واذا حكمتم بين الناس - YouTube
كما يجب على الحاكم إقامة الحدود على المعتدين، وكذلك إقامة شعيرة الجهاد بتدريب المجاهدين وتأهيلهم. ومن واجباته أيضا تحصيل الزكاة والصدقات ومنحها لمستحقيها من الفقراء والمساكين وغيرهم. ومنها أن يولي عليهم من يقيم العدل فيهم وأن يكون مشرفا على أمورهم كافة. ليحقق النهضة لهم والازدهار في كل المجالات. ثمرات الحكم بالعدل وللحكم بالعدل ثمرات وفوائد فبه يتحقق الأمن ويستتب في البلاد وبه تنتشر الخيرات وتكثر وتحصل فيها البركات. وبالعدل تصبح الدولة مترابطة فالمحكوم ممتن للحاكم لأدائه حقوقه والحاكم ممتن للمحكوم بطاعته له. كما يؤدي العدل للتعاون وسيادة الاتفاق بين أهل البلد فتكون مصلحتهم واحدة والكل يسعى لها. كما أن العدل سبب في محبة الله عز وجل للعبد وبه ينال الأجر الكبير في الدنيا والآخرة. ولا يفوتك قراءة مقالنا عن: سبب نزول سورة الحشر وسبب تسميتها وهكذا عرفنا تفسير: وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل وهي آية عظيمة جليلة فتدبرها وحاول العمل بها ما استطعت.
فذكر الله عز وجل النار بعذابها ثم الجنة بنعيمها ترهيبا ثم ترغيبا لما سيأتي من أمر في الآية التالية. وكأن الله عز وجل يذكر العبد المسلم بما سيعد له إن هو عمل بالآية وأدى حقها وما سيعد له إن عصى وعاند. وذلك من أعظم ما يحرك النفس للعمل وترك الكسل ومكابدة المشاق في سبيل طاعة الله عز وجل. تفسير: وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل قال تعالى "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها" وفيها الأمر برد الأمانات إلى أصحابها. والأمانة هي ما يودعه شخص عند آخر ليحفظه له ثم يرده إليه وأداء الأمانة واجب عيني لا يسقط أبدًا. كما أن الأمانة تعد واجباً على الشخص تجاه نفسه ليبرئها من إثم التضييع وليأتي يوم القيامة ليس عليه شيء لأحد. ثم جاء في تفسير: وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل الأمر بالعدل في الحكم لمن كان حاكما على الناس. وفي قوله "وإذا حكمتم" دلالة أنه ليس كل الناس تقع عليهم هذه المسئولية لكن إذا وقعت فيجب العدل. ثم قال تعالى "إن الله نعما يعظكم به" أي أن أفضل واعظ لأهل الإيمان هي آيات القرآن التي ينزلها الله تبارك وتعالى فتهدي الناس. ثم قال "إن الله كان سميعا بصيرا" أي أن الله عز وجل يسمع ما تبيتون من القول بل ويعلم النيات فمن عزم على تضييع الأمانة عوقب.
[[في المطبوعة: "يعظون الناس"، وهو خطأ، وانظر التعليق السالف. ]] وقال آخرون: الذي خوطب بذلك النبيّ ﷺ في مفتاح الكعبة، أمر برَدّها على عثمان بن طلحة. ٩٨٤٦ - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قوله:"إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها"، قال: نزلت في عُثمان بن طلحة بن أبي طلحة، قَبض منه النبي ﷺ مفاتيح الكعبة، ودخل به البيت يوم الفتح، [[في المطبوعة: "مفاتيح الكعبة، ودخل بها البيت"، وكان في المخطوطة: "مفاتيح الكعبة ودخل به البيت"، ورد اللفظ مفردًا"المفتاح" في هذا الأثر والذي يليه، وكذلك نقله ابن كثير في تفسيره ٢: ٤٩٢"مفتاح الكعبة" بالإفراد، فصححت نص المخطوطة، كما في ابن كثير. ]] فخرج وهو يتلو هذه الآية، فدعا عثمان فدفع إليه المفتاح. قال: وقال عمر بن الخطاب لما خرج رسول الله ﷺ وهو يتلو هذه الآية: فداهُ أبي وأمي! [[في المطبوعة: "فداؤه أبي وأمي"، وأثبت ما في المخطوطة وابن كثير. ]] ما سمعته يَتلوها قبل ذلك! ٩٨٤٧ - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثنا الزنجي بن خالد، عن الزهري قال: دفعه إليه وقال: أعينوه. [[الأثر: ٩٨٤٧ -"الزنجي بن خالد" هو: مسلم بن خالد بن فروة، أبو خالد الزنجي، الفقيه المكي.