلم فأعظم شغفًا به وعِشْقًا له من كلِّ عاشقٍ بمعشوقه، وكثيرٌ منهم لا يَشْغَلُه عنه أجملُ صورةٍ من البشر)) - وقال -أيضًا-: ((ولو صُوِّر العلمُ صورةً، لكانت أجملَ من صورة الشمس والقمر)) صــ13ـــ - إن من واجبات أهل العلم اليوم: تبصير النشى بأهمِّية هذا التراث الذي خلَّفه الأجداد، فهو عُصَارة عقولهم لقرونٍ عديدة، وثمرة جمعهم وسهرهم لآماد مديدة. صــــ18ـــ - إنَّ ضعفَ الهمم عن القراءة وطلب العلم كان سببًا رئيسًا في ضياع جزءٍ ليس بالقليل من هذه الثروة، كما كان للجهل، وعدم الوعي بقيمتها، وانتشار الحروب والفتن= آثارٌ أخرى لا يُستهان بها.
77 ميجا بايت اللغة العربية نوع الملفات PDF الصفحات 144 الناشر دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع
[2] (18/ 279- 280). [3] وَفَيَات (463) ، (ص/ 99). [4] (1/ 104). صفحة: 71
كتاب يطير بك شوقا للحاق بعشاق الكتب، ومحبي الكتب، ورواد المعرفة. 36 2 26, 389
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2022, Jelsoft Enterprises Ltd. Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3. 6. 0 PL2 المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير, حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر