وربما الى أكثر من هذا... ** وقد يظن البعض – اذا ما أرهقته أفكار شهوة ما – إنه اذا ما أكملها بالفعل، سيستريح من أفكارها الضاغطة!! كلا، فهذا خداع للنفس. فإن الشهوة لا يمكن أن تشبع... وكلما يمارس الانسان الشهوة، يجد فيها لذة. واللذة تدعوه الى إعادة الممارسة. والقصة لا تنتهى... إن إشباع الشهوة لا ينقذ الانسان منها، بل يزيدها... انسان مثلاً يشتهى المال. وكلما يجمع مالاً يشتاق الى مال أكثر. وموظف طموح يشتهى الترقى. فكلما يصل الى درجة يشتهى درجة أعلى. ويعيش طول عمره فى جحيم الشهوات التى لا تنتهى، ولا يشبعه شئ... وصدق سليمان الحكيم حينما قال: "العين لا تشبع من النظر، والأذن لا تمتلئ من السمع. كل الأنهار تجرى الى البحر، والبحر ليس بملآن"... ** فلا تظن إذن أن الإشباع ينقذك من الشهوة. لأنه لا ينقذك منها سوى ضبط النفس، والهروب. معنى و ترجمة كلمة الشهوة في القاموس , تعريف وبيان بالعربي. سواء الشهوة التى تأتيك من الحواس أو من الفكر والقلب، أو التى تأتيك من الغير... وقد يعالج الانسان شهوة رديئة، بأن يجعل شهوة مقدسة تحل محلها. فالجسد يشتهى ضد الروح، والروح تشتهى ضد الجسد. الجسد قد يشتهى الخطية، والروح تشتهى حياة البر والفضيلة. فإن اشبعت الروح فيما تشتهيه، حينئذ تنجو من شهوات الجسد... ** ما أجمل ما قاله أحد الروحيين عن التوبة، "إنها إستبدال شهوة بشهوة".
فإذا كان القصدُ بالنِّساء الزواجَ والإعفاف، وكثرة الأولاد، فهذا مطلوبٌ مُرغَّب فيه، مندوب إليه؛ كما وردتِ الأحاديث بالترغيب في التزويج والاستكثار منه، "فإنَّ خير هذه الأمَّة أكثرُها نساءً"، وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الدنيا متاع، وخيرُ متاعها المرأة الصالحة؛ إنْ نظر إليها سرَّتْه، وإن أمرها أطاعتْه، وإن غاب عنها حفظتْه في نفسِها وماله))، وقال في الحديث الآخر: ((حُبِّب إليَّ النِّساءُ والطِّيب، وجُعِلت قُرَّة عيني في الصلاة)). وأمَّا إن كان المقصود في الفاحشة والزِّنا، فهذه الشَّهوة هي الشهوة المحرَّمة التي نهانا الشارع الحكيم عنها، ورتَّب الحدَّ على الوقوع فيها، كذلك المال يكون للنفقة في القُربات، وصِلة الأرحام والقرابات، ووجوه البِرِّ والطاعات، فهذا ممدوحٌ محمود عليه شرعًا، ويكون للفخر والخُيلاء والتكبُّر على الضُّعفاء، والتجبُّر على الفقراء، فهذا هو المنهيُّ عنه. أيضًا للخيل مقصودٌ، فإنْ كان للجهاد في سبيل الله، ونُصرة للدِّين، فهو أمر مستحَبٌّ، ويُثاب صاحبُه على ذلك؛ قال – تعالى -: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ ﴾ [الأنفال: 60]، وإمَّا لبلوغ القصْد في السَّفر، والاقتناء للتعفُّف عن الحاجة، فهو مباحٌ، وأمَّا مجرَّد اللهو، فهذا من السَّرف، وأما قطع الطريق، فمن المحرَّم.
كما جاء في الحديث عن زينبَ بنت جحش - رضي الله عنها -: أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - دخل عليها فزعًا، يقول: ((لا إلهَ إلَّا الله، ويلٌ للعرب مِن شرٍّ قدِ اقترب، فُتِح اليومَ من رَدم يأجوجَ ومأجوجَ مثلُ هذا))، وحلَّق بإصبعه الإبهام والتي تليها، فقالت زينب: فقلت: يا رسول الله، أنَهلِك وفينا الصالحون؟ قال: ((نعم، إذا كَثُر الخبث)).
و النرجسية تدفعنا للنظر في ثلاثة مظاهر. المظهر الأول هو متمايز بصفة كاملة ويتمثل في- الأنا والهو و الموضوع إضافة إلى العالم الخارجي- و تكوين صورة الذات يتم بتتابع الاشباعات الشبقية أو تقمص صورة الآخر أي العالم الخارجي والارتداد على الأنا للليبدو باستثمار مواضيع خارجية وهذا ما سماه بالنرجسية الثانوية.