قال – رحمه الله -: وأما ما ذُكر لكم عني: فإني لم آته بجهالة ، بل أقول ولله الحمد والمنة وبه القوة: إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم ديناً قيَما ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين ، ولست - ولله الحمد - أدعو إلى مذهب صوفي أو فقيه أو متكلم أو إمام من الأئمة الذين أعظمهم مثل ابن القيم ، والذهبي ، وابن كثير ، أو غيرهم. بل أدعو إلى الله وحده لا شريك له ، وأدعو إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أوصى بها أول أمته وآخرهم ، وأرجو ألا أرد الحق إذا أتاني ، بل أشهد الله وملائكته وجميع خلقه إن أتانا منكم كلمة من الحق لأقبلنها على الرأس والعين ، ولأضربن الجدار بكل ما خالفها من أقوال أئمتي ، حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يقول إلا الحق. " الدرر السنية " ( 1 / 37 ، 38). ولد الشيخ محمد بن عبدالوهاب شهیدی. وقال – رحمه الله -: عقيدتي وديني الذي أدين به: مذهب أهل السنة والجماعة الذي عليه أئمة المسلمين مثل الأئمة الأربعة وأتباعهم إلى يوم القيامة. " الدرر السنية " ( 1 / 64). ردَّ الشيخ – رحمه الله – بنفسه على جملة من الافتراءات عليه من قبل خصومه وأعدائه تنفيراً منه ومن دعوته. " إذا تبين هذا فالمسائل التي شنع بها منها: ما هو من البهتان الظاهر: 1.
كان كثير القراءة للشيخ بن تيمية والشيخ بن القيم وتأثر برأيهما وأفكارهما كثيرًا ويظهر ذلك في نقله عنهم الكثير ضمن مؤلفاته. بعد أن أكمل علمه على يد علماء بلدة العيينة انتقل إلى البلدان المجاورة طلبًا للعلم على يد علماء تلك البلدان. قد كان أول ما فعله عند الخروج من العيينة هو حج بيت الله الحرام قبل البدء في رحلته العلمية ومنها انطلق إلى المدينة والأحساء ومنهم إلى البصرة و العراق. ولد الشيخ محمد بن عبدالوهاب - مجلة أوراق. وفي عام 1140هـ بدأ الشيخ محمد بن عبد الوهاب في نشر الدعوة وبدأ رحلته الدعوة من مدينة حريملاء ومنها انتقل إلى المدينة العيينة وقد تم رفض دعوته في البداية لذا انتقل إلى مدينة الدرعية. وفي عام 1157هـ قابل الإمام محمد بن سعود الذي ساعده على نشر دعوته وحمايتها. صفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب كان شيخنا الجليل يتصف بالكثير من الصفات التي تؤهله أن يكون من أكبر الدعاة وأشهرهم في العالم الإسلامي وذلك منذ نعومة أظافره، فقد كانت أبرز صفاته: كان يمتلك من الاستعداد الشخصي ما أهله فيما بعد ليصبح ذلك الشيخ الجليل والداعية المشهور فكان يتصف: بالذكاء والفطنة وسرعة الحفظ وعشقه وحبه للقراءة والاطلاع وحدة الذهن. دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب اشتغل الشيخ محمد بن عبد الوهاب بالدعوة وقد تم قبول دعوته بالرفض من الكثيرين وذلك لرفضهم الامتناع عن أفعالهم الضالة حتى أنهم خرجوا عليه، وكانت في ذلك الوقت الظروف السياسية لها تأثير كبير على الدين والدعوة ولذلك فقد أثرت السياسة على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
(1) الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمَّد بن سعود. (2) ورد ذكره كثيرًا في:عنوان المجد في تأريخ نجد، عثمان بن بشر، مكتبة الرياض، الطبعة بدون تأريخ، عند الحديث عن معركة الدرعية:1/197، وما بعدها، ومن ذلك قوله:(.. الذين في بطن الوادي عبدالله بن عبدالعزيز بن محمَّد بن سعود في البرج الذي فوق الجبل، على شاطئ الوادي عند النخل المعروف بسمحة، ومعه عدد من رجال أهل الدرعية، وأهل النواحي من أهل الوشم وغيرهم). (3) لم أر له ذكرًا. (4) ورد ذكره في عنوان المجد، مصدر سابق، 1/222، وما بعدها، ومن ذلك قول ابن بشر- وهو يتحدث عن مشاري ابن الإمام سعود بن عبدالعزيز-:(.. بحث عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب - موضوع. وقدمه عليه في الدرعية عمه عمر بن عبدالعزيز وأبناءه عبدالله ومحمَّد وعبدالملك.. ). (5) درر نحور الحور العين بسيرة الإمام المنصور علي وأعلام دولته الميامين، لطف الله بن أحمد جحاف، تحقيق إبراهيم بن أحمد المقحفي، الطبعة الأولى، مكتبة الإرشاد، 1425هـ، ص:549. (6) انظر: مجلة العرب السنة 15، ج 3، 4، ص: 280. (7) جامعة الإمام محمَّد بن سعود الإسلامية، مخطوطة: (1829/خ). (8) علماء نجد خلال ثمانية قرون، عبدالله بن عبدالرحمن البسام، الطبعة الثانية، 1419هـ، دار العاصمة، 3/320.
وهو -رحمه الله- صبور على الأذى، وهكذا أتباعه صبروا كثيرًا، وأوذوا كثيرًا، وقتل من قتل من أتباعه، ولكنهم لم يتأخروا عن جهاد أعداء الله، ولم يتأخروا عن الدعوة، فصبروا، وجاهدوا حتى فتح الله عليهم بلاد الجزيرة..... النجدية كلها، وهكذا فتح الله عليهم الحجاز، الحرمين وبقية بلاد الحجاز، كل ذلك من فضل الله عليهم، من فضل الله عليهم لما نصروا دينه، وأرشدوا العباد إلى ما يجب عليهم، وصبروا على الأذى، فتح الله عليهم، ونفع الله بدعوتهم، وانتشرت أيضًا في اليمن هذه الدعوة، وانتفع بها الكثير من اليمن. ولد الشيخ محمد بن عبدالوهاب ويكي. وله من المؤلفات رسائل كثيرة جمعت في مجموع الرسائل والفتاوى مجتمع المسمى السنية المطبوع الموزع بين الناس، وله كتاب التوحيد كتاب عظيم، ألفه في أول الدعوة، وانتشر، وله ثلاثة الأصول، والقواعد الأربع، كتاب صغير مفيد جدًا، وله أيضًا كشف الشبهات، أوضح فيها بطلان الشبهات التي تشبث بها أعداء الله من عباد الأوثان، وله كتاب في الصلاة والزكاة والصيام، المسمى آداب المشي إلى الصلاة، وله رسائل كثيرة -رحمه الله- طبعت في المجموع الذي سمعت. المقدم: الذي هو الدرر؟ الشيخ: السنية نعم. المقدم: بارك الله فيكم، هل هذا الكتاب منتشر في كل مكان سماحة الشيخ؟ الشيخ: نعم مطبوع... توزعه الحكومة، توزعه دار الإفتاء... سابقًا، وتوزعه وزارة الشؤون الإسلامية أيضًا.
كتاب التوحيد. كتاب كشف الشبهات. كتاب الأصول الثلاثة. كتاب مختصر الإنصاف و الشرح الكبير. كتاب مختصر زاد المعاد. كتاب القواعد الأربع. كتاب أصول الإيمان. كتاب فضل الإسلام. كتاب مسائل الجاهلية. كتاب السيرة. كتاب الهدي النبوي. كتاب شروط الصلاة وأركانها. كتاب الكبائر. كتاب نصيحة المسلمين. كتاب تفسير الفاتحة. كتاب تفسير الشهادة. كتاب تفسير لبعض سور القرآن. كتاب ستة مواضع من السيرة. له عدة رسائل صغيرة أخرى يوجد بعضها في كتاب روضة الأفكار المجلد الأول الفصل الثالث والرابع وفاة الشيخ محمد بن عبدالوهاب توفي الشيخ محمد بن عبد الوهاب في عام 1206هـ الموافق 1791م، عن عمر يناهز 91 عامًا وقال البعض 92 عامًا. نبذة عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله. توفي الشيخ في مدينة الدرعية ويقول البعض أنه توفي في العيينة. اختلفت الأقاويل حول وقت وفاته: قال بن غنام وأكد ذلك بن قاسم: كان ابتداء المرض به في شوال، ثم كان وفاته في يوم الاثنين من آخر الشهر. قال بن بشر: كانت وفاته آخر ذي القعدة من السنة المذكورة. لا يسعنا الحديث أن نسرد كل تفاصيل حياة الشيخ ومدى تأثيره على الدعوة الإسلامية والتي ساعدت على تغير حال الأمة في ذلك الوقت، فعند إمعان النظر فيها قدمه لا يمكننا سوى التفكير في عدد الأشخاص الذين اهتدوا ورجعوا إلى طريق الله من خلال دعوته، بالرغم من قصر ما قدمنا لكم خلال فقرات بحث عن محمد بن عبدالوهاب نأمل أن نكون قد شملنا كافة الجوانب في دعوته.