وعن عدي بن حاتم ـ رضي الله عنه ـ قال: ( بينما أنا عند رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ أتاه رجل، فشكا إليه الفاقة، ثم أتاه آخر فشكا إليه قطع السبيل، فقال: يا عدي! هل رأيت الحيرة؟، قلتُ: لم أرها، وقد أنبئت عنها، فقال: إن طالت بك حياة لترين الظعينة (المرأة) ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحدا إلا الله، قلتُ في نفسي: فأين دعّار طيئ (قطاع الطريق) الذين سعروا في البلاد؟! ، ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى، قلتُ: كسرى بن هرمز؟! كسرى الأول - Khosrau I - المعرفة. ، قال: كسرى بن هرمز!! ، ولئن طالت بك حياة، لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة، يطلب من يقبله فلا يجد أحدًا يقبله منه) رواه البخاري. قال عدي: " فرأيتُ الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا الله، وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز، ولئن طالت بكم حياة لترون ما قال النبي أبو القاسم ـ صلى الله عليه وسلم ـ يخرج ملء كفه ". فائدة: أرسل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ رسائل للملوك والأمراء في عصره يدعوهم إلى الإسلام، ومنهم: كسرى وقيصر. عن أنس ـ رضي الله عنه ـ: ( أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كتب إلى كسرى وقيصر وإلى النجاشي - وهو غير الذي صلّى عليه -، وإلى كل جبّار يدعوهم إلى الله ـ عز وجل ـ) رواه مسلم.
بعد فتح القادسية في العام 16 للهجرة، على يد سعد بن وقاص غنم المسلمين الكثير من ممتلكات الفرس، فوزع سعد بن أبي وقاص الكثير على الجنود، وبقي الكثير من الغنائم فأرسل لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب يستشيره في طريقة توزيعها، فأمره عمر رضي الله عنه بتوزيعها على حملة القرآن الكريم. هل صح أن الحسين وعبدالله بن عمر ومحمد بن أبي بكر رضي الله عنهم أجمعين نكحوا بنات كسرى ؟ - الإسلام سؤال وجواب. بعد القادسية استمر زحف المسلمون على بلاد فارس واتجهوا نحو بهرسير وقد حاصروها واستخدموا المنجنيق لضربها، وقد حاصرها المسلمون لمدة شهرين تقريبًا، وقد بعث أهلها رسولًا للمسلمين يخبروهم برغبتهم في الاستسلام مقابل أن يتركوا للمسلمين كل ما هو في غرب دجلة، وأن يكون للفرس كل ما في شرق نهر دجلة. لكن المسلمين لم يكن هدفهم الغنائم بل كانوا يهدفون لنشر الإسلام وتخليص أهل تلك البلاد مما هم فيهمن كفر وظلم وإخراجهم من الظلمات إلى النور، ولما رفض المسلمون هذا الاتفا، بدأ سكان بهرسير يتسللون خلسة منها واتجهوا للمدائن والتي بها إيوان كسرى، وقد أخذوا كل ما هو ثمين معهم، وأيضًا أخذوا السفن التي كانت تنقلهم عبر النهر. وقد استمر جيش المسلمين في ضرب بهرسير حتى خرج رجل يطلب الاستسلام وقد أخبرهم أن المدينة شبه فارغة، فدخلها المسلمون واستقروا بها، وعندما وقفوا على ضفة النهر شاهدوا قصر كسرى والذي به إيوانه على الضفة الأخرى صاحوا الله أكبر هذا أبيض كسرى هذا ما وعد الله ورسوله، وكان كسرى ينوي الهروب من المدائن التي بها إيوانه ومقر حكمه وأن يأخذ كل ما بها لأنه أدرك أن المسلمين سيعبرون النهر لا محالة.
كان كسرى أخر ملوك الإمبراطورية الساسانية في بلاد فارس واسمه هو خسرو الثاني، وقد عرف كسرى بالبذخ والزينة المبالغ فيها، فكان يرتدي تاج مرصع بالجواهر النفيسة واللأليء التي تخطف الأبصار وكان التاج ثقيلًا لدرجة أنه كان لا يستطيع حمله على رأسه، فكان التاج يعلق بالسلاسل فوق عرشه فإذا جلس على العرش دخل تحته وهو مرفوع بالسلاسل، وعندما كان كسرى يقوم من فوق العرش ويرفع عنه التاج كان جميع الحاضرين يخرون سجودًا له. وكذلك اعتاد كسرى أن يرتدي سواري من الذهب وسيف وقباء مرصع بالجواهر وكان إيوان كسرى مزين بالجص، وكان لكسرى أيضًا بساط يطلق عليه بساط الزينة والمسرات وكان يفتخر به على كل ملوك الدنيا، وكان طول هذا البساط ستون ذراعًا قطعة واحدة، وكان كله ذهب منسوجًا بالحرير ومنظوم بالدر والمعادن الثمينة والياقوت الملون، وكان في جانب منه صور كالشجر وجانب منه كالصور، وفي جانب مثل الأرض المزروعة والروضة المزهرة، وفيه كانت صور لجميع ممالك كسرى بجميع أقاليمها وقلاعها وزروعها وأنهارها وكنوزها. وكان كسرى لا يبسط هذا البساط إلا في أيام الشتاء في إيوانه، فكان يبسطه ويجلس على عرشه ويدخل تحت تاجه فينظر إلى بلدانه واحدة واحدة ويسأل عن أحوالها ومن فيها من أمراء وحكام وهل حدث فيها شيء من الأحداث فيجيبه ولاة الأمور الواقفين بين يديه.
وكان من الموضوعات التي دار حولها البحث ذلك السؤال: "ما هو أشد أنواع البؤس؟". وأجاب أحد الفلاسفة اليونان عن هذا السؤال بقوله:"هو الشيخوخة المصحوبة بالفقر والبلاهة": وأجاب فيلسوف هندي بل هو "العقل القلق في الجسم السقيم". وكسب وزير كسرى ثناء جميع المجلس بحق حين قال "أما أنا فأعتقد أن أشقى الشقاء أن يرى الإنسان آخرته منه من غير أن يكون قد مارس الفضيلة". وكان كسرى يناصر الآداب، والعلوم، ويعين العلماء على متابعة الدرس بالهبات القيمة، ويمد بالمال المترجمين والمؤرخين. وبلغت جامعة غنديسابور في أيامه ذروة مجدها. وكان يحرص كل الحرص على حماية الأجانب في بلاده فكان بلاطه لهذا السبب غاصاً على الدوام بكبار الزائرين من البلاد الأجنبية. مشهد صيد للملك خسرو الأول. حروبه مع الرومان [ تحرير | عدل المصدر] ولما جلس على العرش جهر برغبته في أن يعقد الصلح مع روما. ووافق جستنيان على هذه الرغبة لأنه كان يعد العدة لغزو أفريقية وإيطاليا، ووقع "الأخوان" في عام 532"صلحاً دائماً". ولما أن سقطت أفريقية وإيطاليا في يد جستنيان طالب كسرى متفكهاً بقسط من الغنيمة، وحجته أن بيزنطية لم تكن لتصل إلى هذا النصر لو أن فارس لم تعقد معها الصلح، فبعث إليه جستنيان ببعض الهدايا القيمة.