وفيه جري القرآن على سننه من تعقيب الترهيب والترغيب. فأما الجملتان اللتان في سورة عبس فلم يتقدمهما إبهام لأنهما متصلتان معاً بالظرف وهو { فإذا جاءت الصاخة} [ عبس: 33]. وقد علم من سياق توجيه الخطاب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أن الوجوه الأولى وجوه المكذبين بالرسول ، والوجوه المذكورة بعدها وجوه المؤمنين المصدقين بما جاء به. وجوه يومئذ ناعمة - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. والقول في تنكير { وجوه} ، والمراد بها ، والإِخبار عنها بما بعدها ، كالقول في الآيات التي سبقتها. و { ناعمة}: خبر عن { وجوه}. يجوز أن يكون مشتقاً من نُعم بضم العين ينعُمُ بضمها الذي مصدره نعومة وهي اللين وبهجة المرأى وحسن المنظر. ويجوز أن يكون مشتقاً من نَعِم بكسر العين ينعَم مثل حَذِرَ ، إذا كان ذا نعمة ، أي حسن العيش والترف.
وقد علم من سياق توجيه الخطاب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أن الوجوه الأولى وجوه المكذبين بالرسول والوجوه المذكورة بعدها وجوه المؤمنين المصدقين بما جاء به. [ ص: 299] والقول في تنكير ( وجوه) ، والمراد بها ، والإخبار عنها بما بعدها ، كالقول في الآيات التي سبقتها. وناعمة: خبر عن وجوه. يجوز أن يكون مشتقا من نعم بضم العين ينعم بضمها الذي مصدره نعومة وهي اللين وبهجة المرأى وحسن المنظر. ويجوز أن يكون مشتقا من نعم بكسر العين ينعم مثل حذر ، إذا كان ذا نعمة ، أي: حسن العيش والترف. ويتعلق لسعيها بقوله: راضية ، وراضية خبر ثان عن وجوه. والمراد بالسعي: العمل الذي يسعاه المرء ليستفيد منه. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة الغاشية - القول في تأويل قوله تعالى "وجوه يومئذ ناعمة"- الجزء رقم24. وعبر به هنا مقابل قوله في ضده عاملة. والرضى: ضد السخط ، أي: هي حامدة ما سعته في الدنيا من العمل الذي هو امتثال ما أمر الله به على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم. والمجرور في قوله: في جنة عالية خبر ثالث عن وجوه. والجنة أريد به مجموع دار الثواب الصادق بجنات كثيرة أو أريد به الجنس مثل علمت نفس. ووصف الجنة بـ عالية لزيادة الحسن; لأن أحسن الجنات ما كان في المرتفعات ، قال تعالى: كمثل جنة بربوة فذلك يزيد حسن باطنها بحسن ما يشاهده الكائن فيها من مناظر ، وهذا وصف شامل لحسن موقع الجنة.
🕋🌿﴿مَن أَدْمَن قَوْل يَاحـَي يَاقَيُّوْم كُتِبَت لَه حَيــَاة الْقَلْـــب﴾🌿🕋 Skip to content (( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ)) [القيامة:22] (( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ)) [الغاشية:8] (( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ)) [عبس:38] ما أجمل الوجوه هناك، لقد طابت القلوب والأعمال هنا ، فطابت الوجوه هناك.
الرسم العثماني وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ الـرسـم الإمـلائـي وُجُوۡهٌ يَّوۡمَٮِٕذٍ نَّاعِمَةٌ تفسير ميسر: وجوه المؤمنين يوم القيامة ذات نعمة؛ لسعيها في الدنيا بالطاعات راضية في الآخرة، في جنة رفيعة المكان والمكانة، لا تسمع فيها كلمة لغو واحدة، فيها عين تتدفق مياهها، فيها سرر عالية وأكواب معدة للشاربين، ووسائد مصفوفة، الواحدة جنب الأخرى، وبُسُط كثيرة مفروشة. القرآن الكريم - الغاشية 88: 8 Al-Gasyiyah 88: 8
أخرج أبو يعلي بسند جيد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الرجل لتكون له عند الله المنزلة الرفيعة فما يبلغها بعمل، فما زال الله يبتليه بما يكره حتى يبلغها ". والجنة مع علو شأنها ومكانتها، فإنها أيضا على درجات متفاوتة فيما بينها من حيث العلو والرفعة والقدر والمنزلة، ويكون المؤمن فيها في الدرجة التي تتناسب مع عمله في الدنيا ودرجة إيمانه. أخرج ابن المبارك عن أبي المتوكل الناجي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الدرجة في الجنة فوق الدرجة كما بين السماء والأرض، وان العبد ليرفع بصره، فيلمع له برق يكاد يخطف بصره، فيفزع من ذلك فيقول: ما هذا ؟ فيقال: هذا نور أخيك فلان. فيقول: أخي فلان، كنا نعمل بالدنيا جميعا، وقد فضّـل عليّ هكذا ؟ فيقال له: إنه كان أفضل منك عملاًَ، ثم يجعل في قلبه الرضى حتى يرضى ". ورسول الله صلى الله عليه وسلم، كان حريص على أن تكون أمته من اصحاب الدرجات العُلا في هذه الجنة العالية، لذا فقد كان عليه الصلاة والسلام يكثر من إرشادهم إلى الطرق التي تؤدي بهم إلى نيل تلك الدرجات العلا من الجنة. أخرج الإمام مسلم, عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع الدرجات؟ " قالوا: بلى يا رسول الله.
والسمر وطيب الكلام قد يكون في الحقول والبساتين وعلى ضفاف الأنهار والعيون الجارية: " فيها عين جارية " والعين الجارية في الجنة ليست واحدة، وهي هنا على سبيل الذكر لا على سبيل الحصر، وذكرها هنا أيضا بصيغة النكرة دون الإشارة إلى كنهها وسرها، وذلك يطلق حد الوصف والتصور لما هي عليه من صفة الجمال الفريد والأخاذ.